أكد نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله صالح البار أن الجمهورية اليمنية تبدي اهتمامأً كبيراً برابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي باعتبارها إحدى أهم المؤسسات التي تعنى بتعزيز التعاون العربي الإفريقي، وتعبر عن ذات المبادئ والقيم التي يحتفي بها النظام السياسي الديمقراطي التعددي في اليمن. جاء ذلك في كلمة رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة عبدالعزيز عبدالغني، التي ألقاها البار أمس نيابة عنه في افتتاح اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء المجالس الأعضاء في الرابطة المنعقد حالياً في العاصمة الموريتانية نواكشوط.. وقال رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة في الكلمة: إن تعميق وترسيخ الممارسة الديمقراطية يمثلان هدفين أساسين لليمن، بهما ومن خلالهما تتعزز مبادرة البناء والتحديث والتنمية الشاملة والمستدامة، في إطار من المشاركة الواسعة لكل قوى وفعاليات المجتمع. وتناول الخطوة التي أنجزها اليمن باتجاه تحقيق الحكم المحلي واسع الصلاحيات وإدخاله حيز التنفيذ ابتداءً من هذا الشهر بعد المصادقة على التعديل القانوني المقترح من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - الذي يمهد لانتخاب المحافظين من قبل أعضاء المجالس المحلية.. وقال: هذه الخطوة تؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من الحكم المحلي المتمتع بصلاحيات واسعة فيما يخص صناعة القرار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني في المحافظات. وأكد رئيس مجلس الشورى، رئيس الرابطة أهمية تواصل مثل هذه اللقاءات التشاورية، التي أصبحت تقليداً رائعاً اعتمدته الرابطة من أجل استمرار التشاور في مختلف القضايا التي تستغرق اهتمامها، وتفتح آفاقاًً واسعةًً للدفع بالعلاقات بين إفريقيا والعالم العربي قدماً وإلى ما يحقق المصالح المشتركة لشعوبهما. . ولفت إلى النقطة الجوهرية في برنامج اللقاءات التشاورية التي تتمثل في التقاء مستويين من الخبرة والمعرفة، خبرة الشيوخ والمجالس وعلم الأساتذة والجامعات، وذلك يتيح الفرصة لمقاربةٍ أكثرَ مهنيةً للقضايا والموضوعات المثارة في مختلف هذه اللقاءات.. ونوه بالموضوعات والقضايا التي سيقف أمامها اللقاء التشاوري الثالث، والمرتكزة على الدور المحوري للمجالس الأعضاء والسلطة التشريعية في تسوية النزاعات والأزمات الاجتماعية والسياسية، وفي تحقيق المصالحة الوطنية والوئام الثقافي، وتعزيز التلاحم الوطني، والمساهمة في الرقابة على الأسلحة في مناطق النزاع في الإقليمين الإفريقي والعربي. وقال: إن ذلك يأتي فيما الرابطة تعزز دورها مؤسسياً تجاه هذا النوع من القضايا بتشكيل لجنة السلام وفض المنازعات، والتي كان لي شرف رئاسة أولى اجتماعاتها في العاصمة النيجيرية أبوجا في ديسمبر من العام الماضي. وتابع قائلاً: ولكي نصل بمقاربتنا لهذا النوع من القضايا إلى نتائج ذات قيمة فإن من الأهمية بمكان التأكيد على ضرورة احترام سيادة واستقلال الدول التي تشكل مسرحاً للأزمات والتأكيد على الديمقراطية باعتبارها الأداة المثلى لاحتواء تلك الأزمات، وتوفير الإمكانات اللازمة لتحقيق التنمية.. واعتبر رئيس مجلس الشورى، رئيس الرابطة أن منطقتنا ما زالت تعاني تهديدين خطيرين، الأول يرتبط بالاحتلال الإسرائيلي الظالم للأراضي الفلسطينية، والثاني يتعلق باحتلال القوات الأجنبية للعراق. داعياً في هذا الخصوص إلى دعم خيار الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس، وإلى انسحاب القوات الأجنبية من العراق الشقيق، وتمكين الشعب العراقي من تقرير مستقبله على أساس من احترام سيادته ووحدة ترابه الوطني. وتناولت كلمة رئيس مجلس الشورى، رئيس الرابطة التطورات المرتبطة بارتفاع أسعار الغذاء، قائلاً: إن عالمنا يعاني أزمة غذاء بعد أن تضافرت جملةٌ من العوامل بعضها طبيعية والبعض الآخر بتأثير البشر في وضع العالم أمام أزمة غذاء تصل إلى مستويات خطيرة. مشيراً إلى أن أزمة الغذاء العالمية تضع نفسها في صدارة التحديات التي تستهدف الأمن القومي للدول وتتطلب مواجهتها باستراتيجية واضحة تقوم على مبدأ التعاون والتكامل واستبصار الإمكانات المتاحة لكل دولة وتوظيفها على الوجه الأكمل.. هذا وقد رأس نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله صالح البار جلسة افتتاح اللقاء التشاوري الثالث المقرر أن يختتم أعماله اليوم الثلاثاء، كما رأس جلسة العمل الأولى للقاء.