لاشك أن كل واحد منا يريد أن يكون ناجحاً في حياته وعمله ومحيطه الاجتماعي لكن طبيعتنا البشرية تجعلنا نخطئ ونفشل فيتسلل اليأس والإحباط إلى قلوبنا، هذا هو الفشل الحقيقي بحد ذاته، فأصحاب العزيمة القوية والإرادة والهمة العالية هم الذين يجعلون من فشلهم طريقاً إلى النجاح وهناك الآلاف من النماذج لأناس كان الفشل سبباً في تحقيقهم نجاحاً حقيقياً ودائماً وأبرز مثل على ذلك الرئيس الأمريكي ابراهام لينكوين فهذا الرجل لم يصل إلى منصب الرئيس إلا بعد سلسة طويلة من الفشل فقد فشل في عمله مرتين وفشل في الانتخابات النيابية أكثر من خمس مرات وفشل في الوصول إلى منصب نائب الرئيس..رغم هذا الفشل إلا أنه لم يفقد الأمل وظل يواصل الجهد والعناء المتواصل والإصرار على بلوغ الهدف حتى تم انتخابه رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية عام 1860م هو في الحادية والخمسين من عمره فقد لخص تجربته في الفشل والنجاح بقوله «إنك لن تفشل إلا اذا انسحبت». فطريق النجاح الحقيقي ليس سهلاً ميسوراً ومفروشاً بالورود والرياحين كما يعتقد البعض. فالعظماء الناجحون الذين خلد ذكرهم التاريخ لم يحققوا انجازاتهم الكبيرة إلا بعد أن خاضوا صراعاً مريراً مع الفشل في ظل ظروف صعبة وقاسية، وماحكاية الرئيس الامريكي لينكولن إلا حلقة ملقاة في فلاة التاريخ فالنجاح الحقيقي والدائم هو الذي يولد من رحم الفشل والمعاناة لأنه يتطلب سمات خاصة وخبرات متنوعة لايمكن أن تتكون في الإنسان إلا عبر المعاناة والاحتكاك الطويل بالواقع وخوض الصراع مع المشكلات والعقبات، وهذا يكسبه الصفات الإنسانية اللازمة لاستمراره في النجاح التي أهمها الصبر والإرادة والتصميم، بعكس النجاح السهل الذي يأتي من غير تعب ومعاناة فإنه ينهار مع أول عقبة تهدده فسرعان مايصاب بالإخفاق والاحباط فيحول إلى فشل، فالاستسلام للفشل هو الفشل. فإذا كان المثل يقول «وراء كل عظيم امرأة» فإنه يمكن تعديله بحيث يصبح وراء كل عظيم سجل طويل من التجارب الفاشلة صنعت له النجاح في النهاية.