مِن الليل يأتي النهارُ ويُولد من رحم الموت معنى الحياهْ «فإنّ مع العسر يسرا» وإنّ مع الليل فجرا وإنّ هنالك في بقعة الله زيتونةً تتوقّدْ لماذا نُسمّيه موتاً.. رحيل الشهيدْ؟! وقد عَبَر الجسر من بيننا فاستحقّ الشهادهْ وألقَى لنا كفن الموت نحمله فوق أكتافنا في هوادهْ لماذا نُسمّيه موتاً؟! هو الآن في رحلةٍ يتامّل في ملكوت السماءِ يُروِّح عن روحهِ من عناء التشبّث بالطينِ.. آهٍ لقد كان يخترق الجاذبيّهْ فللّه دَرُّهْ لقد كان يبحث في مهبط الأنبياءْ عن المصعد النبويِّ لكي يتسلّق مِعراج عيسى... محمّدْ أيا درّةً في السماءِ تُدِرّ ضياء على عالم الروحِ في زمنٍ كادتِ الروح فيه من الخوفِ من زحمة الطين، من ثورة التكنولوجْيا وأبخرة الشكِّ أنْ تختنقْ ها أنتَ تفتح للروح نافذةً في الأفقْ وتمنحها الضوءَ ينساب عبر أزقّتها ويبدّد أنسجةَ العنكبوتْ لتخرج من مخدع الوهمِ من قمقم الخوفِ مشدوهةً تتنفّسُ من غليان السكوتْ أيا درّةً في السماءِ تُضيء الوجودَ وتكشف للعالمين خيوط الجريمهْ وتفضح للحالمينَ نوايا اليهودِ الأثيمهْ وتقذف بالحقّ قنبلةً في ضمير الوجودِ لكي يتيقّظَ من سكرة الموتِ من أمنيات السلامِ العقيمهْ ها أنتَ تُعطي الإشارة خضراء للروحِ كي تعبر الجسرَ لا تترَّددْ وتُرسي لها سلّماً في السماء لتصعدْ وها هي ذي الروح تنتفض اليومَ تنفض عنها غبار السلامِ المُهَوّدْ