تسارعت مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية لدخولها قطاعات العمل الخاص والعام، لكن واقع ومساهمة المرأة اليمنية في سوق العمل الخاص لاتزال متدنية جداً مقارنة في القطاع العام بتدني الأجور حيث تبلغ نسبة العاملات في سوق العمل نحو «01%» من قوة العمل في القطاع الحكومي و«05%» في القطاع الخاص. هنا فتحنا باب النقاش حول هذا الموضوع وسألنا بعض النساء والفتيات الموظفات عن أسباب عزوف الفتيات عن الدخول للعمل في القطاع الخاص؟ وهل يحق لصاحب العمل في القطاع الخاص أن يعطي الموظفات أجوراً أقل من الرجال، على نفس العمل؟ وهل توافق الفتيات العاملات على هذا الأمر بدلاً من البقاء في المنزل دون عمل؟ وهل يرى أصحاب العمل أن المرأة يمكن أن تقبل بالأجر المتدني ولاتطالب بالزيادة؟ تمييز اقتصادي هنا تقول رويدا أحمد علي موظفة في إحدى شركات التسويق بالقطاع الخاص: التفرقة في الرواتب بين الرجل والمرأة ظاهرة منتشرة في اليمن رغماً عن كونهما في نفس المسمى والدرجة الوظيفة ربما يكون هذا التميز لكون احتياجات الرجل أكثر ويعول أسرة لكن هذا لايمنع أن المرأة في الوقت الحاضر أصبحت تحتاج لدخل كبير نظير مجهودها وإتقانها العمل أكثر من الرجل إلى وقت قريب كان أصحاب العمل يفضلون الفتيات للمقابل المادي البسيط الذي يقبلن به بالاضافة لاتقانها للعمل مقارنة بالرجل وهذا الأمر فيه إجحاف بحق المرأة المادي، لأنه لايحق لصاحب العمل أن يأخذ جزءاً كبيراً من طاقتها ويعطيها راتباً متدنياً، وهنا يجب على النساء المهضومة حقوقهن المادية التكاتف معاً خاصة اننا في عصر نهضة المرأة العاملة ونثبت أننا لانقل شيئاً عن الرجل بل احتياجاتنا أكبر. أجور ضئيلة وهنا التقينا احدى موظفات القطاع الخاص في العلاقات العامة الأخت سهى المرتضى والتي تقول: للأسف الشديد انتاج المرأة في سوق العمل كبير مقارنةً بالرجل، إلا أنها تتقاضى أجوراً ضئيلة جداً لايتناسب مع حجم العمل الذي تقوم به وعلى سبيل المثال عملي في مجال العلاقات العامة يحتاج إلى جهد كبير جداً في تنظيم المؤتمرات وأنشطة أخرى تتطلب منا ساعات طويلة لإنجازها وهنا لايقل عملنا ومجهودنا عن زملائنا الشباب إلا أنهم يقاضون رواتب أعلى منا، ولست أدرى لماذا هذا التمييز بالرغم من أننا متساوون في المؤهلات والخبرات ولكن ماذا نفعل هنا نحن النساء نرضى بالعمل بأي أجور. الأولوية للرجل هيفاء عبدالرحمن موظفة في بنك قالت: بالتأكيد هناك تمييز وتحيز للرجل في العمل فالأولوية له في الترقيات والمكافات وصولاً للأجر اذا تمكنت بعض النساء من الحصول على ترقيات أو زيادة في الراتب فأنا متأكدة أنني حصلت عليها بعد جهد وعناء ومن دون رضا من الرجل. وأتذكر قول مدير البنك يوماً بأن الرجل لديه أفكار خلاقة وقدرة على الابتكار والتجديد وحل المشكلات وهناك كذلك تفرقة بين التسهيلات والامتيازات الممنوحة له. معلمات بأجور زهيدة وهنا تحكي لنا الأستاذة ريم العريقي مدرسة في مدرسة خاصة فتقول: بشكل عام العمل بالتعليم في المدارس الأهلية معاناة يطول شرحها ويصعب حصرها فهي تبدأ برحلة بحث طويلة بين المدارس حتى تجد وظيفة مروراً بملاك المدرسة ومديرتها وكيفية التعامل مع المعلمة وتكليفها بحصص زيادة عن المخصصة لها أسبوعياً بالاضافة تحميلها أعباء إدارية أخرى فلا تكاد تعرف هل هي معلمة أم موظفة إدارية وتتضاعف تلك المعاناة بالمعاملة القاسية وغير اللائقة من الطالبات وأولياء أمورهن انتهاءً بضعف الراتب شاملة الاجازات فهي غير مدفوعة الأجر وهنا تتساءل الأخت ريم هل النساء أيد عاملة رخيصة مثلاً كما يقول أرباب العمل؟!! خيارات وظيفية محدودة وهنا فتحنا النقاش مع الأخت نائلة عثمان مالكة ومديرة مكتب استشاري للاستشارات الإدارية والاقتصادية والتي تقول: يتحمل وجود هذه المشكلة الرجل والمرأة على حد سواء بالنسبة للمرأة فإن الخيارات الوظيفية أمامها محدودة جداً ولاتوجد فرص وظيفية متاحة كي تفاضل بين الوظائف كما يكون القرار بيد صاحب العمل في الوظائف المتوسطة لانه يجد طلباً كبيراً من النساء وبالتالي يعين واحدة بدلاً من الرجل الذي يطلب راتباً أعلى وأكبر بالرغم من تفوق المرأة في الوظيفة على الرجل احياناً وتقديمها لمجهود أكبر براتب أقل. رضا الطرفين من جانب آخر يعلق الأخ محمد علي مسئول الشؤون الإدارية في مكتب العمال بمحافظة تعز بالقول: لايتحمل صاحب العمل أية مسئولية بعد موافقة الموظفة بإرادتها على الراتب المحدد في عقد العمل بتوقيعها حتى لو كان راتبها أقل جداً من نظيرها الرجل الذي يحمل مؤهلاً يساويها أو حتى أقل منها لأن المعروف أن العقد يتم برضا الطرفين ومن لم يعجبه ينسحب قبل الاقرار بالموافقة كما أن مكتب العمل لايقبل شكاوى من هذا النوع. الحاجة المادية التقينا الأخت..نادية البعداني تعمل في شركة سياحية والتي تقول: لا أريد أن أكون متحيزة لبنات جنسي إذا قلت بأن المرأة أفضل بكثير من الرجل في مجال العمل وبشكل عام فإن أصحاب العمل يرحبون بعمل النساء لديهم لانهن متفانيات في الأعمال التي يكلفن بها وفي نفس الوقت يقبلن بتقاضي راتب أقل لعدة أسباب أهمها الحاجة المادية في حين يعطون امتيازات للرجال أكثر منهن على اعتبار أنهم من يقوم بإعالة الأسرة.