إلهنا ومولانا وسيدنا، خلقتنا لنحمد نعمك، ولنعي حكمك، ولنشاهد قدرك، ونشكرك بنعمك، ونتقرب إليك بحكمك، ونستدل عليك بقدرك. فعرض في الشكر عارض من الكفر، وذلك فيما نتخذه من نعمك سبباً إلى معاصيك. وعرض في القرب عارض من البعد، وذلك في مخالفة حكمك، واتباع مناهيك. وعرض في الفكر عارض من السهو، وذلك فيما نلتفت به إلى ما يسخطك عما يرضيك. إلهنا وسيدنا ومولانا: فنستغفرك لما عرض في الشكر من عوارض الكفر، ونستعصمك ونتوب إليك. ونستغفرك لما عرض في القرب من عوارض البعد، ونستعصمك ونتوب إليك. ونستغفرك لما عرض في الفكر من عوارض السهو، ونستعصمك ونتوب إليك. فإنه لايغفر ويعصم، ويفضل وينعم، ويتوب ويكرم، إلا أنت ياذا الجلال والاكرام. إلهنا ومولانا وسيدنا: صفا كل شيء منك لنا، فلك الحمد وحسن الثناء. وتكدر كل شيء منا لك، فالذم لنا وسوء الثناء. فما نحن على كل حال إلا بك، وما نحن بنا. ومانحن على كل حال إلا لك، ومانحن بنا. فإن كنت تعلم أنا نعتقد أنا بك لا بنا، وأنا نعتقد أنا لك لا لنا، فلاتكلنا أبداً في شيء إلى أنفسنا، ولاتحوجنا أبداً في شيء إلى أبناء جنسنا. إلهنا ومولانا وسيدنا: ضاقت الحيل وشمل العمى، واتضعت الأرض وارتفعت السماء: فما من سلم عليه يرتقى، إلى جوارك في دارالبقاء، إلا أن تحمل بألطافك وما من عمل يرفع الوضيع، إلى جنابك الرفيع، إلا أن تسعد باسعافك. إلهنا ومولانا وسيدنا: لاحجة لمن عرفك عليك، بل الحجة لك. ولامحجة لمن عرف نفسه إليك، بل المحجة منك. فأقم حجة من أقام حجتك، واهد محجة من قصد محجتك، فإنه لايقوم لديك إلا من أقمته، ولايصل إليك إلا من أوصلته. فأقمنا لك بلاحجة، وأوصلنا إليك بلامحجة. يامن الكرم صفته، والجود شيمته، والجميل سجيته، وهو على كل شيء قدير. هل لجميل من جميل بُد أم لجواد من عطاء حد يسمح مملوكك وهو عبد ويرفد الممكن وهو رفد فكيف والكنز العتيد العد إشارة تشيرها أو وعد غيث وبرق صادق ورعد بحر له بالمكرمات مد ليس له سواحل تُحد خلق جميع وإله فرد له عليهم شرف ومجد ورتب عالية وجد وقدرة تخفى بهم وتبدو ليس لها عما يريد رد ونعم جزيلة وسعد ما إن تحد لا ولا تعد. دعاء آخر إلهي: أنا أم الذنب وأبوه، وأنا ابن الذنب وأخوه، وأنا عين الذنب وفوه. أنا أم الذنب وأبوه بنفسي وهواي. وأنا ابن الذنب وأخوه بنيتي ومعناي وأنا عين الذنب وفوه بلساني وقواي وهذه نعوتي التي تعرفت بها إليك، ووجهي الذي أشرفت به عليك. إلهي: وأنت وجه الكرم ويداه، وأنت عين الجود ومعناه، وأنت ولي العفو ومولاه، وهذا وجهك الذي أشرفت به علي، ونعوتك التي تعرفت بها إلي. فيا من هو إله، هذا وجهه وهذه نعوته: ارحم عبدك الذي هذا وجهه وهذه نعوته، يصبح ساجدا بذنوب الليل على بساط النهار، ويمسي ساجداً بذنوب النهار على بساط الليل، راجياً أن تغرق ذنوبه وتنغسل عيوبه في بحار جودك، آملا أن يذهب بؤسه وتحترق نحوسه بأنوار سعودك فانظر إلى هذه الأثقال المحمولة، فتجاوز عنها برحمتك وخففها. وانظر إلى هذه الأعمال المدخولة، فتقبلها بكرمك وشرفها. وانظر إلى هذه القلوب المعلولة، فداوها من عللها بفضلك وعرفها. وانظر إلى هذه العقول المخبولة، فنور بصائرها بهدايتك وثقفها. وإلى هذه الذنوب العظمية فاغفرها. وإلى هذه العيوب العميمة فاسترها. يامن لم يزل لذنوب المستغفرين غافراً، ولعيوب المعترفين ساتراً، منه ومن أهله، وولده واخوانه، والمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين.