المياه في تعز قصة لاتنتهي، وقضية لم تبت فيها كل القوانين السارية. أحياء في المدينة تحيا على حلم ب «قطرات» منها، وأحياء مشابهة ولصيقة بها جغرافياً تعيش في نعيم مائي بمجهود ذاتي. الأيام الماضية قام مجهولون بفتح محابس المياه الرئيسة للشبكة في أماكن متفرقة من المدينة لتغذية أحيائهم، بما يتعارض مع خطة المؤسسة والتزاماتها بعدالة توزيع المياه لكافة الأحياء دون تمييز. مدير عام المؤسسة العامة للمياه بتعز الدكتور عبداللطيف المنيفي، أبدى أسفه الشديد حيال ما حصل، وقال ل«الجمهورية»: هذا التصرف اللامسئول سيؤدي إلى حرمان بعض الأحياء من حصتها حسب الجدول المقرر الذي أعدته المؤسسة..ودعا المنيفي مسئولي السلطة المحلية في مديريات المدينة، والجهات الأمنية وعقال الحارات والمواطنين إلى التصدي لهذه الظاهرة، وضبط المتورطين في هذا العمل غير الحضاري، حفاظاً على المصلحة العامة وتأمين استقرار وتوزيع المياه لكافة أحياء المدينة حسب قوله. وفي حين أشار إلى أن مثل تلك الأعمال تستلزم من الجميع «وقوفاً حازماً» مع إدارة المؤسسة وتوجهها الجاد في ترسيخ عدالة التوزيع للمياه بالأوقات المناسبة، أكد المنيفي أن توجيهات قد أصدرها بإلزام موظفي التوزيع اتباع خطة المؤسسة في التوزيع العادل للأحياء «دون محسوبية أو مجاملة»، وقال: «المواطن الذي يشعر بالظلم لعدم حصوله على الماء في الوقت المناسب عليه أن يرفع شكواه إلى إدارة المؤسسة». الوعي المجتمعي بأهمية المياه في أوساط الناس، يُعمق المشكلة، ويضاعف من نسبة المفقود في تعز.. فهناك مواطنون يقومون بربط «عداداتهم» بشكل عشوائي بالشبكة القديمة من تلقاء أنفسهم، بدلاً عن الجديدة التي تمد المدينة حالياً بالمياه، رغم أنه قد تم فصلها بنسبة كبيرة تصل إلى %85. يقول مدير عام مياه تعز: «إنهم يرتكبون أخطاء فادحة بحق أنفسهم»، يريدون حرمان المؤسسة من حقوقها بعدم دفع قيمة الاستهلاك، ويقومون بإعادة المياه التي تجري في الشبكة الجديدة لتغذيتها عبر عداداتهم، إضافة إلى حرمان المنازل المرتفعة من وصول المياه إليها..ويضيف: تلك الأعمال غير الحضارية تتسبب في إرباك عمل المؤسسة بإعادة البحث عن المناطق التي تم فيها فصل الشبكة القديمة عن الجديدة الأمر الذي يؤدي إلى زيادة نسبة المفقود والذي سعت المؤسسة من خلال استبدال الشبكتين للحد منه وخسرت بذلك مليارات الريالات