أكد مقبل نصر غالب - مستشار وزارة التربية والتعليم - أهمية إعادة تنظيم المدرسة بحيث توفّر إمكاناتها في أول العام الدراسي، وإعادة نظام التدريس بحيث يتيح للمعلم فرصة للتطبيق والنشاط، وكذلك إعادة تنظيم أسلوب الامتحانات لتكون عملية تطبيقية، خاصة إن التربويين يجمعون أن الامتحانات بشكلها الحالي لاتقيس كفاءة الطالب ولا سلوكه أو مستواه، وليست دليلاً على تفوقه العلمي، أو ضعف مستواه. وقال مقبل نصر في محاضرته التي ألقاها مساء أمس في مركز «منارات» حول مستقبل التربية والتعليم في اليمن في ظل العولمة إنه يجب استبعاد كل موظف من التربية والتعليم تثبت إدانته في قضية أخلاقية أو تزوير أوغش أو ضرب طالب ضرباً مبرحاً أو غير ذلك وكذلك مساءلة المعلم ومدير المدرسة عن مستوى الإنجاز ومستويات الطلاب محاسبة دقيقة وفقاً لقياس دقيق بعيداً عن مستوى النجاح والرسوب وإنما وفقاً للمستوى العلمي للطالب.. مضيفاً إن المناهج الدراسية الحالية تعاني الكثير من الاختلالات والحشو المعرفي المجرد والنقل الحرفي المقلد، الأمر الذي سبّب محنة للمعلم والطالب؛ فالمعلم لا يعرف كيف يتعامل مع الكتاب، والطالب لا يستطيع القراءة.. وقال: فالطلاب في الصف الأول الأساسي على سبيل المثال لا يمكنهم القراءة والكتابة قبل معرفة الحروف والهجاء وتركيب الكلمات والجمل، وهو ما أحدث إشكالية بين الطالب والمعلم والأسرة امتدت إلى الصفوف اللاحقة، لذلك يوجد الكثير من الطلاب الذين أكملوا المرحلة الأساسية والثانوية أيضاً وهم لا يستطيعون القراءة والكتابة بشكل سليم.. مؤكداً في ختام محاضرته أن التربية والتعليم وصلت إلى مرحلة تشبع بالأفكاروالنظريات التربوية وفائض من الدراسات والأبحاث التطويرية والمقترحات والتوصيات وأي جهد في هذا المجال يعد تكراراً مملاً وإضاعة للمال والوقت. مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الإشكاليات التي يعاني منها قطاع التربية في بلادنا لا تكمن في المال والذي في الأساس لن يستغل بشكل أفضل ولا أيضاً في القوة البشرية التي لم توظف توظيفاً سليماً وإنما في التفكير التربوي العلمي، ذلك أن المفكر لايملك سلطة القرار، كما أن العلاقة بين من يملك القرار والتربوي غير متوازنة خاصة إن التربوي يصر على التغيير الشامل بعموميات تفتقر إلى الآليات التنفيذية، والإداري يهتم بتسيير العمل كما هو وغير مستعد للمغامرة وراء عموميات لا يدرك نتائجها مسبقاً.