على شكل كتل بشرية يتجمع طلبة جامعة صنعاء بانتظار دورهم في سحب قليل من دمائهم وتصديرها باتجاه غزة.. يفعلون ذلك مؤمنين جيداً بأهمية التضامن بالدم، كأقل واجب يمكن أن يفعله الشباب هنا.. أحد الطلاب يقول بأنه مستعد لأن يذهب إلى غزة ليجاهد.. مردفاً حديثه بالقول: ”ولكن ما باليد حيله”.. قال ذلك وتقدم خطوة باتجاه مد يده للتبرع.. القتلة وآخر يكرر ذات الجملة.. ويضيف بأن أقل شيء يمكن عمله في هذه اللحظة هو التبرع بدمنا، كإشارة للتضامن مع إخواننا في غزة.. والوقوف في وجوه القتلة على حده ومناصرتهم بالدم فقط..! كثافة التبرع بالدم يعني أن ثمة أناساً بحوزتهم الكثير من المشاعر.. أناساً ملتهبة صدورهم، لذا ستجدهم منذ الصباح أمام الخيمة كلٍ يبتسم وينادي زميله الذي يمر أمام الخيمة دون أن يلفته تزاحم الطلاب الكثيف.. سارة بالجانب الآخر سنجد طالبات يتزاحمن بذات الغضب، والفوران للتضامن بالدم..ولن تخلو بوابة الخيمة من حضور أنثوي لافت.. تقول إحدى الفتيات ”لم أكن أعرف بهذه الخيمة.. وعندما أخبرتني إحدى الزميلات سارعت إلى هنا”.. سارة التي تعتبر هذا الفعل إنسانياً بحتاً تصر على اعتباره تضامناً إخوانياً بسيطاً.. كون أهلنا في غزة لم يجدوا من يتضامن معه..وما يحدث من انشقاقات عربية يعزز هذا القول.. كما ترى سارة بأن تفاعل الطلاب اليمنيين يعكس الروح القومية التي في دواخلهم.. وتصر على أنها لن تبخل بالكثير إذا استدعى الأمر.. الذهاب إلى غزة الشباب اليمني الذي يبدو متحمساً جداً لفعل حاجة لأبناء غزة.. لا يقتصر على الذكور فقط.. بل ستجد طالبة جامعية تقول بأنها مستعدة تماماً للذهاب إلى غزة.. تفعل ذلك عن رغبة تخالجها في كثير من الأحيان كما أفصحت.. الخيمة المنتصبة خلف البوابة من الداخل.. وتعلو أحد جوانبها.. لوحة مكتوب عليها بخطٍ عريض ”حملة التبرع بالدم”..وأعلاها تسبقها عبارة ”ينظم المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه”.. وتسابق إليها طلبة الجامعة بالوقوف والانتظار..والتزاحم.. ما يستدعي إيجاد خيمة أخرى تنتصب إلى جوار الخيمة الموجودة..للتسريع بعملية التبرع.. لأكبر عدد ممكن من الشباب المتحفزين للعطاء.. والتضامن بالدم.