تتضاءل يومياً الثورية في أفكار الشباب،مفسحة الطريق أمام أفكار تبلد الإحساس،وتميته،جاعلةً من الشباب العربي بالذات،إمعات مجردة من كل معنى حقيقي للحياة! جيفارا كثير من الأشياء التي كانت تحتل وجدان الشباب العربي،في سبعينات القرن الماضي،هاهي تتلاشى مفسحةً الطريق لثقافة “البوب”، الموسيقى الأكثر صخباً في العالم،والتي أفرزتها العولمة،في أهم تحدياتها العالمية..لتغدو سيارات الأجرة،والباصات،إلى جانب السيارات الفارهة تعلو فيها هذه الموسيقى،وإيقاعاتها المزعجة!.. ويؤكد كاتب عربي أن اللهو والتمتع بالسعادة الآنية اليومية أصبح هم الشباب العربي بدل التفكير بالقضايا العامة؟ومن ملامح النظام الذي لا يريد التغيير هو أنه يتجه إلى دمج كل التغييرات الجديدة كي تصبح عاملاً مرسخاً لدعائمه، ويتجه الشباب اليوم لاستهلاك آخر الألبسة الدارجة وكذلك كل منتجات التكنولوجيا الحديثة وهذا ما يشاهده المرء في الأسواق المليئة بهذه السلع الاستهلاكية تمثلات سلوكية غريبة ويتساءل ذات الكاتب..”ثقافة البوب” هل هي سبب تراجع ثورية الشباب؟ مشيراً إلى أن ثمة تحولات في سلوك الشباب ابتداء من مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي ،قد بدأت علاماتها تتجلى ، لاسيما في عالم الموسيقى الالكترونية “التكنو” التي طغت على مظاهر الحياة اليومية للشباب. كما انه من مظاهر هذا التحول ان أخذ الرجال والنساء في سن متقدم يرتدون ألبسة الشباب ويسكنون في مساكن جماعية، ويقدمون طلباً للقيام بدورة تدريبية مع أن أعمارهم تجاوزت الثلاثين عاماً، وهذا أمر كان الشباب يقومون به في سن العشرين في الماضي. كما وظهر ما يمكن تسميته موضة “نبذ الكهولة” حيث أصبح الناس الذين تعدوا الأربعين من العمر يرتادون المراقص الخاصة بشباب في العشرينات من العمر. ويلتفت إلى أشكال الشباب السائد،وهي أشكال تجسد ضياع الهوية،وتشتتها،قائلاً صورة شباب اليوم تؤكد أنه ضائع تائه وغير ثوري، ولكن ذلك بالطبع من وجهة نظر الأجيال السابقة، على الرغم من أن هذا الجيل تجاوز حدود محيطه في عصر العولمة. وبقدر ما نقدم هنا وجهة النظر هذه فإننا نرى أن شباب اليوم ليسوا بهذه السلبية والخواء الفكري!!.