بعيدا عن الحدود التي رسمها الاستعمار في تقسيم أواصر الجسد العربي ونثرها إلى أشلاء متفرقة، بعيداً عن الأسلاك الشائكة والعلامات الزائفة التي توضع هنا وهناك، بعيدا عن كل ذلك، تظل الأمة العربية هي الأمة السامية بالأخلاق والهوية والديانة الواحدة و الدم العربي هو المعدن الأصيل الذي مهما فعل الحاقدون لبث سمومهم فيه فإن الدماء الزكية المعطرة برسالة الإسلام تظل تفوح في كل أرجاء المعمورة فهي بجسد نفخ الله فيه روحه وجعل أهلها خير أمة أخرجت للناس، ولتبق الحقيقة هي السائدة والواقع هو المهيمن مهما كان مذاقه.. ولتبق الوحدة العربية هي أمل الأمة بشعوبها.. أمل يدغدغ مشاعر كل العرب.بعيدا عن السياسة وهمومها وفي نظرة إلى الشباب العربي باعتبارهم جيل الأمة الصاعد وقادة المستقبل، وفي خطوة تحسب بالممتازة للجامعات العربية في المشروع الصيفي لتبادل الطلاب بغية التطبيق في مختلف الدول العربية ومن ضمنها جامعة تعز التي كان نصيبها 52طالباً عربياً من خمس دول مختلفة، حول الأمل في الوحدة العربية وتطلعات الشباب المستقبلية و نظرتهم لليمن أجرت «الجمهورية» حوارات مختطفة مع هؤلاء الشباب بعد إنهاء دورتهم التطبيقية وقبيل مغادرتهم اليمن. أحمد عدنان بلقان من سوريا «اللاذقية» جامعة تشرين يرى أن اليمن تعد من دول العالم الثالث مثلها مثل سوريا ومع ذلك فالشاب ينظر للوحدة العربية المستحيلة حالياً ويردف : حلم الوحدة العربية حلم كبير مافي شك يراود الكل ولكن الوضع الراهن ماأعتقد ويستطرد : ممكن يكون في تبادل ثقافي بين الدول العربية وهذه هي الطريق نحو الوحدة، أحمد يقول: أهل اليمن شعب طيب وكويس ومتعاون كثير غير أن ماشده هو تناول أهل اليمن للقات وحسب المعلومات التي لديه أن 09% من الشعب يمضغون القات وهو يرى الأمر بحد ذاته نوعاً من السلبية. ويضيف: زرت عدن مول في محافظة عدن وهو مركز تجاري ضخم لكن رأيت عمالاً تايلنديين، يردف : يعني كان الأفضل إحضار عمال يمنيين وحسب علمي هناك بطالة، أحمد يختم حديثه بأمنية أن يزور اليمن في المستقبل القريب و يتمنى أن يزوره وقد تطورت كثيراً وخاصة في مجال السياحة الذي رأي فيها مناظر حلوة كثيرة حسب تعبيره. احنا مشتاقين للوحدة الهادي الغنامي الهادي نائب عميد شئون الطلبة في ليبيا اكاديمية الدراسات العليا يقول: الوحدة العربية احنا مشتاقين لها وخاصة أن أول من نادى بها الزعيمان جمال عبدالناصر ومعمر القذافي ويضيف الهادي «أنا زرت أكثر من دولة عربية ووجدت كل العالم العربي يتكلم عن الوحدة العربية وعن الاتفاق العربي وهنا في اليمن نتلاقى أنا والشباب باستمرار ودائما مانناقش مشاكل العرب والأمل بالوحدة العربية بمعنى نقرب وجهة النظر، ويجد الهادي أن الدورات الصيفية في مختلف الدول العربية خلقت نوعاً جديداً من الألفة بين مختلف شباب العرب ويضيف : زرت السودان و لم أعرف عنه الكثير من خلال مكوثنا في اليمن وباستضافة جامعة تعز تعرفت على حاجات كثيرة في السودان من خلال الشباب، ويقول عن اليمن : الانطباع الذي خرجت به كطبيعة وبشر ممتازة جدا ولكن ينقصها حاجات كثيرة ممكن نظام الترتيب ودقة المواعيد، و يصنف مدينة عدن على أنها قطعة من أوروبا بكل ماتحمله الكلمة من معنى ويستطرد : عدن بحاجة إلى اهتمام أكثر من الدولة لأنها منطقة سياحية وتطل على البحر. أمنية عربية الطالبة نهاد عبدالهادي من جامعة الخرطوم تخصص هندسة ميكانيكية تتمنى أن يكون الشعب العربي كله موحداً وتضيف: إن الشعب اليمني كله طيب وهو الأقرب إلى شعب السودان وله ميزات الأخلاق والطيبة والكرم في كل أعماله وتقول نهاد إن أكثر ماشدها في اليمن هو طبيعة الجبال والطبيعة الصحراوية وتنصح الفتاة في نهاية حديثها كل شخص أن يزور اليمن لأنها جعلت الأمر أمنيتها في المستقبل القريب. أفضل مماكنت أتصور الطالب حمادة أحمد عبدالوهاب من جامعة حلوان بجمهورية مصر العربية يحلم هو الآخر بالوحدة العربية وعن طبيعة اليمن وأهلها يقول : أنا طبقت في اليمن والمعاملة كانت كويسة أوي أوي» والأجمل فيها، شعبها شعب طيب جدا جدا، ويضيف : أنا «ماكنتوش» أتوقع حاجة زي كده أصحابي قالوا لي لاترحوش وأنا قلت بجازف وبروح ووجدت شعباً أجمل مماكنت أتصور، وعن أجمل ما في اليمن يقول حمادة: أجمل الأماكن التي زرتها كانت محافظة إب بحس أنها قطعة من أوروبا من ناحية الجمال عشان كذا بتقولوا عليها إب الخضراء، ويتكلم عن السياحة بقوله : عندكم مافيش اهتمام بالسياحة خالص وأنا شائف أنه يوجد هنا حاجة اسمها وزارة السياحة بس مافيش اهتمام بالسياحة يتساءل : ليه مافي رغم أن هناك مقومات سياحية كثيرة حلوة باليمن، ويختم الشاب المصري حديثه بنصح اليمنيين بأنهم إذا أرادوا التطور عليهم أن يتركوا القات وأكد على النصيحة أكثر. محمود شريف زيتون من جامعة القدس المفتوحة في رام الله والبيرة يقول: أتمنى أن يكون العرب كلهم ضمن وحدة عربية ويقول الطالب الذي واجه بعض الإشكاليات في تأشيرة الدخول نتمنى أن يكون عندنا على الأقل كمافي الاتحاد الاوروبي تدخل بالهوية الشخصية لجميع الدول العربية، يواصل من خلال هذه التطبيقات الصيفية لمسنا نوعاً من الوحدة العربية وتبادل الثقافات العربية خاصة وقد كان الطلاب من مختلف الدول العربية وهو مالم نره في فلسطين كون هناك قيود كبيرة تفرض علينا..عن التعامل يتحدث محمود أنه لمس الاحترام و التقدير المتكامل في اليمن. تفاؤل الطالب محمود فيصل القادري من سوريا جامعة تشرين هو الآخر وجد انسجاماً غير طبيعي في اليمن حتى ذهب به الحال إلى تناول القات بكافة أنواعه يتحدث عن الوحدة العربية بنوع من التفاؤل وينتقد على اليمن عدم الاهتمام بالسياحة كون هناك مناظر طبيعية وسياحية تأخذ العقل، أما زميلته الطالبة فرح عدنان خشوف ترى أن اليمن جميل جداً أرضاً وطبيعة وإنسانا وتكمل: إن أحلى حاجة استفادت منها في تعز هي تعلم شغلة الاقتصاد بالماء وكيفية الحفاظ عليه. أحمد محمد الأمين من السودان كلية الطب يرى أن الوحدة العربية يمكن تكون باتفاق الشعوب و يقول : إذا اتفق القادة العرب حيتفق الشعوب وكل شعب له عادته وتقاليده كل شعب يتأثر بقائده فهم القادرون على توجيه الناس، ويتمنى أن ترجع الأمة العربية مثل عهدها السابق حتى تكون أمة عربية قوية كما كانت. اليمن في وجدان الشباب العربي كافة الطلاب أعربوا عن سعادتهم بتلقي الدورات التدريبية في اليمن وتمنوا أن يزروها في المستقبل القريب متمنين للشعب اليمني وقائده مزيداً من التقدم والازدهار. الطالب محمد محمود المزعل كانت وجهة نظره تختلف عن الآخرين وحتى تعبيره الذي كان على هيئة قصائد شعرية مخاطباً بها أرض الحكمة والإيمان قال فيها : يامن حبك سما فيا.. ياأرضا عشقنا هواءها والقطرة الندية.. أنت زهرة عطر وفراشة وردية.. أنت نور من الإله وسر البشرية.. ألا عرفتم من هي.. إنها أرض اليمن السخية.. تراها جنة في سمو البهية.. تراها تلبس الأخضر مع زغاريد طيور شجية.. بارك الله فيك موطنا أبيا.. وبوركت رجالا صدقوا الوعد والوصية دمتم قوما عز وكرم وأهل للنخوة العربية.. ودامت اليمن قلعة الصمود جبارة قوية.. سأقدس الزمان الذي أتى لي لأهل «الجنبية» وأكن للزمان مثال الرجل الوفيا.. فوالله رأت عيني مالم تره من قبل البشرية من طيب وحسن أخلاق وصدق نية.. خلق جو من الألفة الدكتور محمد الشعيبي عميد شؤون الطلاب بجامعة تعز قال: إن الجامعة أخذت نصيب الأسد من عدد الطلاب المتدربين مقارنة مع بقية الجامعات اليمنية، وأضاف: إن تدريب الطلاب يأتي في إطار التبادل مع مختلف جامعات الدول العربية ويشير إلى أن جامعة تعز بعثت 42 طالباً إلى تلك الجامعات وبدأت مجموعات منهم بالعودة، مؤكداً أن التدريب ليس هو الهدف الرئيسي من هذه الرحلات بقدر ما هي تعاريف الشباب العربي ببلادهم اليمن إضافة إلى خلق جو من الألفة بين مختلف شرائح الشباب من مختلف الدول العربية على اعتبار ذلك اللبنات الأولى نحو الوحدة العربية الشاملة.