شارة: سأخبره.. سأقول له أنه شيء مضى من حياتي.. أنه ورقة طويتها وأنه كان.. ولن يستمر! سأقول له: ياسيد.. لقد كسرت قيودك وحطمت زهورك وبعت آخر أشعارك المهداة لي.. لقد مزقت أطفالك وأشعلت فيهم النيران! وهجرت دارك.. لم أعد لك! لم أعد لك! ضجرت خرافاتك.. نزواتك.. أوجاعك، تعبت منك.. تمردت، نعم تمردت! فلن تعود شفتي خليج نزواتك وفتوحاتك! لن يعود قلبي قادراً على استقبالك، فأنا أجرت قلبي واشتريت بثمنه كبسولة مهدئة، علها تنسيني شطحاتك ورعونتك. أنت لاتصدق كلامي! بل صدق! فهل تعود الفراشات شرانق؟! انتهيت حقا.. هل تسمعني؟ انتهيت من حياتي. فجأة.. فتح الباب بقوة ودخل.. إنه هو. تمتم بهدوء: احضري القهوة ومعها شفتيك، بسرعة! انتفضت كعصفور أمطر بالماء: لن أحضر القهوة! ولن أمنحه شفتي!.. لكنها دون وعي اندفعت إليه وبيدها القهوة وفي شفتيها بسمة مرتعشة! ارتشف القهوة، نظر إليها متأملاً صامتاً. قال: هل تحبينني؟ قالت: طبعاً! هنا تذكرت كل أفكارها عنه، نكست رأسها. قال: هل أنت غاضبة؟ قالت: لا! ازداد انتكاس رأسها. قال: هل كنت في حالة تمرد طارئة؟! قالت: أنا؟ لا.. لا! قال: طفلتي! يجب عليك أن تنسي كلمة تمرد.. فأنا ياصغيرتي عالمك الذي تنتحرين إذا حاولت الابتعاد عنه.. أتفهمينني؟ قد أكون سادياً مجنوناً ولكني حبيبك؟ لم تعط جواباً.. ولكن ازداد انتكاس رأسها، وقدمت له شفتيها!.