أكد الدكتور عبدالله أبو الغيث أن العالم العربي يعيش اليوم وضعاً مشابهاً لما كان سائداً في عهد التتار بكل فضائعه الدموية والفكرية. جاء ذلك في محاضرة لأستاذ التاريخ القديم بجامعة صنعاء، ألقاها مساء أمس بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل؛ حيث استعرض العديد من المحطات الخاصة بمقاومة المواطن العربي عبر تاريخه الطويل للعديد من قوى الاحتلال الأجنبية، والتي سعت بهيمنتها وقوتها أن تسيطر على الوطن العربي وعلى مقدراته، وعملت كذلك على نهب ثرواته والتحكم بموقعه الاستراتيجي الفريد ومارست كل أصناف الذل والاحتقار ضد أبناء الشعب العربي الواحد. وقال أبو الغيث : إن أولى ظهور موجات الاحتلال والهيمنة على الوطن العربي بدأت منذ فجر التاريخ، وتحديداً في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد عندما اجتاح الجوتيون القادمون من جبال إيران بلاد الرافدين، وعاثوا فيها فساداً، وقاموا كذلك بتدمير مدينة «أكد» ومحو معالمها وآثارها إلى درجة جعلت المؤرخين يعجزون عن تحديد موقعها حتى الآن. واستطرد الدكتور عبدالله أبو الغيث سرد الأحداث والوقائع التاريخية في مقاومة الاحتلال الأجنبي المتعاقب على الوطن العربي حتى عصر الدولة العثمانية ومرحلة تقاسم تركة الرجل المريض في الوطن العربي بين الدول الأوروبية.. مشيراً إلى أن دخول الاستعمار الأوروبي إلى الوطن العربي كان على أشلاء الكثير من أبنائه الذين استبسلوا في الدفاع عنه وقدموا دماءهم رخيصة في سبيل تحرير الأرض العربية. منوهاً بأن الاستعمار لن يرحل عن الوطن العربي إلا بعد أن يزرع إسرائيل في قلب الوطن العربي وتحديداً في فلسطين الأبية.. معتبراً بأن العالم العربي هو الخاسر الأكيد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومعه المعسكر الشيوعي وظهور عالم القطب الواحد، نظراً لتبني زعماء العالم الجدد لفكرة صراع الحضارات، واعتبار العرب والمسلمين العدو الجديد للحضارة الغربية بعد انهيار الشيوعية حيث كان نتيجة لذلك حتى الآن سقوط ثلاث دول عربية وإسلامية تحت الاحتلال الجديد هي العراق وأفغانستان والصومال.