وصف عدد من رجال الأعمال والمستثمرين مؤتمر الاستثمار العقاري والسياحي الذي بدأ أعماله الأربعاء بمحافظة حضرموت بأنه «تظاهرة اقتصادية واستثمارية وخارطة طريق لجذب أكبر عدد من الاستثمارات العربية والخليجية إلى بلادنا. وأكدوا في تصريحات ل«الجمهورية» بأن المؤتمر الذي حضره رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور قد أكسب لهم المزيد من الثقة بالحصول على التسهيلات القانونية التي تمنحهم القدرة على إنجاز مشاريعهم الاستثمارية. المهندس عبدالله أحمد بقشان الرئيس الفخري لغرفة تجارة وصناعة حضرموت قال: حضور أكثر من 1000 شخصية للمشاركة في أعمال المؤتمر دليل على نجاحه وصوابية خطواته، وباعتقادي إنه إذا ما تم تنفيذ ولو جزء يسير من توصيات المؤتمر ما بين 30-20 في المائة كمرحلة أولى فإن هذا يعد من وجهة نظري مقياس نجاح لابد أن نفتخر ونعتز به، ونأمل في المؤتمر القادم الذي سيقام في عدن أن يكون النجاح أكبر، والنتائج أكثر إيجابية وانعكاساً على أرض الواقع. وبالنسبة لمشاريعنا الاستثمارية نود التأكيد على أن مشروع الشركة العربية للأسمنت سيدشن إنتاجه في الربع الأخير من العام الجاري 2008م، كما هو مخطط له. ومن خلال زيارتكم للمصنع ستلاحظون أنه تم إنجاز 80 في المائة من أعمال المشروع، وفيما يخص مشروع الميناء والمشاريع الاستثمارية التي تم الإعلان عنها في المؤتمر إن شاء الله يكون لنا نصيب منها. الشيخ عمر عبد الرحمن باجرش رئيس غرفة تجارة وصناعة حضرموت أكد بدوره أن نتائج المؤتمر كانت جداً ممتازة، حيث برزت منذ الساعات الأولى لانعقاده في مستوى الإقبال والحضور للمشاركين في أعماله، والذي تجاوز ألف شخصية من رجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب، إضافة إلى تواجد 14 دولة مثلت في المؤتمر من قبل مندوبيها. أبرز النتائج التي تمخضت عن مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري هي تقدم عدد من الشركات ورجال الأعمال بطلبات لتنفيذ مشاريع وفرص استثمارية تم ترويجها في المؤتمر مثل مشروع ميناء المكلا. حيث تقدمت شركتان لتنفيذ المشروع، شركة ماليزيا و شركة تابعة لمجموعة بقشان وموانىء دبي، ونحن نسعى جاهدين مع الحكومة لسرعة الإعلان عن المناقصة، والبت في المشروع الحيوي وسبل وخطوات تنفيذه، كما تم عرض مشاريع خمس مدن سكنية أربع في حضرموت والخامسة في المهرة، وقد تقدمت شركات سعودية وإماراتية لتنفيذ مشروعين سكنيين لذوي الدخل المحدود في مدينة الغيل، إضافة إلى تقدم شركات بطلبات تنفيذ مشاريع سياحية. حقيقة بوادر طيبة أن تكون حصيلة المؤتمر في اليوم الأول على هذا المستوى، ونحن كمنظمين للمؤتمر، وبالتعاون مع الحكومة سنقوم بمتابعة جميع المشاريع التي تم عرضها في المؤتمر، وحل أية صعوبات تعترضها حتى ترى النور مستقبلاً، كما سنحرص على الترويج للمشاريع المتبقية حتى بعد انتهاء المؤتمر، ونشير إلى أنه قد تم إبرام عدد من الاتفاقيات وصفقات بيع بعض العقارات بين ممثلي القطاع الخاص في مجال المشاريع السكنية في المقام الأول. ونحن نتوقع من الحكومة تفعيل نظام النافذة الواحدة لتسهيل إجراءات المشاريع الاستثمارية وتحسين بيئة الاستثمار لجذب رؤوس الأموال واستقطاب مزيد من المستثمرين ورجال الأعمال في اليمن بشكل عام. هناك لجنة مشكلة لمتابعة مخرجات المؤتمر.. أعضاؤها من الجهات المنظمة للمؤتمر ستتحمل مسؤولية متابعة مخرجاته بغية تنفيذ المشروعات في وقتها المحدد، علماً أن المشروعات التي تم الترويج لها في المؤتمر مرخصة و إجراءاتها سليمة بالكامل. دائما نصيب الأسد في المشروعات الاستثمارية المنفذة في حضرموت واليمن يكون لصالح الشركات السعودية، وكما تلاحظون أن مستوى الحضور في فعاليات المؤتمر كان معظمه لرجال أعمال ومستثمرين وشركات سعودية، وهذا أمر طبيعي للغاية فالمملكة العربية السعودية الشقيقة تمثل أحد المراكز المالية المتقدمة على مستوى الشرق الأوسط والعالم. علما ً أننا حالياً في طور إعداد مسودة توصيات المؤتمر لعرضها والإعلان عنها ورفعها لجهات الاختصاص. أهم ما يميز جلسات الحوار التي جمعت المستثمرين ورجال الأعمال ومندوبي وممثلي الشركات الاستثمارية مع دولة رئيس الوزراء أنها اتسمت بالشفافية والصراحة، وتناولت العراقيل التي تعيق تنفيذ المشروعات الاستثمارية، وأبرزها قضايا الأرض والعقار؛ بسبب عدم الوضوح في أوامر صرف الأراضي، ومنح المستثمرين وثائق الملكية التي تسهم في حصولهم على قروض من البنوك لتنفيذ مشاريعهم في الوقت المحدد، ونحن في انتظار إدخال التعديلات وإعلان التشريعات التي تحد من هذه الإشكالية. الشيخ صالح باثواب: لتحقيق النجاح المنتظر لأعمال مؤتمر الاستثمار السياحي العقاري لابد أولاً أن نكسب ثقة كل المستثمرين ليحصلوا على كل التسهيلات القانونية التي تمنحهم القدرة على إنجاز مشاريعهم الاستثمارية وتدشينها. رجل الأعمال خالد محمد الكاف: لقد حظينا بحفاوة وكرم ضيافة واستقبال لا يوصف، وتنظيم فعاليات المؤتمر رغم تواضع الإمكانات كان رائعًا، من الواضح أن غرفة تجارة وصناعة حضرموت بقيادة رئيسها الفخري الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان ضخت مصادر الدعم على المؤتمر لتؤمن نجاحه واستيعاب مخرجاته، و نحن في مجموعة الكاف التجارية دخلنا في مجال المشاريع الاستثمارية في حضرموت منذ خمس سنوات تحديداً، فنحن توجهنا للاستثمار في مجال العقار، وركزنا استثمارنا في حضرموت بمدينتي تريم وسيئون مسقط رأس الوالد ، و أنشأنا في تريم قصر منزل السيد الوالد امتداداً لأسرة آل الكاف العريقة في مدينة تريم بقصورها الشامخة، فالوالد بنى قصراً كبيراً في تريم، يكون ملتقى للزوار ومقصداً لكل من أراد زيارة تريم والوادي، واتجهنا إلى سيئون، ونحن بصدد مباحثات لتطوير هذه الأراضي لمشاريع سكنية و فندقية للمرحلة القادمة، فنحن عندما قررنا تنفيذ هذه المشاريع وضعنا أمامنا رؤية مستقبلية، حيث تم الاستثمار في مساحات كبيرة تصلح لإقامة منتجعات سكنية وفق مواصفات تلائم المغتربين في المهجر لتدعوهم للعودة إلى وطنهم، وإيجاد البيئة المناسبة لهم من حيث السكن الراقي وتوفير كل الخدمات التي تعودوا عليها في بلاد المهجر. خلال انعقاد جلسات أعمال مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري بحضور دولة رئيس الوزراء طرحت إشكالية موضوع الطيران، فأول خطوة لتذليل العقبات أمام المستثمرين والمغتربين هي تسهيل حركة تنقل المسافرين من خلال تنظيم رحلات مباشرة من جدة والدمام والرياض إلى المكلا وسيئون مباشرة دون المرور بصنعاء أو عدن، عندها سنضمن توفير مناخات الاستثمار على كافة الأصعدة، فرجل الأعمال وقته ثمين، فمن غير المعقول أن تدعو لاستقطابهم، وأنت تضع أمامهم العراقيل والعقبات، ولا ننسى أن حضرموت أخرجت رجالاً تشبعوا بحضارتها، ونقلوا موروثها إلى الخارج، وتكيفوا في بلد الاغتراب لدرجة أن الدول التي احتضنتهم تأثرت كثيراً بأهل حضرموت وعاداتهم وطباعهم وتقاليدهم، واليوم هم في لهفة وشوق أكثر من السابق للعودة إلى موطنهم الأصلي، فأبناء حضرموت أوفياء، وسيظلون أوفياء لليمن طول الزمن. وندعوكم أنتم كإعلاميين وصحافيين لتحمل مسؤولية الاضطلاع بأدواركم، وإعداد وتوصيل الرسائل لأبناء حضرموت واليمن في دول المهجر، لتبرزوا ما يحتاجه أهلنا في الداخل، فلا تزال الصورة غير واضحة عن طبيعة هذه الاحتياجات من الناحية التجارية والاقتصادية والثقافية