نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    كتائب القسام تسلم جثة ضابط صهيوني أسير بغزة للصليب الأحمر    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رحلة يونيو 2015: نصر الجنوب الذي فاجأ التحالف العربي    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    الحراك الجنوبي يثمن إنجاز الأجهزة الأمنية في إحباط أنشطة معادية    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    حزام الأسد: بلاد الحرمين تحولت إلى منصة صهيونية لاستهداف كل من يناصر فلسطين    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله الراعي:لقي اغتيال الزبيري رضا السلال والعمري وعملية هروب المتهمين مجهولة إلى اليوم
قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 24 - 09 - 2008

لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
هل تقابلتم مع السلال بعد المؤتمر؟
تقابلنا في منطقة الحصبة وجئنا على أساس أن السلال لن يقبل بتوصيات المؤتمر وجرى حينها اعتقال أحمد دهمش وأحمد الشجني وعلي الضبة،وقام بعض الضباط بمطاردة بعض المشايخ، وقد هربوا في منتصف الليل وفي مقدمتهم سنان أبو لحوم إلى عدن، وبعضهم إلى بيحان ثم تجمعوا في بيحان ومن هناك ذهبوا مع شريف بيحان إلى الطائف.
هل كانت إجراءات النظام الجمهوري سبباً في هروب المشايخ؟
جاء هروبهم سبباً وهو القشة التي قصمت ظهر البعير، والاعتقاد والتوجه قائمان من مؤتمر خمر، فما معنى محاولة حصار القوات العربية وقطع الطرق،فإذا كان جرى هذا فإنه سيعني الحرب ضد المعسكرات ومحاصرة القوات العربية وتصفية السلال، سواء بالاستقالة أو القتل.
هل طلبوا من السلال الاستقالة؟
كانوا يريدون قراراً كهذا في مؤتمر خمر،لكن لم يوضع في القرارات وجمد، رفض الجميع موضوع الاستقالة، أبرزهم القاضي الارياني والاستاذ أحمد النعمان ومحسن العيني ومحمد سعيد العطار، وممثلو القوات المسلحة الذين حضروا مؤتمر خمر، وكان هنا في صنعاء تحمس ضد كل مافي رؤوسهم بشأن الاستقالة، وكانت لنا مراسلات بالشفرة،وكان على رأس القوات المسلحة حمود الجائفي القائد العام الذي رفض حضور المؤتمر، لأنه قرأ مافي كواليس هذا المؤتمر.
هل كان لدى الشيخ سنان أبو لحوم التوجه للتخلص من السلال مع بعض أنصاره أم أنه كان يميل إلى دعم النظام الجمهوري مع إبقاء بعض الصبغة الملكية؟
سنان أبو لحوم كانت تهمة ذاته قبل أي شيء آخر، عندما عاد من عدن وفي رأسه شيء وهو الذي قال «سبقتونا ياضباط» وحصل في مؤتمر عمران تنافس بينه وبين الشيخ أمين أبو راس على قيادة بكيل وأجمع الحضور في المؤتمر على أن الكبير في بكيل هو بيت أبو راس، لكن الحضور والزبيري راعوا عند صياغة قراراتهم أن تبقى الأمور في إطار اللملمة،دون أي شرخ.
ما الذي جعل نجم الشيخ سنان أبو لحوم يصعد في تلك الفترة وجعله يلعب أدواراً رئيسية في كل المنعطفات في رأيك؟
الشيخ سنان رجل ذكي ونشيط ودينامو وجريء، وهي الميزات التي كان يرتكز عليها والخلفية التي كان يعتمد عليها، وهي التي صعدته، بالإضافة إلى بقائه في عدن ومعارضته لبيت حميد الدين، كما أنه حضر نفسه عندما كان في عدن، وجاء يمثل شيئاً متقدماً في صف المشايخ، واستفاد من خلال لقاءاته مع السلاطين في الجنوب مثل سلطان لحج العبدلي وشريف بيحان.
تردد اسم الفسيل كثيراً في المؤتمرات لكن كانت معظم الملاحظات عليه سلبية؟
الفسيل هو نفس سنان أبو لحوم، فقط بوجه مدني يطرح نفس مايطرحه سنان، كان ناقماً على الجمهورية بعد قيامها بستة أشهر، لايريد المصريين نهائياً ولو سقطت الجمهورية، هذا مايريده محمد الفسيل، عداؤه مطلق لمصر وللقيادة المصرية في اليمن.
نحن اختلفنا مع مصر، لكن للتاريخ، وهذا ماقاله الرئيس الارياني لم نكن لنستطيع الصمود شهرين أمام الهجمة الامبريالية الرجعية وحلف الناتو بدون دعم مصر؛فيما كان الفسيل يريد ثورة دون المصريين.
هل كان البعض يعتبر الوجود المصري احتلالاً؟
لا، ماعدا أولئك الذين ذكرناهم في السابق الذين كانوا يعتبرون التواجد المصري في اليمن احتلالاً،على غرار الديباجة الإعلامية في إذاعتي عدن أو جدة، بدعوى أن التواجد المصري في اليمن هو احتلال،لكن أي احتلال،نحن ثورة عربية قومية وأصحاب رسالة واحدة.
ألم تصل أنت إلى هذه القناعة من أن التواجد المصري هو احتلال؟
لا، استغفر الله العظيم،لقد كنت بعثياً قومياً عربياً، عندي أبعاد قومية انضج من الناصرية، نعتبر نحن كبعث في حينه أن عبدالناصر أخذ بمنهجنا وقناعتنا في القومية والوحدة العربية،وحركة التحرر في دمي وأعماقي وأعصابي،وناخرة في عظامي.
مؤتمر عمران
نريد معرفة أسباب دعوة الملكيين لحضور مؤتمر عمران؟
الاستجابة لدعوة الزبيري والمشايخ الجمهوريين بالذات لأنهم كانوا في حينه الأقدر على التناغم مع بعضهم البعض، ولما للزبيري من احترام ووجود شعبي، كانت الدعوة للحضور والتفاهم حول الولاء للنظام الجمهوري، وسلموا بنتائج المؤتمر كلها.
إلا أن مؤتمر عمران تعرض لعدم القبول بالدستور الدائم والمقترح من المؤتمر وعدم الالتزام بقرارات المؤتمر وتعرض بعض الشخصيات الحاضرة في المؤتمر للاغتيال وعلى رأسهم الشهيد مثنى الحطيري، الذي سمي ب «شهيد مؤتمر عمران».
وتصاعد الخلاف الذي تم بين القاضي الزبيري وقيادة وأعضاء المؤتمر من جهة والمشير السلال وأنصاره والقيادة العربية من جهة أخرى، وأدى هذا الخلاف إلى تمييع وتهميش للمؤتمر وقراراته وتوصياته، وتقديم الاستقالات من قبل القاضي الزبيري والقاضي عبدالرحمن الارياني وكل وزراء الحكومة وإنشاء حكومة أخرى برئاسة الفريق حسن العمري خلفاً لحكومة النعمان.
خرج الزبيري إلى حاشد ومنها إلى برط والقاضي الارياني والقاضي عبدالكريم العنسي وغيرهما سافروا إلى تعز، كل إلى منزله، تعبيراً عن عدم الرضا، وتعز كانت مقراً للمعارضة، وعاد المشايخ كل منهم إلى قبيلته، في نفس الوقت عاد المشايخ الملكيون إلى مواقفهم السابقة، عندما رأوا هذه النتائج لمؤتمر عمران، وسحبوا ولاءهم للجمهورية وتعاطفهم مع النظام الجمهوري.
كيف كانت مواقف الملكيين،ماذا كانوا يطرحون في المؤتمر؟
الحوار الأساسي كان بين القاضي الزبيري والقاضي الارياني وبين المشايخ الملكيين، وهي حوارات جانبية كانت تتم قبل الحضور لجلسات المؤتمر، أما في الجلسات فلم يدر أي شيء سوى الخطابات، ولم تكن هناك مواقف فيها جدل وحدة.
هل كان يتقبل الجمهوريون تواجد الملكيين في صفوفهم؟
القضية ليست حرباً، وإنما السعي للسلام وإنهاء الحرب وإنهاء ولاء المناصرين لبيت حميد الدين والإمام البدر وإقناعهم للانضمام إلى النظام الجمهوري، وأن الجمهورية كنظام هي الحل والخير والمستقبل وستكون أفضل بكثير من نظام الإمامة الذي يمثل الدمار والهلاك للشعب اليمني.
من هي أبرز الشخصيات من وجهة نظرك إذا تجاوزنا وثيقة الأسماء، من تتذكر من هؤلاء الملكيين الذين حضروا مؤتمر عمران؟
ناجي بن علي الغادر كان مدعواً ولم يحضر، الدوحمي من «عذر»،عبدالوهاب سنان والشائف من برط، بيت الأعوج من نهم،غالب الأجدع من مراد،لم يحضر من مشايخ لواء صعدة سوى الجمهوريين، وحضور المؤتمر كان من كافة القبائل ومثلوا كل المناطق.
لو أردنا معرفة قصة اغتيال القاضي محمد محمود الزبيري،كيف تتذكر البدايات الأولى لعملية الاغتيال، ذكرت عن تحذير لسعد الدين الشاذلي للزبيري من هذا الاغتيال،لماذا برأيك لم يأخذ الزبيري هذا التحذير على محمل الجد؟
بينت أنه ريبة وشك نتيجة للحساسية،،ولم يأخذها الزبيري بجد،وكان سعد الدين الشاذلي رجلاً فاضلاً والقائد العظيم في حرب 37 وكان صادقاً في طرحه، ذهبنا أنا ومحمد سعيد العطار وحسن مكي كمندوبين عن القوى الوطنية لاقناعه بالخروج من برط إلى حاشد حرصاً على حياته، كما نصحه سعد الدين الشاذلي وكنا نشم رائحة لاغتياله،وكان محمد بن الحسين يعد العدة لاغتياله، وهناك منشور لعبدالله بن الحسين الموزع للقبائل بقلمه يعكس مقدار الحقد والنقمة على الزبيري، والطيبة والمثالية مجسدة في كل سلوكه،كان يتصور أن أحداً لن يمسه.
قتل الزبيري كان عن طريق الملكيين، ومحمد بن الحسين هو المدبر والمعد لعملية الاغتيال،وكان هناك نشاط مضاد للزبيري في منطقة برط من قبل القيادة العربية والقيادة في صنعاء، قاد هذا النشاط عبدالله جزيلان، عندما خرج إلى القبائل ووزع مايعادل 06 ألف ريال وهو مبلغ كبير في تلك الأيام، وكان معه المقدم علي الشعبي، حاول النشاط المضاد سحب البساط من تحت أقدام الزبيري من قبل الأمير محمد بن الحسين، ولقي هذا الاغتيال رضا المشير السلال والفريق العمري والآخرين، صحيح أنهم اظهروا شيئاً من الألم والحسرة، لكن كان هناك رضا في الأعماق بعد اغتيال الزبيري، وتم القبض على الجناة واودعوا في سجن مهلهل بمنطقة خمر وشكلت لجنة تحقيق برئاسة المقدم محسن العلفي، الذي كان حينها مديراً للمباحث الجنائية وعضويتي وعضوية الرائد حميد العذري، وحققنا مع الجناة في سجن مهلهل وهو من السجون الرهيبة، لاتستطيع ذبابة أن تخرج منه وكانت عليه حراسة مشددة من قبائل حاشد،وكان هناك رأيان في هذا الموضوع :الأول أن يتم تسليم الجناة إلى السلطة في صنعاء، والثاني:أن يبقوا في خمر ليحقق معهم مؤتمر خمر،ونتيجة لضغوطات الأجواء المشحونة عمل بالرأي الثاني.
بدأنا بالتحقيق مع المتهمين في جلسة أولى وكانت أخيرة؛فقد صحونا في اليوم التالي للمؤتمر على نبأ هروبهم، وبقيت عملية الهروب مجهولة إلى اليوم، ولايفتح سر هذه القضية إلا القاضي عبدالرحمن الارياني والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومحمد سعيد العطار ومحسن العيني وسنان أبو لحوم.
حدثت ضجة بعد الاغتيال في كافة الأوساط وحدث احتكاك بين قبائل حاشد وبكيل لأن الزبيري قتل في قلب قبيلة بكيل، كما علمنا أنهم تدابروا فيما بينهم، كانوا يطرحون أن بين قبائل حاشد وبكيل الكثير من الروابط المقدسة والقبلية والعرفية والى آخره وأنه لا يجب أن يأتي فقيه أوقاض يكون سبباً للفتنة بين القبيلتين، هكذا كان الموقف.
هل تعتقد أن الشهيد الزبيري كان منزهاً من الطموح للوصول إلى السلطة؟
- نعم كان رجلاً زاهداً، لم يكن يريد جاهاً ولا مالاً، كان داعية ثورية، لا يصلح أن يكون رئيساً ولا وزيراً، كان مرجعاً، وعندما كنت معه في بيته كنت أراه ينام عادة على فراش عادي وأحياناً على الأرض.
لماذا كان هذا العداء نحو الشهيد الزبيري من قبل القيادة العربية والقيادة اليمنية في صنعاء؟
- لأنه لم يقبل بالممارسات الخاطئة للجانبين، ونحن الذين وقفنا مع القاضي الزبيري في كل المواقف حتى اشتدت المعارك، فتركناه وحملناه المسؤولية وفوضناه وغادرنا إلى كل الجبهات، ووقفت معه كل الشرائح الأخرى، لأنه كان يدعو إلى الحق والطريق المستقيم للثورة وأن تعود أهداف الثورة إلى طريقها وأن لا يتم الانحراف والاعوجاج.
وكانت تصرفات المشير السلال فيها شيء من الإشكال، أما البيضاني فهو كان أحد الأسباب الرئيسية لتوسع الخلاف مع الزبيري نتيجة لتصرفاته العسكرية والسياسية والإدارية التي أثرت على الثورة والجمهورية تأثيراً خطيراً جداً، وتحديداً في الجانب العسكري من خلال تهديداته للسعودية وتصعيده للموقف العسكري وإخراج كتيبة المظلات وهي الكتيبة العربية الأولى التي وصلت في أكتوبر إلى صرواح حيث أبيدت كاملة.
كان البيضاني لا يفهم في الأمور العسكرية شيئاً، وكان عاملاً من العوامل التي ساعدت على الخلافات والإشكالات والحساسيات بين الزبيري والقوى الوطنية والمشير السلال، بالرغم من أن السلال كان مقتنعاً كل القناعة بأخطاء البيضاني، لأنه جاء من مركز قوى وأفهم الناس والقيادة أنه يمثل المتحدة، وأنه لولاه لما جاءت مصر إلى اليمن وكانت علاقته الشخصية قوية بالسادات، منذ أيام كان قائماً بأعمال الإمام في المانيا الاتحادية قبل الثورة، وكان السادات يتردد على ألمانيا وتعارفا هناك.
الفصل الخامس والعشرون
ذكريات شخصية
كذكريات شخصية تحتفظ بها في علاقتك مع الناس والشخصيات والزعماء والقادة، أي المواقف التي أثرت فيك طوال هذه الفترة الطويلة من حياتك، مثل علاقاتك بالسلال والجائفي وعلي عبدالمغني ويحيى المتوكل والكثير من الشخصيات السياسية، ما الذي تركه مثل هؤلاء الناس من انطباعات في حياتك؟
- أنا تأثرت كثيراً وحاولت أن آخذ شيئاً من المسلك والمنهج لهذه الشخصيات، تأثرت بالزبيري كثيراً وحمود الجائفي إلى أبعد الحدود، وجعلت من سلوكهما منهجاً في حياتي وأخذت الكثير من أفكارهما.
ومن الزملاء تأثرت كثيراً بزميلي الشهيد مثنى الحطيري رحمه الله، فله فضل كبير في تنمية ذهنيتي السياسية وأن أصبح متعوداً على النشاط والديناميكية والتحرك في اليوم الواحد إلى أربع أو خمس وأحياناً عشر مناطق، والنشاط مع كل الشرائح الموجودة في تلك الفترة.
وتأثرت بيحيى المتوكل كزميل متعلم، مثقف، واع، وطني مخلص وكان يتميز ببشاشته وأخلاقه ومرونته، فقد كان لا يختلف مع أحد، وتأثرت ببطولة السلال وشجاعته منذ صبيحة الثورة، ويظل السلال هو الشجاع والرجل الذي أنقذ الثورة من الإجهاض في سويعاتها الأولى، وتأثرت بشيء من حكمة عبدالرحمن الإرياني.
وتأثرت بطيبة وبراءة عبدالسلام صبرة، كما يتميز بالمصداقية، لا يعرف السياسة، صادق وبريء، سمي عندما كان مسجوناً في حجة مع زملائه ب «السعادة الخالدة».
ولم أكن ملتصقاً كثيراً بعلي عبدالمغني شخصية واعية ومثقفة، وكنت قريباً منه بعض الشيء عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية وأنا في المدرسة المتوسطة، تعلمت منه النحو عندما كان في الثانوية وكان رجلاً نشطاً وديناميكياً وشجاعاً.
وماذا تقول عن:
- المشير عبدالله السلال: حاضنة الثورة ومولدها في عسر وظروف قاسية للغاية.
- الرئيس قطحان محمد الشعبي: مؤسس جمهورية اليمن الجنوبية بعد مخلفات استعمارية صعبة.
- الرئيس عبدالرحمن الإرياني: خرج باليمن من نفق الحرب وثبت اكتمال الشرعية الدولية للنظام الجمهوري ودولته.
- الرئيس سالم ربيع علي: غرس في قلب كل مواطن الولاء المطلق للثورة الشعبية.
- الرئيس عبدالفتاح إسماعيل: أوجد للثورة فكراً متميزاً وأسس الحزب الاشتراكي اليمني.
- الرئيس إبراهيم الحمدي: أوجد تجربة تعاونية نموذجية.
- الشيخ سنان أبو لحوم: نشط يحمل في رأسه مساراً يمضي على أساسه حتى اليوم.
- الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر: هادئ ومرن ويتحلى بالنفس الطويل لتحقيق مآربه.
- السيد حسين المقدمي: وطني فاضل.
-العميد حسين الدفعي: مقاتل مقتدر.
- السيد يحيى المتوكل: ذو آفاق واسعة وصدر رحب.
- الأستاذ فيصل عبداللطيف الشعبي: روح حركة القوميين العرب- فرع اليمن.
- الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب: قامة فكرية عالية ناضجة.
- الأستاذ علي حسين القاضي: النقابي الأول في اليمن.
- العميد عبد اللطيف ضيف الله: صادق وجاد.
- اللواء أحمد الرحومي: رجولة وشخصية وطنية زاهدة.
- عبدالله جزيلان: وطني متحمس، اختزل الثورة في شخصه.
- الفريق حسن العمري: قامة من الثقة والشجاعة والبطولة.
- المقدم عبدالرقيب عبدالوهاب: المدماك الصلب في حرب السبعين يوماً.
- الأستاذ محسن العيني: أول ساع لبناء حكومة حديثه على لبنات مؤسسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.