نسعى لربط مخرجات الجامعة باحتياجات سوق العمل نعد للاحتفال بمئوية العلامة البيحاني والمناضل النعمان سياسات القبول محكومة بمعايير المجلس الأعلى للتعليم ولن نتجاوزها نقول للذين يريدون تسييس التعليم الجامعي: اذهبوا إلى أحزابكم! مطلع العام القادم سيبدأ العمل لإنشاء المستشفى الجامعي بتمويل حكومي أكد الأخ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن أن دحر الاستعمار البريطاني البغيض يوم 30 من نوفمبر 1967م كان ثمرة نضال كل أبناء الوطن اليمني. وقال في حديث ل«الجمهورية»: إن هذا اليوم محط افتخار وتعظيم لأنه كان مقدمة لإعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م، حيث تحقق للوطن والمواطن في هذا اليوم العظيم الكثير من التحولات النهضوية والحضارية بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. وفي إطار النشاط الجامعي أكد رئيس جامعة عدن أن هناك خطة لربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل مشيراً إلى أن العام القادم سيشهد بدء العمل في المستشفى الجامعي وأكد بن حبتور في ختام اللقاء أن على الذين يريدون تسييس التعليم الجامعي أن يعودوا إلى أحزابهم وفيما يلي نص الحوار الفياض مع الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن. ماهي دلالات الاحتفال بالعيد ال41 للاستقلال الوطني من وجهة نظركم؟ في الحقيقة هناك مجموعة من الدلالات، الدلالة الأولى هي أننا نحتفي بمرور 414عاماً على هذه الذكرى الهامة في حياة المواطن اليمني، فنحن تحررنا من حقبة الاستعمار، وتحررنا من التخلف ودخل الجزء الجنوبي الشمالي من الوطن دوامة التشطير آنذاك، لكن دلالة هذا اليوم هو أنه وحد كل اليمنيين أولاً في الدفاع عن الثورة وفي مقاومة الاستعمار وفي تخليد شهداء الوطن دون التمييز بين مدينة وأخرى أو محافظة وأخرى الدلالة الثانية أن اليمن أمتلك ناصية اتخاذ القرار باستقلالية بعيداً عن الوصايا الاستعمارية. والدلالة الأخرى هي أن اليمنيين أضافوا محطة مهمة لمحطات تطورهم اللاحق، وبذلك يكون يوم 30نوفمبر بمثابة مرحلة هامة من مراحل توحيد الوطن وهي محطة تم الانطلاق منها كمنصة لتوحيد الوطن في عام1990م صحيح تأخر التوحيد لنحو 25عاماً. لكن بشكل عام الوحدة اليمنية استوعبت كل هذه النتائج.. وبالتالي ليس هناك إلا أن نتذكر انه في يوم كهذا يجب ان لاننسى الشهداء والمناضلين الاوائل الذين أرسوا المداميك الأولى للبناء الوطني وأيضاً يذكرنا باستمرار واحدية الثورة منذ 26 سبتمبر 62م و 14 اكتوبر 63م و 30 نوفمبر 67م و 22مايو 1990م هذه المحطات هي محطات جد مهمة ان يقف كل مواطن أمام ماحدث ويحدث، نحن لانستطيع إلا أن نقف مع الأفكار التي تقول إنه عندما يتحرر الانسان يمتلك إرادته، وان الوصايا مهما كانت ومن أي جهة فإنها تنتقص من شرعية اتخاذ قراراتك الشخصية أو العامة وانها فعلاً تدفن الهوية الحقيقية للمواطن اليمني الذي جبل على الحرية وعلى التطور وعلى مقارعة الاستعمار. ماهي الفعاليات التي اقامتها الجامعة بهذه المناسبة ؟ نعم لقد اقامت جامعة عدن فعالية كبيرة احتفاءً بعيد الاستقلال وذلك يوم 26 نوفمبر وتم اقامة حفل خطابي وفني ومسرحي وشعري وغنائي كبير في قاعة ابن خلدون بكلية الآداب جامعة عدن وشارك فيه عدد من مسئولي السلطة المحلية بالمحافظة وعمداء الكليات ونوابهم والقيادات الطلابية والشخصيات الاجتماعية وكان الحفل برعاية المحافظة والجامعة معاً. ماهو الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجامعة لمواكبة المتغيرات من حيث ربط مخرجات التعليم بالتنمية وباحتياجات سوق العمل؟ في الحقيقة دور الجامعات واسع ومن بين المهام المناطة بها مهمة التنوير في أي مساحة جغرافية موجودة وأيضاً المهمة الثانية تأهيل وإعادة تأهيل الكادر لشغل أو لإملاء حيز من سوق العمل، وأيضاً المهمة الثالثة معالجة القضايا التي تنشأ وهي المشكلات في المجتمع، تعمل الجامعة على البحث والتنقيب والدراسة من أجلها، فالجامعة تقوم بعدد من الأدوار وعدد من المهام، وجامعة هي من أعرق الجامعات في اليمن أسهمت اسهاماً كبيرآً في توفير كادر مؤهل لكل المؤسسات، لن تجد أي مؤسسة من مؤسسات الوطن إلا وتجد جامعة عدن حاضرة فيها، وموجودة فيها من خلال خريجيها ومنتسبيها. ونحن في الجامعة لدينا خطة سنوية وخطة كل خمس سنوات من أجل التأهيل وإعادة التأهيل بالإضافة إلى ذلك، بالأبحاث العلمية نعالج مجموعة وسلسلة من القضايا التي يحتاج المجتمع إليها، وآخر هذه الأعمال على سبيل المثال: نحن نظمنا ندوة علمية دولية اشتركت فيها مجموعة دول وهي اليمن وألمانيا وإثيوبيا وكوبا وبتمويل ألماني وتم مناقشة قضية يعاني منها المجتمع اليمني وهي مشكلة مرض الشفه الأرنبية التي تأتي عادة بسبب زواج الأقارب أو ضعف بالتغذية أو ضعف العناية الصحية، هؤلاء الباحثون الأطباء والمهتمون ناقشوا خلال أسبوعين هذه الإشكالية وكانت مثار بحث ومناقشة مستفيضة، وقبلها أقامت جامعة عدن فعالية توزيع جائزة البحث العلمي وحصل عدد من الأساتذة من الجامعات اليمنية على هذه الجائزة، كما عقدنا خلال شهر نوفمبر المنصرم مؤتمراً حول حماية الموارد والبيئة ونقص المياه مع الأصدقاء الألمان، واستمرت الندوة لعشرة أيام وتضمنت ورشة عمل وسمنارآ معاً وحضرها عدد من الباحثين من الجامعات اليمنية ومختلف المؤسسات ذات العلاقة، وأعتقد أن تلك الفعاليات هي واحدة من الأهداف التي تسعى إليها جامعة عدن لخلق نشاط بحثي علمي. وماهو الدور التثقيفي والتنويري الذي تضطلع به جامعة عدن ؟ نعكف حالياً للتحضيرات النهائية لندوة عن الذكرى السنوية للشيخ العلامة/ محمد بن سالم البيحاني في نهاية شهر ديسمبر القادم كما نعد لندوة عن الذكرى المئوية للقائد السياسي والاستاذ والمفكر/ محمد أحمد النعمان، وهذه كلها واحدة من الأنشطة للجامعة، النشاط الآخر للجامعة لدينا نشاط وعلاقة مع القطاع الخاص بدأ يثمر، وهناك توجيهات من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لنا في الجامعات الحكومية اليمنية في ان نتحرك ونبحث عن مصادر تمويل إضافة لموازنات الجامعات اليمنية، ونحن تحركنا والتقينا مع عدد من الشخصيات ورجال الأعمال في اليمن أو في دول الخليج وقد أثمرت هذه اللقاءات والزيارات عن توقيع محضر بين جامعة عدن ومجموعة بقشان السعودية، وقد جنينا أولى ثمار هذه الاتفاقية من خلال توقيع إتفاقية لإعادة تأهيل مطابع جامعة عدن وتحديثها باعتبار ان المطابع تعتبر قضية استراتيجية ومهمة لكل من الاستاذ والطالب في الجامعة وللمجتمع بشكل عام، فنحن نطبع بمطبعة الجامعة الكتاب الجامعي والبحث والكتاب التنويري، التاريخي، الثقافي وغيرها لذلك فإن مسألة وجود المطبعة في الجامعة تعد مسألة حيوية بالنسبة لنا، والمطبعة الموجودة حالياً لم تحدث منذ سنوات طويلة ولذلك جاء التحديث الآن ونحن في أمس الحاجة له، أيضاً ستساهم مجموعة بقشان السعودية في تطوير مكتبة كلية الطب وتطوير مختبرات كلية النفط والمعادن وكلية الصيدلة، وبذلك فقد فتحت آفاق ايجابية بين الجامعة والقطاع الخاص ونحن نرحب بالعمل مع أي جهة شريطة الحفاظ على هوية هذه الجامعة العلمية والثقافية والوطنية. لدينا أيضاً في السياق العام لعملية التطوير لجامعة عدن ذلك التنسيق الذي تم بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي والمالية لبناء كلية الهندسة التي يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة لاستكمال مبناها في مدينة الشعب بعدن وسنستلم المبنى لكلية الهندسة بعد شهر إن شاء الله، وهذا المبنى يعد من أكبر المباني على مستوى الوطن كله فهو أكبر مبنى لكلية الهندسة في كل الجامعات اليمنية قاطبة. ماهي المشاريع قيد التنفيذ؟ الكلية بنيت في الحرم الجامعي وأخذت مساحة كافية وسنبني إلى جانبها إن شاء الله من خلال الاتفاق الموقع مع جمعية الحكمة اليمانية لبناء مختبرات لكلية الطب بعد أن بنوا للجامعة كلية الصيدلة، وهذه الجمعية لها علاقة مباشرة مع جمعية الحفاظ على التراث في الكويت وهي تدعم الجامعات اليمنية، وستقام تلك المنشآت أيضاً في مساحة الحرم الجامعي، وسيتم البدء ببناء المستشفى الجامعي العام القادم إن شاء الله بالتعاون بين جامعة عدن ووزارة التخطيط ووزارة الصحة العامة، وهذه من المشروعات الكبيرة التي نستطيع إنشاءها، أما المشروعات الأخرى، فلدينا مشروعات عديدة في كليات التربية في الضالع وشبوة وفي لودر ويافع وردفان وفي طور الباحة أي التوسع والتطوير يجري بشكل كبير وواسع على مختلف الصعد.. كما انتهينا الآن من استكمال مباني الإدارة بشكل نهائي في كلية العلوم الادارية. ماهي المشكلات التي تواجهونها فيما يتعلق بأنظمة اللائحة الطلابية وسياسة القبول؟ وماهي الحلول المطروحه لمعالجتها؟ أولاً: نحن في جامعة عدن تعودنا على نظام معين لقبول الطلاب في وقت محدد ويتم الانتهاء من التسجيل في وقت محدد، ونلتزم بالطاقة الاستيعابية المحدده لنا من المجلس الأعلى لتخطيط التعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتالي هذه مؤشرات تحدد مركزياً ونحن لانتجاوزها ولدينا برنامج عملناه منذ اليوم الأول من وصول الطلاب وبدء الدراسة في الجامعة حيث تم اللقاء مع طلاب المستوى الأول بالجامعة وتم الحديث معهم وشرح طبيعة النظام في الجامعة والعلاقات بين الطالب والاستاذ والوظيفة العامة للطالب والمتمثلة بالتحصيل العلمي والتركيز على أن ساحة الحرم الجامعي مفتوح بكل ماتحمله الكلمة من معنى للأنشطة اللاصفية والاعمال الثقافية والاكاديمية ماعداه فإن القانون يحددها وبالتالي على كل من يريد أن يعمل عملاً آخر غير العمل العلمي والثقافي والرياضي والفني أن يذهب للحزب الذي جاء منه وهناك يعمل مايشاء في إطار النظم والقوانين السارية في البلاد كلها.. نحن في بلد ديمقراطي يتيح للرأي والرأي الآخر التداول السلمي للسلطة لحسم الأمور وفقاً لنتائج صندوق الاقتراع والانتخابات وبالتالي هذا بالنسبة لنا ليس هناك إشكال في هذا الأمر. هل بالإمكان أن تعطينا لمحة عن العلاقات التي تربط جامعة عدن مع الجامعات العربية؟ نعم نحن التقينا بأشقائنا في جامعة الملك سعود «السعودية» والتقينا مع وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وكانت ثمرة هذه اللقاءات أن خصصت جامعة الملك سعود لجامعة عدن عشرين منحة دراسية في الدراسات العليا سنوياً منها تخصص الطب والهندسة والعلوم الإدارية والاقتصادية والتربية والزراعة والقانون وغيرها من الاختصاصات العلمية وسنقوم بزيارة مقبلة إلى الرياض لمزيد من تطوير هذه العلاقة كما سيزورنا في عدن رئيس جامعة الملك سعود لإجراء مزيد من المباحثات لتطوير أسس التعاون بين جامعة عدن وجامعة الملك سعود. كيف تخططون لربط مخرجات التعليم الجامعي باحتياجات سوق العمل وبخاصة الدراسات العليا والتخصصات ؟ يوجد بعض الاختصاصات التي تشبع السوق منها لكن لازال السوق يحتاج للاطباء والمهندسين والاقتصاديين والحقوقيين.. الاشكال أن هناك اختصاصات قد امتلأت وتشبع السوق بها لذلك مجلس الجامعة وقف أمام هذا الأمر وأدخل مجموعة من البرامج الجديدة للدراسات العليا وأيضاً للدبلوم كي يستوعب الاحتياج المطلوب في سوق العمل ونحن نطور هذه الآلية باستمرار، كما ان لدينا المراكز العلمية في الجامعة التي تضطلع بحل مشكلات كثيرة في تلبية احتياجات السوق منها مركز اللغات ومركز التعليم المستمر ومركز الحاسوب وهي مراكز علمية تقدم خدمات للمجتمع وفيها عناصر كفوءة تدير وتقود وتدرس في هذه المراكز. فيما يتعلق بتوجيهاتكم لاستيعاب الأوائل من خريجي الجامعات ؟ هذا العام وجه فخامة الرئيس «حفظه الله» لاستيعاب الأوائل خريجي دفعة 2006م -2007م وسعينون على مستوى الجمهورية وحالياً نحن نجمع اسماء الأوائل وإن شاء الله ضمن الفرص القادمة سنعطي هؤلاء الأولوية في التعيين كمعيدين بالجامعة. كيف تنظرون لعلاقة خريجي الجامعة بعد تخرجهم ؟ التوجه مرتبط بتطوير العلاقة بين الجامعة وبين الكليات مباشرة وتم مؤخراً تأسيس الجمعية العلمية لخريجي كلية العلوم الإدارية والاقتصاد وهذه الجمعية وغيرها هدفها هو ربط الخريجين بكلياتهم وبأقسامهم العلمية من أجل أن لايقطعوا الصلة ويبقوا متواصلين من خلال المجلة العلمية وحضور السمنارات أو الاحتفال السنوي الذي تقيمه الكلية، وهناك عدة إشكالات نحاول تأطيرها في نشاط هذه الجمعيات بين الخريجين والكليات. كلمة ختامية ؟ شكرا، شكراً لصحيفة الجمهورية لاهتمامها ومتابعتها لنشاطات جامعة عدن والتطورات الجارية فيها وهمومها.