اللمسات الإنسانية ذات الأبعاد العميقة والبعد عن السرد المطول من الملامح الأساسية في نصوص “ تور آلفن “ الذي يوجز القول دائماً عندما يستشف ما تفرزه العلاقات البشرية من قيم و أخلاق ونفسيات وأنماط سلوكية . فتارة نجده يميل إلى المقاطع القصيرة التي يكثف فيها المعنى دون الخوض في تفاصيله ، وتارة يكتب القصيدة عادية الطول التي يتخلص فيها من الإطناب وتكرار الفكرة . “ تور آلفن “ يكتب الإنسان قبل أن يكتب ذاته ، دون أن يخفي ميلاً فطرياً تجاه اللغة النرويجية كونه أحد أبنائها ، والذي يظهر في عبارات متفرقة هنا وهناك في نصوصه . “ تور آلفن “ مزيج من الرومانسية المعتدلة والواقعية الشديدة والرمزية المعنوية ، التي يصبها جميعاً في نص إنساني ذا لغة سهلة وخالية من التعقيد . مقاطع قصيرة البعض يجعل منك وليمة قاضماً إياك مفصلاً تلو مفصل من السهولة بحيث أنك لا تلاحظ ذلك .
متعصب فارغ ستنقذ العالم مرة أخرى بجرة لحفظ رماد الموتى هي صورتك .
حبك له رأسان الأول يصرخ .
كل الذي قلته وصرخته خلال حياتك كلها تكثف في دمعة واحدة والدمعة صارت فقاعة .
أسند إلى الجدار سلّماً من عظام قدميك فهنالك من يحب أن يتسلق لا لكي يرى بل ليتقيأ . .