شهدت الأيام الأولى من العيد ارتفاعاً كبيراً في اسعاره الأمر الذي دفع بكثير«موالعة» إلى التخلي عن بعض مراسم العيد، نظراً لتدني نسبة الكمية المسوقة وانشغال الباعة بطقوس العيد غالباً ما تتحول اقتصاديات القات وأسعاره المتغيرة نتيجة لتأثره بجملة من العوامل الطبيعية ومنها قلة مياه الري مثلاً اوالصقيع الذي قد يصيبه في فصل الشتاء ويؤدي عادة الى انخفاض مستوى إنتاج المزارع منه وارتفاع أسعاره بمعدلات قياسية، وكذا عوامل اجتماعية ومنها مواسم الأعياد الدينية، والوطنية أحياناً.. جميعها تحول دون توفره بأسعار مناسبة للكثيرين وخصوصاً من محدودي الدخل . حيث تشهد أسعار القات طيلة أيام العيد الأولى ارتفاعاً كبيراً، تصل نسبته الى 150 في المائة مقارنة بأسعارها في الأيام العادية، الأمر الذي يدفع بالكثير من موالعة مضغ القات الى التخلي عن العديد من مراسم العيد والتوجه نحو البحث عن وسيلة لإيجاد وريقات القات لمضغها ظهيرة ايام العيد . الانشغال بطقوس العيد وأرجع كثير ممن يمارسون مضغ القات بشكل يومي، ارتفاع أسعاره خلال أيام العيد الى تدني نسبة الكمية المسوقة منه في هذه الفترة نتيجة لانشغال مزارعي القات بطقوس العيد من زيارات وغيرها ,اضافة الى نزوح الشريحة العاملة في تسويقه والاتجار به الى بلداتهم في عموم البلاد لقضاء ايام العيد بين أسرهم وذويهم ، ناهيك عن تزايد نسبة المقبلين على مضغه بصورة ملحوظة، وبوجه خاص في الاحتفالات والمناسبات الدينية والتي من أبرزها عيد الفطر المبارك.. الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض الكمية المعروضة في الأسواق المخصصة لذلك مقارنة بنسبة المقبلين على شراء القات . وقالوا :ان هذه الحالة تشهدها المناطق المستهلكة للقات بشكل رئيس في مثل هذه المناسبة الدينية دون غيرها من المناطق، كالمدن الرئيسية وعواصم المحافظات وكذا المناطق التي لا تتواءم طبيعتها الجغرافية او المناخية وزراعة شجرة القات. ويأتي ارتفاع سعر مبيعات القات خلال ايام العيد في الوقت الذي تزيد فيه وبصورة ملحوظة نسبة المقبلين على مضغه وبوجه خاص في الاحتفالات والمناسبات الدينية والتي من أبرزها عيد الفطر المبارك. نسبة ضئيلة للكمية المسوقة رئيس جمعية صرواح التعاونية الزراعية بمديرية أرحب لبيب قيس يرى ان نسبة ما يسوقه المزارعون في هذه المديرية من نبتة القات خلال ايام العيد ضئيل جداً مقارنة بما ينتجوه ويسوقوه في باقي الايام العادية . ويرجع رئيس الجمعية الزراعية تدني مستوى التسويق من نبتة القات في ذات الوقت بأنه يعود الى تمسك المزارع بمراسم وتقاليد العيد في منطقته بما فيها من زيارة الأقارب وصلة الأرحام في القرى المجاورة وحضور الاحتفالات والمهرجانات الشعبية التي تسود المديرية طيلة ايام العيد . يتصدر قائمة السلع من ناحيته يوضح الخبير الاقتصادي الأستاذ نبيل سلامة الوضع الاقتصادي التي تمر به هذه النبتة ( القات) طيلة ايام العيد قائلاً: من الواضح ان القات بات يتصدر قائمة السلع الاستهلاكية لدى نسبة كبيرة من افراد المجتمع سواء من حيث الاستهلاك ام من حيث القيمة النقدية ، فمن حيث الأخير فإن القيمة النقدية لمايتناوله فرد واحد من وريقات القات يدفع فيه ما يساوي قيمة نقدية لمواد غذائية لأسرة كاملة. ويضيف سلامة :ان القات سلعة استهلاكية لا تحظى باهتمام أي جهة رسمية تكون معنية بتوفيره في حالات انحساره عن الأسواق لأي سبب كان طبيعياً ام بشرياً مثلما تحظى به بعض المواد الغذائية الأخرى ، بل على العكس من ذلك هناك جمعيات ومؤسسات توعوية تسعى إلى الحد من انتشار تناوله وخاصة بين الشباب من خلال عدة أساليب توعوية وميدانية . ويوضح الخبير الاقتصادي سلامة ان أسعار مبيعات القات متروكة لحكم السوق وما يسوده من عملية العرض والطلب، وتأثر هاتين العمليتين بعدد من العوامل التي قد تكون طبيعية او بشرية، في اشارة الى توجه المزارع في مثل هذه المناسبة الدينية نحو الالتزام بمراسم العيد وأفراحه وهذا بدوره ينعكس سلباً من الناحية السعرية للقات على الشريحة المستهلكة . حلول وبدائل هذه الإشكالية الاقتصادية التي تواجه موالعة مضغ القات بشكل يومي، غالباً ما تدفعهم للبحث عن مخارج للحصول على وريقات القات ، ومن ابرز تلك الوسائل هي التوجه نحو المناطق الزراعية التي تشتهر بزراعته وإنتاجه من المديريات والضواحي التي تحيط بأمانة العاصمة مثل مديرية همدان وأرحب والحتارش وغيرها . كما ان من محاولات كسر الاحتكار وتحطيم الأسعار وخصوصاً في مثل هذه المناسبات، مابدأت تشهده بعض الأسواق من ظهور لبائعي «القات المجفف» في تجربة تسجل حضوراً لافتاً باعتبارها احد الحلول المثالية لمشكلة الإرتفاعات في أسعار القات خاصة خلال إجازة ومواسم الأعياد والتي يرتفع فيها سعر القات بصورة جنونية. وتباع الكمية من هذا القات المجفف بحجم الكأس الصغير، بمبلغ 100 ريال.. ويقول أحد الباعة :إن الإقبال على شراء مثل هذا النوع كان متوسطاً.. مشيراً إلى أن معظم من يشترون هذا النوع هم من ذوي الدخل المحدود. ويوضح أن عملية تجفيف القات وطحنه في المواسم الغزيرة الإنتاج والتي يفوق فيها معدل العرض عن معدل الطلب يمكن أن تكون حلاً جيداً واحد البدائل المبتكرة في المواسم التي يقل فيها معدل إنتاج القات خاصة في فصل الشتاء . وقال :إن هذه الطريقة تستخدم بالنسبة لطالبي القات في خارج اليمن، غير أنها بدأت تجد جدواها في الداخل خصوصاً وأن العديد من مزارعي القات بدأوا هذا العام بتجفيف كميات من القات المنتج خلال فصل الصيف لبيعه في فصل الشتاء هذا وتؤكد الدراسات والأبحاث الميدانية أن نحو80 في المائة من أفراد المجتمع اليمني يمارسون مضغ القات بشكل يومي، وتورد تلك الدراسات أن عدد الإناث اللاتي يمضغن وريقاته تصل نسبته الى ما بين 20 الى 25 في المائة نسبة الى عدد الإناث، فيما تظهر استطلاعات للرأي ان 35 في المائة فأكثر هي نسبة الشريحة التي تعمل في تسويق القات والاتجار به. جدير بالذكر ان زراعة القات تتركز في المناطق الجبلية وجوانب التلال وعلى ارتفاع 1500الى 2000 قدم فوق سطح البحر .