محمد قحطان .. رمزٌ سياسيٌ مُلهم    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    ثلاثة أنواع من الحيوانات المفترسة تنتظر الرئيس الإيراني في الغابة التي سقطت مروحيته (صور)    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حجة..مشاريع استثمارية وتحولات نوعية في شتى المجالات
بعد أن گانت تغط في ثالوث الفقر والجهل والمرض
نشر في الجمهورية يوم 27 - 09 - 2008

لا يخفى على كل منصف أن الثورة اليمنية "26سبتمبر و14أكتوبر " جاءت بخير وافر وعطاء لا حدود له على الشعب اليمني وهو ما انعكس على مظاهر الحياة المختلفة في قوالب تنموية للأرض والانسان على السواء ..
الثورة اليمنية .. بخيراتها أصبح المواطن دكتورا ومهندسا ، معلما ومتعلما ..
الثورة اليمنية .. أعطت الانسان اليمني الحرية وأزاحت عنه الظلم وأنارت له دروب الحياة بصورة سهلة وميسرة .. وبين محافظات الجمهورية ومناطقها التي نالت تلك الخيرات تظهر محافظة حجة التي كانت يوماً ما تغط في ظلام الجهل والمرض يفتك بأبنائها من كل جانب والظلم يحيط بأرجائها كجزء من حياتها اليومية "وكابوس" يتلذذ به الطغاة ضد الشعب ..
جامعة حجة والمحطة الاستراتيجية للكهرباء من أهم مشاريع المرحلة القادمة
"محافظة حجة " التي عانت الويلات حتى جاءت الثورة اليمنية الخالدة نالت من خير وعطاء هذا الوطن الكثير في شتى مجالات الحياة ، وبذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العظيم وقفنا نتأمل ونطل من نافذة النور لهذه المحافظة الأبية ونعطي لمحة بسيطة عما تحقق فيها من منجزات عظيمة وتحولات نوعية في شتى مجالات الحياة عبر صفحات "الجمهورية" في لقاء ممتع ومميز مع محافظ محافظة حجة المهندس فريد أحمد مجور ، لنطوف معه في أرجاء المحافظة .... فإلى اللقاء :
مع ذكرى أعياد الثورة اليمنية كيف ترون حجم التحولات السياسية والتنموية التي شهدها اليمن منذ قيام الثورة ؟
- بداية أشكر صحيفة "الجمهورية" على هذه المبادرة ونقول لكم خواتم مباركة وعيد مبارك مقدما ، ومن خلالكم ننقل تهانينا الحارة للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني بأعياد الثورة اليمنية الخالدة وقدوم عيد الفطر المبارك سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبات علينا وعلى الامة الإسلامية والعربية بالخير والبركت.
و مما لاشك فيه فقد شهدت الجمهورية اليمنية منذ قيام الثورتين المباركتين اليمنيتين "سبتمبر وأكتوبر" نقلة نوعية كبيرة على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وما نعيشه اليوم من منجزات في كافة مناحي الحياة إنما هو دليل ملموس وشاهد على تلك التغيرات الكبيرة التي أحدثتها الثورة في الواقع اليمني والتي توجت بقيام الوحدة اليمنية المباركة قبل ثمانية عشر عاما التي ساهمت وضاعفت من إنجازات الثورة على مختلف القطاعات ليس في محافظة حجة فحسب وإنما في كافة المحافظات . ومن تلك التحولات ما تشهده اليمن من مساحة ديمقراطية واسعة وتعددية سياسية تتطور يوما بعد آخر إلى جانب الخيرات التي تزخر بها اليمن وينعم بها أبناؤه من ثروات نفطية وغازية وشبكة طرقات واسعة تربط كل قرى اليمن ببعضها وغيرها من جوانب تنموية زاخرة رفعت مستوى الشعب تعليميا وصحيا وخدميا والتي رسمت أهداف الثورة اليمنية الخالدة على واقع الأرض بعد أن خطها الأحرار بدماء الشهداء في سبتمبر 1962م لتكون نبراسا للأجيال التي تنعم بخيرها الآن .
نهضة نوعية
تشهد محافظة حجة جملة من الانجازات التنموية بصورة موجزة ما الذي تحقق على الصعيد التنموي ؟
- حقيقة تشهد محافظة حجة نهضة نوعية على مختلف الأصعدة، حيث تضمن البرنامج الاستثماري للسلطة المحلية "632 "مشروعاً خدميا وتنمويا بتكلفة تقديرية تجاوزت خمسة مليارات ريال، والتي تأتي في إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس.. وقد بلغ إجمالي الإنفاق على المشاريع الجاري تنفيذها خلال السبعة الأشهر الأولى من العام الجاري 2008م ملياراً و161 مليون ريال، مقابل 370 مليون ريال لنفس الفترة من العام الماضي 2007م، بنسبة زيادة بلغت 315 %، كما بلغت المشاريع المنجزة 165 مشروعا، بكلفة مليارين و230 مليون ريال، إضافة إلى المشاريع الجاري تنفيذها في مختلف القطاعات، والتي بلغت 137 مشروعا بكلفة مليارين ريال، وهناك مشاريع قيد التعاقد والمناقصات وعددها 300 مشروع". وقد حظيت المحافظة في مجال الكهرباء على 5 ميجاوات لمحطة كهرباء مدينة حجة، وتوفير بعض المولدات لتعزيز الطاقة في بقية مديريات المحافظة ، ويجري العمل أيضا في بناء محطة تحويل مدينة الأمان لخدمة مديريات نجرة، بني العوام الشغادرة، بكلفة تزيد عن مليون دولار.
كما بلغت مشاريع السلطة المحلية الجاري تنفيذها وقيد المناقصة وإعداد الدراسات، ما يزيد عن عشرين مشروعا حيويا، وبكلفة تفوق 20 مليار ريال ، وفي مقدمتها مشاريع الطرق الريفية التي من أبرزها شق وسفلتة مشروع ( طريق حجة _ كشر ) بطول مائة وسبعة كيلومترات ' بكلفة سبعة مليارات ريال تمويل صندوق التنمية السعودي والبنك الإسلامي ومشروع إعادة تأهيل طرق ( حجة - الخشم ) بطول واحد وستين كيلومترا ، وبكلفة تزيد عن 650 مليون ريال ، ومشروعا طريق ( الظاهر عين علي شرس، وطريق قدم حجة شرس ، بطول عشرة كيلومترات ، وبكلفة مليار ريال بتمويل مشروع الطرق الريفية".. وقد حصلت المحافظة مؤخرا على 300 وحدة سكنية للشباب وذوي الدخل المحدود بكلفة مليار و399 مليون ريال، إلى جانب العشرات من المشاريع المركزية التي هي قيد التنفيذ والمناقصة والدراسة في مجالات الشباب والآثار والثقافة والتعليم الفني والجامعي، وفي مجالات الزراعة والمياه وحماية واستصلاح الأراضي، تتجاوز تكلفتها 20 مليار ريال"..
تنفيذ البرنامج الانتخابي
ما هي أولوياتك الأساسية للمرحلة القادمة ؟
- حقيقة أشكرك على هذه اللفتة ، وقد سبق وأن حددت في انتخابات المحافظين الماضية أولوياتي كمحافظ في مجالات التنمية الشاملة والذي ينطلق أصلا من برنامج فخامة الاخ رئيس الجمهورية حفظه الله والتي تحددت ملامحه في التالي :
- أولاً : العمل على استكمال الربط الاستراتيجي للشبكة الوطنية للكهرباء بالمحافظة وذلك من خلال خط النقل الذي يربط باجل ببني حسن بكلفة 29 مليون دولار بتمويل البنك الإسلامي والتي تم إنزال مناقصة شبكة التوزيع من بني حسن للمديريات المستفيدة البالغة نحو أربع عشرة مديرية، كما تمت الموافقة من الجانب السعودي لإنزال مناقصة مشروع خط النقل بين محطة باجل الرئيسة، وربطها بمحطة بني حسن في عبس ،وهو ما يعني ان المشروع في إطار التنفيذ والخطوات لاستكماله جارية بخطى حثيثة .
- ثانياً : إنجاز مشروع جامعة حجة الذي تم استصدار القرار الجمهوري الخاص بإنشائها ويجري حاليا إعداد وإقرار الميزانية التأسيسية للجامعة بالتنسيق مع المالية بعد أن تحددت الاماكن التي سيتم بناء المنشآت فيها .
- ثالثاً : تنفيذ توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية بشأن تخصيص 40 مليار ريال لتمويل الطرق الريفية خلال زيارته الأخيرة للمحافظة فقد تم إعداد خطة ( ماستر بلان ) بالتنسيق مع الأشغال لتنفيذ شبكة خطوط تربط بين المديريات ومركز المحافظة بأهم المدن فيها وتمت الموافقة من قبل وزارات المالية والتخطيط والأشغال على الخطة التي ستنفذ على مدى أربع سنوات بحيث يتم البدء في تنفيذها بداية العام القادم 2009م، وأعتقد بأن الطرق تشكل حاجة مهمة ومرتكزاً أساسياً وكما يقال بأنها شريان الحياة وبوجودها تتسهل مهمة القيام بالعملية التنموية ووصول كافة الخدمات المختلفة لشتى المناطق .
- رابعاً : هناك بعض الأولويات الأخرى التي تأتي تباعا كتحسين مستوى الخدمات الصحية بالمحافظة والتي تم البدء فيها منذ بداية العام الجاري الذي تم فيه تنفيذ عدد من الحملات لمكافحة عدد من الأوبئة والامراض إلى جانب تحسين مستوى اداء المستشفيات القائمة حاليا وترتيب زيارات لعدد من البعثات الطبية التي قامت بإجراء العمليات الجراحية المجانية للمرضى وكان ذلك بالتنسيق مع الاخ وزير الصحة العامة وبعض المنظمات الدولية.
- وفي مجال التربية والتعليم هناك توسع كبير في عملية بناء المدارس ونحن الآن بصدد تنفيذ مشروع كبير عبر منظمة دولية تم الاتفاق معها لتمويل المشروع الذي تقدر تكلفته بحوالي "تسعة عشر مليون دولار" والذي سينفذ على مدى اربع سنوات وسيشمل إنشاء عدد من المدارس النموذجية بالمديريات إلى جانب مشاريع مياه شرب تخدم المناطق المستهدفة بتلك المدارس ، وبمناسبة مشاريع التربية أوجه الشكر للجانب الالماني الذي تعد المشاريع التي نفذها بالمحافظة من أفضل وأنجح المشاريع من حيث المواصفات الهندسية وحسن التنفيذ وفق المواصفات ، وفي سبيل تحسين مستوى العملية التعليمية والادارية فيها فقد أجرينا تغييرات على مستوى إدارات التربية بالمديريات كما تم استهداف نسبة كبيرة من كوادر التربية والتعليم إن لم يكن كلهم بعدد من الدورات التاهيلية والتدريبية.
- كما تم اعتماد تسعة مشاريع للتعليم الفني والتدريب المهني بعضها طور الانشاء والاخرى سيتم البدء في تنفيذها قريبا والتي تعد من اهم اولويات المرحلة القادمة.
- ولا أنسى ان أشير إلى أن وعورة تضاريس المحافظة أثرت على العملية التنموية مما جعلت منها مكلفة جدا ولكننا سنعمل على مواجهة كافة الصعوبات لتنفيذ ما أمكن من المشاريع.
- كل ماسبق إلى جانب مشاريع مهمة ذات أولوية لدينا في مجالات مياه الشرب والصرف الصحي والتي من اهمها إنجاز مشروع المياه والصرف الصحي لمدينة حرض الذي يجري العمل فيه حاليا بتكلفة مليوني دولار" .
خطى حثيثة نحو اللامركزية
المجالس المحلية كمنجز تاريخي للثورة والوحدة ، كيف تقيمون مستوى ادائها؟ وإلى أين وصلتم في تطبيق برنامج اللامركزية على مستوى المحافظة ؟
- طبعا السياسة العامة للدولة وتوجيهات الأخ الرئيس تؤكد ضرورة السير بخطى حثيثة نحو اللامركزية "وهذا شيء طيب " لكن الواقع -كما يقال- عنيد "أقولها بصدق " ، ونحن عندما ننظر إلى خارطة المحافظة نجد ان عندنا واحداً وثلاثين مديرية متناثرة في ظروف جغرافية ومناخية وتضاريس متنوعة ومعقدة وصعبة ولا يوجد بالمقابل فيها سوى اثنين من المجمعات الحكومية التي تعد مكتملة بصورة جيدة فما بالك في باقي المديريات "29مديرية" لا يوجد بها مبانٍ إدارية أو سكنية للوحدة الادارية والقائمين على إدارتها ، باختصار أقول بأن المجالس المحلية تواجه صعوبات كبيرة لافتقارها للبنى الأساسية إلى جانب قلة الكادر الاداري والفني المؤهل والمطلوب لتنفيذ المهام الإدارية والفنية لإدارة بمفهومها العصري الحديث الذي يجعل من هذه الادارة كياناً اعتبارياً.
- ونحن نحاول بقدر الامكان ان ننقل تجربة اللامركزية للمديريات غير ان عدداً من المشكلات إلى جانب ما سبق واجهتنا والتي منها تعثر كثير من المشاريع بالمديريات نتيجة افتقارها للكادر الهندسي وقلة في المقاولين وغيرها من المعوقات لكن هذا لا يعني أننا سنتراجع أو نتباطأ في تنفيذ هذه الخطوة الجبارة في العملية الادارية في الوطن وإنما يحتم علينا بقدر ما هو مطلوب منا السرعة في الوصول للامركزية أن نعمل على توفير البنى التحتية والمؤسسية اللازمة لمثل هذه الاعمال ، ومن خلال معايشتي لأعضاء المجالس المحلية فإن الكثير منهم ينقصهم القدرة الفنية والادارية نتيجة لحداثة التجربة وقلة الوعي بأهدافها ولذا تواجهنا صعوبات لهذا السبب إلى جانب اننا نواجه نوعاً من التعصب "بغير قصد" من البعض لمنطقته او مديريته ونؤكد دائما في كل لقاء لنا معهم بأن عضو المجلس يمثل المديرية كلها والمحافظة وعلى هذا الأساس يجب أن يكون تفكيرنا للعمل على تنفيذ الأولويات منها بغض النظر عن ان هذا المشروع سينفذ في مديريتي أم لا.
التجربة بينت كثيراً من الأخطاء
هل يمكن أن نعتبر فترة المجالس المحلية الماضية محطة اختبار يمكن الاستفادة منها مستقبلا ؟
- بالتأكيد.. إن تجربة السنوات الماضية غربلت وبينت كثيراً من الأخطاء وهذا بحد ذاته نجاح للتجربة التي قطعت مسافة كبيرة من النجاح المتواصل "ومن لا يعمل لا يخطئ".
فرص استثمارية
ماذا عن المشاريع الاستراتيجية العملاقة التي يمكن أن تنهض بمستوى العمل التنموي والاقتصادي بالمحافظة ؟ وإلى أين وصل مشروع ميناء ميدي ؟
- في الحقيقة محافظة حجة تزخر بالعديد من الخيرات الاقتصادية والمؤهلات التنموية ، وقد وجدت مؤخرا في زيارة قمت بها للهيئة العامة للجيولوجيا والمعادن دراسة حول مكونات المحافظة وما تحتويه من معادن من شأنها جذب المستثمرين وتعود بالخير الكثير على المحافظة وابنائها ، فهناك منجم للذهب في أفلح الشام يجري العمل فيه حاليا لاستخراجه كما يجري العمل على إنشاء مصنع للإسمنت والذي سيتم افتتاحه أواخر هذا العام بطاقة إنتاجية تصل "مائتي ألف طن" قابلة للزيادة إلى "خمسمائة ألف طن " والذي سيعمل على خلق فرص عمل كثيرة إلى جانب أنه سيعمل على توفير احتياجات المحافظة من الاسمنت وتسهيل مهمة الحصول عليه ، وتحظى المحافظة بمقومات سياحية كبيرة يمكن استثمارها بما يعود بالنفع على المحافظة والتي من اهمها سواحل ميدي والجزر التابعة لها التي تعد من أجمل سواحل الجزيرة العربية وفيها من المميزات ما يجذب السياح بشكل كبير مثل إمكانية فرص سياحة الغوص غير أننا في المحافظة ينقصنا - للأسف الشديد- الترويج السياحي والذي نحن بصدد إعداد خطة لهذا الجانب بهدف تعزيز الجانب السياحي بالمحافظة واستثماره وهي دعوة أوجهها للمستشمرين وأصحاب رؤوس الأموال بالتوجه لمحافظة حجة الواعدة بخيراتها وستوفر قيادة المحافظة لهم كافة التسهيلات والدعم اللازم .
- ومن مشاريع المحافظة الاستراتيجية القادمة تم التنسيق مع وزارة الصناعة التي وعدت بإنشاء منطقة صناعية حرة في منطقة حرض الحدودية بحيث تكون سوق حرة للجانب السعودي واليمني كما يجري الآن وضع الخرائط اللازمة والمخططات الهندسية المتعلقة بالموقع ونتمنى أن تشهد هذه السوق إقبالا من المستثمرين مع بداية العمل فيها .
وميناء ميدي ؟
- واما ما يتعلق بميناء ميدي فقصته طويلة ، حيث كانت بداية فكرته على أساس أن يكون ميناء سمكياً ثم سار في العمل بطريقة أو بأخرى وجرت فيه التوسعة على أساس أن يطور ليكون ميناء تجارياً سمكياً إلا أن الدراسات التي أجريت مؤخرا أثبتت عدم صلاحية ان يكون تجارياً وإنما سمكياً فقط وقد تم الاتفاق بين الوزارات المعنية على أن يتم التشطيب على الأعمال الجاري تنفيذها حاليا والاكتفاء بالوضع القائم وقضية تحويله لميناء تجاري تخضع للدراسات المستقبلية القادمة .
الاهتمام بقطاع النشء والشباب
الجانب الشبابي والرياضي ، كيف تقيمون الوضع الرياضي بالمحافظة ؟ وما هي رؤيتكم لإنعاش هذا الجانب ؟
- تزخر المحافظة بالعديد من الشباب الطامحين والمبدعين ونحن نوليهم اهتماما وعناية بالغة وقد عملنا عل مستوى السلطة المحلية على تأهيل عدد من الملاعب في المديريات المهمة من حيث تسويرها وتسويتها ، كما أقررناً إنشاء مقرات لأهم الأندية الرياضية إضافة إلى المنشآت الرياضية القائمة بمركز المحافظة مثل الاستاد الرياضي والصالة الرياضية المغلقة ورغم تأخر إنجاز الاستاد الرياضي نتيجة المركزية الشديدة من قبل الوزارة إلا اننا نمشي في خطى حثيثة نحو استكماله وإنجاز المرحلة الثانية منه.
- ومن خلال صحيفتكم اوجه الدعوة لشباب المحافظة بأن يكون لهم اهتمام خاص في برامج وخطط المحافظة وسيحظون خلال المرحلة القادمة بدعم كبير بما يكفل تحسين مستوى النشاط الرياضي والثقافي وخصوصا تجهيز الملاعب ودعم الأندية باللوازم الادارية والفنية ، كا ادعو الشباب للتفكير في اقتحام الألعاب الأخرى غير كرة القدم وأن يحاولوا البروز فيها بحيث لا يكون تركيزهم في كرة القدم فقط وسنعمل على توفير الأجواء الملائمة لهذه الالعاب وعلى الشباب ان يطمئنوا ويتجاوبوا مع هذه التوجهات .
المرأة شريكة الرجل
المرأة "شريكة الرجل" كيف تقيمون وضعها في المحافظة سياسيا واجتماعيا ؟ وهل لديكم رؤية لتوسيع قاعدة مشاركتها في مجالات متعددة بالمحافظة ؟
- المرأة أعتبرها أكثر من نصف المجتمع من حيث العدد وكذا من حيث الدور الذي تقوم به ، وأقولها لك بأمانة بأنها أكثر انضباطاً من الرجل من خلال احتكاكي بواقع العمل الاداري ، والمرأة في محافظة حجة أتيحت لها مساحة كبيرة وهي موجودة على شتى الأصعدة الادارية للدولة ومنظمات المجتمع المدني ، ولها إسهاماتها الفاعلة في تلك الادارات ، ونحن في قيادة المحافظة قد أوليناها اهتماما كبيراً ولدينا فروع بالمحافظة للجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن كما أن المحافظة تعد من أولى المحافظات التي انشئت وخصصت إدارة عامة في ديوان عام المحافظة تختص بشؤون المرأة وتنميتها، كما أن المرأة في المحافظة تشرف على إدارة عدد من الجمعيات التعاونية والخيرية والنسوية في مجالات مختلفة إنسانية واجتماعية وغيرها ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال استعراض وزيارة الجمعيات القائمة حالياً، وكل ذلك يحفزنا لتقديم مزيد من الدعم والمساندة لها ولأنشطتها المختلفة وفق إمكانيات المحافظة كما ان لنا توجهاً قائماً لتوسيع مشاركتها في المناصب الادارية الكبيرة على مستوى إدارة مكاتب ومؤسسات عديدة.
ظاهرة تهريب الأطفال سببها الفقر
التهريب للأطفال والبضائع وغيرها .. تعد محافظة حجة محطة لهذه الظاهرة كونها حدودية ، ما هي إسهاماتكم للحد من هذه الظاهرة السيئة ؟
- طبعا محافظة حجة كمنفذ حدودي لا ننكر أن هناك تهريباً وتسرباً للأطفال والدافع الأساسي لذلك من خلال الدراسات التي أجريناها هو الفقر - للأسف الشديد- وليس كل من يتم تهريبهم من أبناء محافظة حجة وإنما من محافظات عديدة وقد تم إنشاء مركز استقبال خاص بالأطفال الذين يتم إعادتهم من السعودية او القبض عليهم أثناء الدخول في مدينة حرض ومن خلال لقائنا بعدد من هؤلاء الأطفال وجدنا ان هناك اطفالاً من غير اليمنيين كالصوماليين وغيرهم ، وهي مشكلة اجتماعية خطيرة تعاني منها اليمن كغيرها من البلدان المماثلة وقد عملنا بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة والمنظمات على تنفيذ عدد من البرامج التوعوية والميدانية والدراسات للظاهرة والتي كان لها نتائج إيجابية عالية في إطار المحافظة ، كما أننا سنواصل مع الجهات المختلفة المسؤولة عن هذا الجانب والعمل على الحد من هذه الظاهرة السيئة ونأمل أن نحقق نجاحات اكثر .
الصعوبات
ما اهم الصعوبات التي تواجهكم ؟
- لا أخفيكم أن هناك عددا من الصعوبات التي نواجهها وأقولها بصراحة بأن من اهمها وجود المركزية الشديدة التي لازالت لدى بعض الوزارات أضف إلى ذلك عدم العدالة في توزيع المخصصات المالية المركزية مقارنة بالمساحة والسكان والمعايير التي يجب أن تتبع عند التوزيع وللأسف الشديد محافظة حجة تحصل على "900مليون ريال" من الدعم المركزي وعند توزيعها على 31 مديرية يكون حصة كل مديرية حوالي 30مليون ريال فما الذي تتوقع ان أعمل بهذا المبلغ الزهيد ، أضف إلى ذلك شحة الموارد المالية بالمحافظة خاصة وأنها من المحافظات الخالية من المشاريع المدرة للدخل ، وإن كانت تمتلك عدداً من المقومات الاقتصادية إلا انها لم تستغل حتى الآن والتي نراهن في انها ستلعب دوراً مهماً في عملية التنمية خلال المرحلة القادمة ، ومع قلة وضعف الموارد نواجه ضعفا في تحصيل تلك المبالغ من قبل المجالس المحلية لسبب أو لآخر ، وكل تلك المعوقات وغيرها مجتمعة تجعل من العميلة التنموية والسير فيها عقبات وعوائق أمام إنجازها بالشكل الافضل والأسرع وكلنا أمل ونتعشم في زيادة حصة المحافظة من الدعم المركزي وتخفيف المركزية الزائدة التي من شأنها تأخير تنفيذ عدد من المشاريع التي لازالت متعثرة حتى الآن كما نأمل ان نتجاوز هذه العقبات .
كلمة أخيرة تقولها ؟
- أخيرا أشكركم على هذه المساحة التي أتحتموها للحديث عن محافظة حجة وثانيا تحياتي لكل أبناء محافظة حجة الذين منحوني ثقتهم في انتخابات المحافظين الأخيرة وأقول لهم بأن هذه الثقة لن تزيدني إلا شعورا بالمسؤولية وإضافة عبء أكبر وإن شاء الله سأكون عند حسن ظنهم ، وأكرر تهانينا لهم بحلول عيد الفطر المبارك كما ننقل باسمهم التهاني للقيادة السياسية ممثل في فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله بمناسبات أعياد الثورة اليمنية المباركة ، وكل عام والجميع بخير.
وشكرا جزيلا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.