صنعاء - سبأ قال وزير النفط والمعادن أمير سالم العيدروس: إن وزارته ستتخذ إجراءً عاجلاً لإدخال البنزين الخالي من الرصاص إلى عدد من محطات التزويد بالمشتقات النفطية في المدن الرئيسة وبعض المحافظات كخطوة أولى تبدأ مطلع ديسمبر القادم وتستمر حتى نهاية يناير 2009م. وأضاف، في الندوة الخاصة بإعداد وثيقة السياسات للوقود الأنظف في الجمهورية اليمنية، التي نظمتها أمس بصنعاء، وزارتا النفط والمعادن والمياه والبيئة بالتعاون مع منظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة: إن وزارة النفط ستعمل على تطوير أنواع الديزل ومشتقاته في مصفاة عدن لإيجاد وقود نظيف يحافظ على البيئة والإنسان معاً. وقال العيدروس: إن القضايا البيئية، كالتغير المناخي والتصحر وإحتراق الغابات وغيرها من القضايا، تعتبر أكثر أهمية من الأزمة المالية التي يواجهها العالم، كونها قضايا كونية تحتل اهتماماً عالمياً لما تلحقه تلك القضايا من أضرار بيئية وبشرية... وأكد أهمية إشراك المنظمات الحكومية والمدنية في مناقشة القضايا البيئية، ورسم سياسات تحمي المجتمعات من الأضرار البيئية الخطيرة. وأشار إلى أن نسبة الاستهلاك للوقود عالي الرصاص ومنخفض الأوكتين مرتفعة في اليمن، وهو ما يسبب أضراراً بيئية وبشرية، وأن الكميات المستهلكة تتزايد عاماً بعد عام نظراً لدعم المشتقات النفطية من قبل الدولة، وهو ما يتطلب إيجاد حلول عاجلة تقلل الأضرار الناجمة عن استخدام تلك المشتقات. وبيّن العيدروس أن إجمالي الاستهلاك المحلي من مادة الديزل بلغ خلال العام الماضي 250 ألف طن، فيما بلغ الاستهلاك المحلي لمادة البنزين 100 ألف طن... معتبراً ضرر ذلك الإستهلاك غير محدود. داعياً المشاركين في الندوة إلى رسم السياسات التي تسهم في التقليل من تلك الأضرار التي يسببها الوقود عالي الرصاص... من جانبه أشار وزير المياه والبيئة الدكتور عبدالرحمن فضل الإرياني إلى أن الهدف من هذه الندوة هو الخروج بوثيقة سياسات واضحة تحدد الخطوات العملية التي ستقوم بها الحكومة للحد من أضرار الوقود عالي الرصاص ومنخفض الأوكتين. وقال: إن اليمن من الدول العشر الوحيدة التي تفتقر إلى سياسات واضحة حول حماية البيئة من أضرار الوقود عالي الرصاص... وثمّن جهود وزارة النفط والمعادن الرامية إلى إيجاد الحلول الكفيلة بإيجاد وقود نظيف... مؤكداً أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية بإنتاج واستخدام الوقود الأحفوري النظيف. كما أُلقيت كلمتان من قبل وكيل وزارة المياه والبيئة الدكتور حسين الجنيد وممثل منظمة الإسكوا في اليمن الدكتور نزار محمد حسن، أشارتا إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار التعاون القائم بين وزارتَي النفط والمعادن والمياه والبيئة، وبالتنسيق مع منظمة الإسكوا في مجال استخدام الوقود الأنظف. وأوضحتا أن الوزارتين شكّلتا عدداً من اللجان المشتركة لتقديم المقترحات التي تسهم في الحد من الأضرار البيئية الناجمة عن استخدام الوقود عالي الرصاص. وأكدت الكلمتان أن التحول إلى الوقود الأنظف وضمان فاعليته في الحد من مشكلة التلوث البيئي ينبغي أن تصاحبه عمليات فحص وضبط لمعدات الاحتراق للوصول إلى احتراق أمثل للوقود في القطاعات المختلفة وفي مقدمتها قطاع النقل. هذا وسيناقش المشاركون في الندوة، الذين يمثلون العديد من الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، على مدى يومين، عدداً من أوراق العمل المتضمنة: وثيقة السياسات الوطنية للوقود الأنظف، أهميتها وتبعاتها، والإمكانات المتاحة لتحسين مواصفات الوقود البترولي، والتحول إلى استخدام الغاز الطبيعي كأحد مصادر الوقود الأحفوري الأنظف، إضافة إلى العوائق التي تواجه تعميم استخدامات الوقود الأحفوري الأنظف.