فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    عاجل: الناطق العسكري الحوثي "يحيى سريع" يعلن قصف"أم الرشراش" واستهداف سفينة اسرائيلية بخليج عدن    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    صافح الهواء.. شاهد: تصرف غريب من بايدن خلال تجمع انتخابي في فلوريدا    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    تصريحات مفاجئة لحركة حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والانخراط ضمن منظمة التحرير بشرط واحد!    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    فيديو صادم: قتال شوارع وسط مدينة رداع على خلفية قضية ثأر وسط انفلات أمني كبير    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله الراعي:لقي اغتيال الزبيري رضا السلال والعمري وعملية هروب المتهمين مجهولة إلى اليوم
قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 24 - 09 - 2008

لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
هل تقابلتم مع السلال بعد المؤتمر؟
تقابلنا في منطقة الحصبة وجئنا على أساس أن السلال لن يقبل بتوصيات المؤتمر وجرى حينها اعتقال أحمد دهمش وأحمد الشجني وعلي الضبة،وقام بعض الضباط بمطاردة بعض المشايخ، وقد هربوا في منتصف الليل وفي مقدمتهم سنان أبو لحوم إلى عدن، وبعضهم إلى بيحان ثم تجمعوا في بيحان ومن هناك ذهبوا مع شريف بيحان إلى الطائف.
هل كانت إجراءات النظام الجمهوري سبباً في هروب المشايخ؟
جاء هروبهم سبباً وهو القشة التي قصمت ظهر البعير، والاعتقاد والتوجه قائمان من مؤتمر خمر، فما معنى محاولة حصار القوات العربية وقطع الطرق،فإذا كان جرى هذا فإنه سيعني الحرب ضد المعسكرات ومحاصرة القوات العربية وتصفية السلال، سواء بالاستقالة أو القتل.
هل طلبوا من السلال الاستقالة؟
كانوا يريدون قراراً كهذا في مؤتمر خمر،لكن لم يوضع في القرارات وجمد، رفض الجميع موضوع الاستقالة، أبرزهم القاضي الارياني والاستاذ أحمد النعمان ومحسن العيني ومحمد سعيد العطار، وممثلو القوات المسلحة الذين حضروا مؤتمر خمر، وكان هنا في صنعاء تحمس ضد كل مافي رؤوسهم بشأن الاستقالة، وكانت لنا مراسلات بالشفرة،وكان على رأس القوات المسلحة حمود الجائفي القائد العام الذي رفض حضور المؤتمر، لأنه قرأ مافي كواليس هذا المؤتمر.
هل كان لدى الشيخ سنان أبو لحوم التوجه للتخلص من السلال مع بعض أنصاره أم أنه كان يميل إلى دعم النظام الجمهوري مع إبقاء بعض الصبغة الملكية؟
سنان أبو لحوم كانت تهمة ذاته قبل أي شيء آخر، عندما عاد من عدن وفي رأسه شيء وهو الذي قال «سبقتونا ياضباط» وحصل في مؤتمر عمران تنافس بينه وبين الشيخ أمين أبو راس على قيادة بكيل وأجمع الحضور في المؤتمر على أن الكبير في بكيل هو بيت أبو راس، لكن الحضور والزبيري راعوا عند صياغة قراراتهم أن تبقى الأمور في إطار اللملمة،دون أي شرخ.
ما الذي جعل نجم الشيخ سنان أبو لحوم يصعد في تلك الفترة وجعله يلعب أدواراً رئيسية في كل المنعطفات في رأيك؟
الشيخ سنان رجل ذكي ونشيط ودينامو وجريء، وهي الميزات التي كان يرتكز عليها والخلفية التي كان يعتمد عليها، وهي التي صعدته، بالإضافة إلى بقائه في عدن ومعارضته لبيت حميد الدين، كما أنه حضر نفسه عندما كان في عدن، وجاء يمثل شيئاً متقدماً في صف المشايخ، واستفاد من خلال لقاءاته مع السلاطين في الجنوب مثل سلطان لحج العبدلي وشريف بيحان.
تردد اسم الفسيل كثيراً في المؤتمرات لكن كانت معظم الملاحظات عليه سلبية؟
الفسيل هو نفس سنان أبو لحوم، فقط بوجه مدني يطرح نفس مايطرحه سنان، كان ناقماً على الجمهورية بعد قيامها بستة أشهر، لايريد المصريين نهائياً ولو سقطت الجمهورية، هذا مايريده محمد الفسيل، عداؤه مطلق لمصر وللقيادة المصرية في اليمن.
نحن اختلفنا مع مصر، لكن للتاريخ، وهذا ماقاله الرئيس الارياني لم نكن لنستطيع الصمود شهرين أمام الهجمة الامبريالية الرجعية وحلف الناتو بدون دعم مصر؛فيما كان الفسيل يريد ثورة دون المصريين.
هل كان البعض يعتبر الوجود المصري احتلالاً؟
لا، ماعدا أولئك الذين ذكرناهم في السابق الذين كانوا يعتبرون التواجد المصري في اليمن احتلالاً،على غرار الديباجة الإعلامية في إذاعتي عدن أو جدة، بدعوى أن التواجد المصري في اليمن هو احتلال،لكن أي احتلال،نحن ثورة عربية قومية وأصحاب رسالة واحدة.
ألم تصل أنت إلى هذه القناعة من أن التواجد المصري هو احتلال؟
لا، استغفر الله العظيم،لقد كنت بعثياً قومياً عربياً، عندي أبعاد قومية انضج من الناصرية، نعتبر نحن كبعث في حينه أن عبدالناصر أخذ بمنهجنا وقناعتنا في القومية والوحدة العربية،وحركة التحرر في دمي وأعماقي وأعصابي،وناخرة في عظامي.
مؤتمر عمران
نريد معرفة أسباب دعوة الملكيين لحضور مؤتمر عمران؟
الاستجابة لدعوة الزبيري والمشايخ الجمهوريين بالذات لأنهم كانوا في حينه الأقدر على التناغم مع بعضهم البعض، ولما للزبيري من احترام ووجود شعبي، كانت الدعوة للحضور والتفاهم حول الولاء للنظام الجمهوري، وسلموا بنتائج المؤتمر كلها.
إلا أن مؤتمر عمران تعرض لعدم القبول بالدستور الدائم والمقترح من المؤتمر وعدم الالتزام بقرارات المؤتمر وتعرض بعض الشخصيات الحاضرة في المؤتمر للاغتيال وعلى رأسهم الشهيد مثنى الحطيري، الذي سمي ب «شهيد مؤتمر عمران».
وتصاعد الخلاف الذي تم بين القاضي الزبيري وقيادة وأعضاء المؤتمر من جهة والمشير السلال وأنصاره والقيادة العربية من جهة أخرى، وأدى هذا الخلاف إلى تمييع وتهميش للمؤتمر وقراراته وتوصياته، وتقديم الاستقالات من قبل القاضي الزبيري والقاضي عبدالرحمن الارياني وكل وزراء الحكومة وإنشاء حكومة أخرى برئاسة الفريق حسن العمري خلفاً لحكومة النعمان.
خرج الزبيري إلى حاشد ومنها إلى برط والقاضي الارياني والقاضي عبدالكريم العنسي وغيرهما سافروا إلى تعز، كل إلى منزله، تعبيراً عن عدم الرضا، وتعز كانت مقراً للمعارضة، وعاد المشايخ كل منهم إلى قبيلته، في نفس الوقت عاد المشايخ الملكيون إلى مواقفهم السابقة، عندما رأوا هذه النتائج لمؤتمر عمران، وسحبوا ولاءهم للجمهورية وتعاطفهم مع النظام الجمهوري.
كيف كانت مواقف الملكيين،ماذا كانوا يطرحون في المؤتمر؟
الحوار الأساسي كان بين القاضي الزبيري والقاضي الارياني وبين المشايخ الملكيين، وهي حوارات جانبية كانت تتم قبل الحضور لجلسات المؤتمر، أما في الجلسات فلم يدر أي شيء سوى الخطابات، ولم تكن هناك مواقف فيها جدل وحدة.
هل كان يتقبل الجمهوريون تواجد الملكيين في صفوفهم؟
القضية ليست حرباً، وإنما السعي للسلام وإنهاء الحرب وإنهاء ولاء المناصرين لبيت حميد الدين والإمام البدر وإقناعهم للانضمام إلى النظام الجمهوري، وأن الجمهورية كنظام هي الحل والخير والمستقبل وستكون أفضل بكثير من نظام الإمامة الذي يمثل الدمار والهلاك للشعب اليمني.
من هي أبرز الشخصيات من وجهة نظرك إذا تجاوزنا وثيقة الأسماء، من تتذكر من هؤلاء الملكيين الذين حضروا مؤتمر عمران؟
ناجي بن علي الغادر كان مدعواً ولم يحضر، الدوحمي من «عذر»،عبدالوهاب سنان والشائف من برط، بيت الأعوج من نهم،غالب الأجدع من مراد،لم يحضر من مشايخ لواء صعدة سوى الجمهوريين، وحضور المؤتمر كان من كافة القبائل ومثلوا كل المناطق.
لو أردنا معرفة قصة اغتيال القاضي محمد محمود الزبيري،كيف تتذكر البدايات الأولى لعملية الاغتيال، ذكرت عن تحذير لسعد الدين الشاذلي للزبيري من هذا الاغتيال،لماذا برأيك لم يأخذ الزبيري هذا التحذير على محمل الجد؟
بينت أنه ريبة وشك نتيجة للحساسية،،ولم يأخذها الزبيري بجد،وكان سعد الدين الشاذلي رجلاً فاضلاً والقائد العظيم في حرب 37 وكان صادقاً في طرحه، ذهبنا أنا ومحمد سعيد العطار وحسن مكي كمندوبين عن القوى الوطنية لاقناعه بالخروج من برط إلى حاشد حرصاً على حياته، كما نصحه سعد الدين الشاذلي وكنا نشم رائحة لاغتياله،وكان محمد بن الحسين يعد العدة لاغتياله، وهناك منشور لعبدالله بن الحسين الموزع للقبائل بقلمه يعكس مقدار الحقد والنقمة على الزبيري، والطيبة والمثالية مجسدة في كل سلوكه،كان يتصور أن أحداً لن يمسه.
قتل الزبيري كان عن طريق الملكيين، ومحمد بن الحسين هو المدبر والمعد لعملية الاغتيال،وكان هناك نشاط مضاد للزبيري في منطقة برط من قبل القيادة العربية والقيادة في صنعاء، قاد هذا النشاط عبدالله جزيلان، عندما خرج إلى القبائل ووزع مايعادل 06 ألف ريال وهو مبلغ كبير في تلك الأيام، وكان معه المقدم علي الشعبي، حاول النشاط المضاد سحب البساط من تحت أقدام الزبيري من قبل الأمير محمد بن الحسين، ولقي هذا الاغتيال رضا المشير السلال والفريق العمري والآخرين، صحيح أنهم اظهروا شيئاً من الألم والحسرة، لكن كان هناك رضا في الأعماق بعد اغتيال الزبيري، وتم القبض على الجناة واودعوا في سجن مهلهل بمنطقة خمر وشكلت لجنة تحقيق برئاسة المقدم محسن العلفي، الذي كان حينها مديراً للمباحث الجنائية وعضويتي وعضوية الرائد حميد العذري، وحققنا مع الجناة في سجن مهلهل وهو من السجون الرهيبة، لاتستطيع ذبابة أن تخرج منه وكانت عليه حراسة مشددة من قبائل حاشد،وكان هناك رأيان في هذا الموضوع :الأول أن يتم تسليم الجناة إلى السلطة في صنعاء، والثاني:أن يبقوا في خمر ليحقق معهم مؤتمر خمر،ونتيجة لضغوطات الأجواء المشحونة عمل بالرأي الثاني.
بدأنا بالتحقيق مع المتهمين في جلسة أولى وكانت أخيرة؛فقد صحونا في اليوم التالي للمؤتمر على نبأ هروبهم، وبقيت عملية الهروب مجهولة إلى اليوم، ولايفتح سر هذه القضية إلا القاضي عبدالرحمن الارياني والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومحمد سعيد العطار ومحسن العيني وسنان أبو لحوم.
حدثت ضجة بعد الاغتيال في كافة الأوساط وحدث احتكاك بين قبائل حاشد وبكيل لأن الزبيري قتل في قلب قبيلة بكيل، كما علمنا أنهم تدابروا فيما بينهم، كانوا يطرحون أن بين قبائل حاشد وبكيل الكثير من الروابط المقدسة والقبلية والعرفية والى آخره وأنه لا يجب أن يأتي فقيه أوقاض يكون سبباً للفتنة بين القبيلتين، هكذا كان الموقف.
هل تعتقد أن الشهيد الزبيري كان منزهاً من الطموح للوصول إلى السلطة؟
- نعم كان رجلاً زاهداً، لم يكن يريد جاهاً ولا مالاً، كان داعية ثورية، لا يصلح أن يكون رئيساً ولا وزيراً، كان مرجعاً، وعندما كنت معه في بيته كنت أراه ينام عادة على فراش عادي وأحياناً على الأرض.
لماذا كان هذا العداء نحو الشهيد الزبيري من قبل القيادة العربية والقيادة اليمنية في صنعاء؟
- لأنه لم يقبل بالممارسات الخاطئة للجانبين، ونحن الذين وقفنا مع القاضي الزبيري في كل المواقف حتى اشتدت المعارك، فتركناه وحملناه المسؤولية وفوضناه وغادرنا إلى كل الجبهات، ووقفت معه كل الشرائح الأخرى، لأنه كان يدعو إلى الحق والطريق المستقيم للثورة وأن تعود أهداف الثورة إلى طريقها وأن لا يتم الانحراف والاعوجاج.
وكانت تصرفات المشير السلال فيها شيء من الإشكال، أما البيضاني فهو كان أحد الأسباب الرئيسية لتوسع الخلاف مع الزبيري نتيجة لتصرفاته العسكرية والسياسية والإدارية التي أثرت على الثورة والجمهورية تأثيراً خطيراً جداً، وتحديداً في الجانب العسكري من خلال تهديداته للسعودية وتصعيده للموقف العسكري وإخراج كتيبة المظلات وهي الكتيبة العربية الأولى التي وصلت في أكتوبر إلى صرواح حيث أبيدت كاملة.
كان البيضاني لا يفهم في الأمور العسكرية شيئاً، وكان عاملاً من العوامل التي ساعدت على الخلافات والإشكالات والحساسيات بين الزبيري والقوى الوطنية والمشير السلال، بالرغم من أن السلال كان مقتنعاً كل القناعة بأخطاء البيضاني، لأنه جاء من مركز قوى وأفهم الناس والقيادة أنه يمثل المتحدة، وأنه لولاه لما جاءت مصر إلى اليمن وكانت علاقته الشخصية قوية بالسادات، منذ أيام كان قائماً بأعمال الإمام في المانيا الاتحادية قبل الثورة، وكان السادات يتردد على ألمانيا وتعارفا هناك.
الفصل الخامس والعشرون
ذكريات شخصية
كذكريات شخصية تحتفظ بها في علاقتك مع الناس والشخصيات والزعماء والقادة، أي المواقف التي أثرت فيك طوال هذه الفترة الطويلة من حياتك، مثل علاقاتك بالسلال والجائفي وعلي عبدالمغني ويحيى المتوكل والكثير من الشخصيات السياسية، ما الذي تركه مثل هؤلاء الناس من انطباعات في حياتك؟
- أنا تأثرت كثيراً وحاولت أن آخذ شيئاً من المسلك والمنهج لهذه الشخصيات، تأثرت بالزبيري كثيراً وحمود الجائفي إلى أبعد الحدود، وجعلت من سلوكهما منهجاً في حياتي وأخذت الكثير من أفكارهما.
ومن الزملاء تأثرت كثيراً بزميلي الشهيد مثنى الحطيري رحمه الله، فله فضل كبير في تنمية ذهنيتي السياسية وأن أصبح متعوداً على النشاط والديناميكية والتحرك في اليوم الواحد إلى أربع أو خمس وأحياناً عشر مناطق، والنشاط مع كل الشرائح الموجودة في تلك الفترة.
وتأثرت بيحيى المتوكل كزميل متعلم، مثقف، واع، وطني مخلص وكان يتميز ببشاشته وأخلاقه ومرونته، فقد كان لا يختلف مع أحد، وتأثرت ببطولة السلال وشجاعته منذ صبيحة الثورة، ويظل السلال هو الشجاع والرجل الذي أنقذ الثورة من الإجهاض في سويعاتها الأولى، وتأثرت بشيء من حكمة عبدالرحمن الإرياني.
وتأثرت بطيبة وبراءة عبدالسلام صبرة، كما يتميز بالمصداقية، لا يعرف السياسة، صادق وبريء، سمي عندما كان مسجوناً في حجة مع زملائه ب «السعادة الخالدة».
ولم أكن ملتصقاً كثيراً بعلي عبدالمغني شخصية واعية ومثقفة، وكنت قريباً منه بعض الشيء عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية وأنا في المدرسة المتوسطة، تعلمت منه النحو عندما كان في الثانوية وكان رجلاً نشطاً وديناميكياً وشجاعاً.
وماذا تقول عن:
- المشير عبدالله السلال: حاضنة الثورة ومولدها في عسر وظروف قاسية للغاية.
- الرئيس قطحان محمد الشعبي: مؤسس جمهورية اليمن الجنوبية بعد مخلفات استعمارية صعبة.
- الرئيس عبدالرحمن الإرياني: خرج باليمن من نفق الحرب وثبت اكتمال الشرعية الدولية للنظام الجمهوري ودولته.
- الرئيس سالم ربيع علي: غرس في قلب كل مواطن الولاء المطلق للثورة الشعبية.
- الرئيس عبدالفتاح إسماعيل: أوجد للثورة فكراً متميزاً وأسس الحزب الاشتراكي اليمني.
- الرئيس إبراهيم الحمدي: أوجد تجربة تعاونية نموذجية.
- الشيخ سنان أبو لحوم: نشط يحمل في رأسه مساراً يمضي على أساسه حتى اليوم.
- الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر: هادئ ومرن ويتحلى بالنفس الطويل لتحقيق مآربه.
- السيد حسين المقدمي: وطني فاضل.
-العميد حسين الدفعي: مقاتل مقتدر.
- السيد يحيى المتوكل: ذو آفاق واسعة وصدر رحب.
- الأستاذ فيصل عبداللطيف الشعبي: روح حركة القوميين العرب- فرع اليمن.
- الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب: قامة فكرية عالية ناضجة.
- الأستاذ علي حسين القاضي: النقابي الأول في اليمن.
- العميد عبد اللطيف ضيف الله: صادق وجاد.
- اللواء أحمد الرحومي: رجولة وشخصية وطنية زاهدة.
- عبدالله جزيلان: وطني متحمس، اختزل الثورة في شخصه.
- الفريق حسن العمري: قامة من الثقة والشجاعة والبطولة.
- المقدم عبدالرقيب عبدالوهاب: المدماك الصلب في حرب السبعين يوماً.
- الأستاذ محسن العيني: أول ساع لبناء حكومة حديثه على لبنات مؤسسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.