كل مافي الحياة جميل ويدعو للتأمل في قدرة الخالق جلت قدرته ويدعو ايضاً للاستمتاع به.. فالله خلق لنا الطبيعة بكل تلك الأبعاد والجماليات على بعد النظر لنستمتع بها. هل يستطيع أحدكم أن يتخيل كم هو جميل ذلك المدى البديع من الأخضرار المختلط برذاذ أو بياض الجليد وكم هو جميل ان تعيش فصولاً أربعة كل منها بخصائصه ومزاياه.. ضروب الجمال المختلفة في الحياة تدعو بلاشك لان تعيشها فكم من مرة كنا نردد مع الراحل فريد الاطرش «الحياة حلوه بس نفهمها» لتبين لنا أن المشكلة في الغالب في كيفية فهم الحياة والامساك بأطراف الاستمتاع بها.. الذي دعاني للتعامل مع هذه الفكرة ان كثيرا منا بالفعل لايعلم كيف يستمتع بحياته ويجعل لكل ماحوله طريقاً للاستمتاع فالمتعة شعور وإحساس جميل منذ الأساسيات ففي العبادة النقية صفاء روحاني ونقاء ومتعة لايعاد لها شيء تستطيع ان تلامس ذلك الشعور وأنت في البيت الحرام دون ان يشغلك من أمور الدنيا شاغل انه شعور ممتع بالفعل لايعادله شعور إنها المتعة الحقيقية فليس أجمل من أن تجد نفسك بين الحطيم وزمزم في فجر يوم ما هذه متعة لاتعادلها متعة. وهناك متعة العلم والتلقي إذ كم هي ممتعة رحلات البحث عن العلم حتى لو صاحبتها مشقة - واكاد أجزم أن علماءنا وباحثينا ومؤرخينا كانوا مستمتعين بتجوالهم في المعمورة بحثا عن العلم فلكم تمنيت لو كنت يوماً مع ابن بطوطة مثلاً في رحلاته أو أحمد بن ماجد أو ماركو بوللو أو غيرهم مثل الشعراء الذين كانوا يهيمون على الأرض إثراء لخيالهم وتخصيبه لامتاعنا ودليل ذلك المتنبي وقبله امرؤ القيس. كذلك هناك الاستمتاع بطبيعة الأرض في كل اصقاع الدنيا والتي تندرج تحت القول القرآني الكريم «ولاتنس نصيبك من الدنيا» وقوله عز وجل «من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة» صدق الله العظيم.