إذا كان فريق النادي الأهلي التعزي لكرة القدم قد بدأ هذا الموسم بداية قوية وموفقة وهو الصاعد من درجة الظلام بشبابه المخلصين الذين كانوا عند مستوى المسئولية واستطاعوا أن «يقرفصوا» بضعة أسابيع في مقدمة الترتيب يتبادلون المراكز الأمامية بين كل اسبوع وآخر مع بعض الفرق التي أخذت دورها هي الأخرى أيضاً.. إلا أن فريق الأهلي الحالمي كان يمتلك روح النشوة القتالية لمقارعة نظرائه خاصة كونه يمتلك في صفوفه الكثير من أبناء النادي المخلصين الذين ربوا في كنفه وذاقوا مراراة الظلام منذ نشأتهم الأولى إذا ما نظرنا للفترة الطويلة التي عاشها الفريق طوال 13عاماً مضى وهي فترة تسبق العمر الرياضي لأكبر لاعب من أبناء النادي الذين دخلوا هذا الموسم ممثلين فريقهم الأحمر.. وهذا يعني أن كل أعضاء الفريق غرباء عن دوري الأضواء أو محدودي الخبرة.. ورغم ذلك استطاعوا أن يثبتوا تواجدهم بين الكبار وقد يعود الفضل للخبرة المكتسبة لبعضهم الذين مثلوا منتخبي الناشئين والشباب فعكسوا محدودية الخبرة المكتسبة لصالح زملائهم بالفريق ليجمعوا ما استطاعوا عليه من النقاط في لحظة كان يجب فيها على أبناء جمعيته العمومية ومحبيه أن يقفوا بجانبهم ويأخذوا بأيديهم خطوة خطوة.. كما يؤخذ بأيدي الطفل الذي يريد المشي على قدميه في بداية مرحلته الطفولية دون اجباره على التهور بالسرعة عند المشي «ومع اعتذاري الشديد لهذا التشبيه الواقعي لبداية اي مرحلة كانت للمرء وليس الغرض من هذا هو التصغير» كون النادي الأهلي التعزي غني عن التعريف بعراقته.. ولكني هنا فقط أتحدث عن الفريق الحالي كأفراد صاعدين من الفئات العمرية والذي صاروا هم اليوم الممثلون الشرعيون للأهلي التعزي بكل عراقته. لكن للأسف الشديد وكما تقول الحكمة:«ومن الحب ماقتل» خاصة أن هذا النادي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة قد تتجمد حركتها في سنوات الجدب الرياضي نتيجة موقع الفريق في دوري المظاليم لكنها بقيت مجمدة دون أن تنقرض وعندما صعد الفريق إلى الأضواء انتفضت بكل تأهب كما تنتفض البراكين من الجبال الرواسي دون أن تعطي هذا الفريق فترة استقواء وتدرج بين الكبار، ولم تقبل منه العطاء المناسب لخبرته الذي قد يتصاعد مع الأيام تدريجياً نحو الأفضل دون أي ضغوط نفسية من داخل البيت الأهلاوي نفسه مع مساندة جماهيريه معقوله تبارك له نتائجه عند الفوز وترفع معنويته عند الهزيمة بالقبول بها وتذكيره بالحكمة القائلة:«الرياضة فوز وخسارة» وخيرها في غيرها وترديد كلمات الإشادة «معليش اديتم ماعليكم وخسرتم بشرف» وخسارتكم لم تكن نهاية المطاف وشدوا حيلكم وإن شاء الله يكون القادم أفضل. ومن هذه المواسات التي ترفع معنوية الفريق وتجعله ينسى قهر الهزيمة الأولى ويستعد بكل توثب للمباراة القادمة دون أن يشعر بأي ضغط نفسي من الخارج ليصل بعد ذلك إلى مبتغاه وتعود له نكهة الفوز.. لكن مع الأسف الشديد عندما كان الفريق يقع بأي هزيمة فإذا بصميل الجلد يهوي على رأس الفريق وسكاكين التقطيع المسمومة تمزق الجلود والأفئدة. فهذه الشلة تطالب بالمحاكمة العلنية للإدارة وتفريق صفها وتلك المجموعة تطالب بإقالة المدربين تباعاً وتسريح اللاعبين.. وكلاً يفرض قوته ويفتح فمه في وجه الفريق وهؤلاء ممن يدعون حبهم للأحمر الحالمي.. لهذا نتمنى ونناشد هؤلاء المحبين أن يبتعدوا قليلاً عن الفريق فيما تبقى من مباريات الحسم ليبعدوه عن الضغط النفسي الذي يلاحقه من قبل محبيه وهذا قد يساعد الفريق أن يضمن لنفسه البقاء.. وغرضنا من الابتعاد السكوت عن الحساب والعقاب ونبش الأخطاء وليس الابتعاد والهروب عن المساندة والتشجيع.