أكد خبراء محليون وعرب اختصاصيون في التنمية أهمية تنمية وتفعيل العنصر البشري وتفجير طاقاته الكامنة باعتبار الموارد البشرية" رأس المال الحقيقي وأساس تقدم و ازدهار المجتمعات في شتى المجالات . و أجمع الخبراء في أحاديث الى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أثناء مشاركتهم في أعمال الملتقى الثاني للموارد البشرية الذي استضافته صنعاء مؤخراً على أن عدم تفعيل واكتشاف الطاقات الكامنة للعنصر البشري وسوء استخدام الإدارة والتخطيط الاستراتيجي وعدم التطوير والتأهيل أهم أسباب تأخر التنمية في بعض المجتمعات ومنها اليمن . نحن لا نثق بأنفسنا وأكد الدكتور محمد البيشي أستاذ الإدارة المشارك بمعهد الإدارة العامة بالرياض أن المجتمع العربي واليمني لديه كفاءات قادرة على التطوير والتغيير ولكن المشكلة في عدم الثقة بأنفسنا.. و رأى أن أهم الآليات للنهوض بالعنصر البشري في شتى المجالات ليس كما يقال عنصر التطوير والتدريب موضحاً:هناك آليات كثيرة منها : التنشئة في الأسرة ، والتربية والتعليم ، والتدريب والتطوير ، الثقة ، والتهيئة النفسية، والإعداد والتحضير، وإعداد الدراسات التوجيهية. واعتبر تحديد رغبات وميول الناس حسب الإمكانيات والاحتياجات المطلوبة أهم الطرق للإبداع والتميز ، إضافة إلى دراسات السوق وقياس مدى استعداد الأفراد للقيام بأي عمل على ضوء احتياجات السوق والملاحظة المباشرة من قبل الآخرين بوجود مهارة ما.. و أكد البيشي أهمية معرفة الاتجاهات الحديثة في التخطيط الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية وعلاقته باستراتيجية المنشأة باعتباره الجهد المنظم لصناعة قرارات جوهرية تحقق أفضل النتائج وتضمن استمرارية عمل أية منشأة بكفاءة عالية . العنصر البشري ركيزة الأمم فيما اعتبر مدير التدريب بغرفة تجارة وصناعة أبها في السعودية الدكتور عبد الغني الشيخ أن العنصر البشري "ركيزة الأمم في مختلف المجالات،ولكن إذا أردنا أن نفعل ونطور هذا العنصر لينجح في عمله ومجتمعه يجب أن نقدم ونوفر له كل التسهيلات، من حيث التطوير والتأهيل وتحديث أفكاره وثقافته ورؤيته وبذلك نستفيد من مخرجاته . ونوه بأهمية التهيئة النفسية صحياً وفكرياً ونفسياً وعلمياً وثقافياً لتفعيل العنصر البشري وتأسيس لبنات سليمة تدوم منفعته لأجيال قادمة، إضافة إلى التعليم والتدريب والتأهيل المستمر الملائم للفكر الحديث والملبي لاحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، وليس التعليم العشوائي الذي يزيد الأعباء على الدولة والمجتمعات من حيث مخرجاته المتضاربة مع احتياجات السوق . وأكد أهمية إيجاد تناغم بين المخرجات والتدريب وبين الاحتياجات وإيجاد عوامل العيش الكريم للعنصر البشري وتحفيزه على الإبداع والالتزام الذي يؤدي إلى الريادة . و قال الشيخ : يوجد في اليمن موارد بشرية كامنة ويجب تنميتها واستغلالها الاستغلال الأمثل للنهوض بالحركة الاقتصادية في البلاد في مختلف المجالات من خلال عدة وسائل منها الاستمرار في إقامة مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات المتعلقة بتنمية الموارد البشرية في ظل المتغيرات العالمية. استشاري الاستراتيجية والتطوير بمحاكم دبي خليفة المحرزي أكد بدوره الحاجة إلى التعرف على الإمكانيات والقدرات التي يتمتع بها الإنسان في كل وظيفة واحتياجات رفع مستوى استعداداته المهنية والفكرية لتتناسب مع متطلب العمل الوظيفي . و قال: إن المتغيرات الحديثة ساهمت في رفع الاستعدادات والقدرات الكامنة لدى جميع الموظفين . و أكد أن الإدارات بحاجة إلى إعادة تصور منهجي والكثير من البرامج التأهيلية لرفع المستوى الاحترافي لكافة الموارد البشرية لكي يتناسب مع الوضع الحالي مع الوظائف التي تحتاج إلى المزيد من الخبرة والإدارة المهنية . ونوه المحرزي بضرورة تفعيل وإدارة العنصر البشري وفق المنهجية المناسبة من خلال إعادة تفعيل الموارد البشرية والدورات التأهيلية التخصصية وفتح الأطر امام الموظفين وترك المجال للإبداعات ومعرفة القدرات الكامنة واستثمارها وتفعيلها وتطويرها ، ونشر المعرفة الضمنية والمحافظة على الموظفين من خلال تقليل الدوران الوظيفي. اليمن يتمتع بطاقة بشرية وأشار إلى أن اليمن يتمتع بطاقة بشرية سواءً التي في مجال العمل او التي لا تزال كامنة في المجتمع..لكن يحتاج الأمر إلى إيجاد مظلات تتناسب مع إمكانياتهم وتوزيع قدراتهم المهنية والفكرية، وإيجاد الدعم وفتح المعاهد التخصصية المهنية والفنية التي تلبي مخرجاتها سوق العمل المحلي والإقليمي ..ودعا اليمن والدول العربية إلى إيجاد منهجية واستراتيجية لوضع الخطط والبرامج لتنمية الموارد البشرية وغسل وعي العنصر البشري بالتدريب المهني ورفع درجة البرامج العامة والاهتمامات بالدراسات التخصصية وذلك بالتعامل مع القطاع الخاص الشريك الاستراتيجي للحكومات في كافة الدول لتوظيف هذه الموارد في مختلف المجالات. المشكلة سوء الإدارة فيما اعتبر الخبير اليمني رئيس الاتحاد العربي للتنمية البشرية الدكتور عبد العزيز الترب أن التنمية البشرية أساس التنمية والازدهار في أي وطن .. مشيراً إلى أن الأزمة والمشكلة في العالم العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص هي سوء الإدارة .. و قال : إن الإدارة في البلاد العربية مقتولة ، و في اليمن غائبة.. موضحاً أنه لابد من تنمية الموارد البشرية و خلق التنافس بين الكوادر البشرية وتوزيع المهام بين القيادات العليا التي يفترض ان تكون من ذوي الكفاءات والخبرات والانضباط. وشدد على أهمية إيجاد دورات ومنتديات وندوات متخصصة لخلق إدارة عربية قادرة على مواكبة المتغيرات وخلق مدير عربي قادر على المنافسة في ظل هذا العالم المتغير. و قال الترب : إن معظم الدول العربية لديها وزارات التنمية البشرية بدلاً عن الخدمة المدنية..مؤكداً أهمية تنمية وتأهيل العنصر البشري باعتبار الإنسان هو رأس المال الأساس في أي مجتمع .. و أضاف : نطالب بضرورة تدريب وتأهيل الموظفين كل حسب اختصاصه في الإدارة و إعادة النظر في المناهج المدرسية العامة و الجامعية والاتجاه صوب المعاهد الفنية والمهنية و الإدارية التي تصنع مهناً فنية وإدارية قيادية.. مؤكداً أن الإدارة علم وفن ومهنة ، و بدون الإدارة لا يمكن لليمن أن تتطور وتتقدم وتزدهر.. بدوره اعتبر استشاري تنمية وإدارة موارد البشرية بجمهورية مصر العربية الدكتور محمد كمال مصطفى أن المنافسة هي عنصر من عناصر استراتيجيات وسياسات الموارد البشرية لقدرتها على التغيير والتطوير المستمر.. وقال: إن المنافسة تفتح المجال أمام المنشآت لتطوير خدماتها وتقديم جودة وكفاءة عالية في الأداء والإنتاج ولكن من خلال مؤشرات ودلائل القوة التنافسية وأنواع محددات القوة التنافسية، وتغيير ثقافة المنظمة من منطلق « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ». الانتقال إلى فكر الإدارة الحديثة خبير ومؤسس ورئيس الجمعية العربية للإدارة وزير الدولة للتنمية الإدارية السابق بجمهورية مصر العربية الدكتور علي السلمي أكد من جانبه أهمية الدور الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية في ظل المتغيرات العالمية المعاصرة ، والتحول من الفكر الإداري القديم إلى فكر الإدارة الحديثة والانتقال من نمط الإدارة التقليدية إلى منهجية الإدارة الجديدة وفق متطلبات التنمية واحتياجات المنشأة . وقال : إذا أردنا الانتقال والتحول الجذري في مؤسسة او منشأة حكومية او خاصة وتفعيل وتطوير العنصر البشري في أي مجتمع يجب اخذ الاعتبار بالتغيير من خلال وضع منظومة متكاملة من السياسات ونظام معلوماتي متكامل ونظام متطور وحديث لإدارة الموارد البشرية، اضافة إلى أهمية تحليل المناخ والبيئة المحيطة وتكوين الرؤية الاستراتيجية ، وكذا تطوير نظم الأداء وتحديد معايير تخطيط ومتابعة وتقويم للأداء والمحاسبة على أساس النتائج. و دعا السلمي المجتمعات وقيادات المنشأة في اليمن والعالم العربي إلى ايجاد دليل «المدير الذكي» للتحول إلى الإدارة الجديدة، يتضمن المهام الحديثة لفن الإدارة الجديدة و الانتقال بالمنشأة من إدارة تقليدية إلى إدارة جديدة تواكب متطورات العصر.. وقال: إن ذلك يتحقق من خلال المهام ال15 المتمثلة في ( الرغبة في التميز، والفهم المتجدد للمناخ المحيط ومتغيراته، والفهم الشامل لأوضاع المنظمة الذاتية ، وإعداد وتفعيل البناء الاستراتيجي للمنظمة ، وإعادة الهيكلة وتطوير العلاقات التنظيمية ، وتأكيد التوجه بالسوق في عمليات الإدارة ، وبناء وتشغيل نظم إدارة علاقات العملاء، إضافة إلى نظام إعداد وتنمية وتفعيل الموارد البشرية، وإعادة تصميم وتفعيل الحزمة التقنية التقنية، وبناء نظام إعداد وتطوير القيادات، وبناء وتشغيل نظام وتقويم الأداء المؤسسي، وبناء نظام إدارة الجودة الشاملة ، وأخيراً بناء مقومات التطوير والتحسين المستمر ). وأضاف الخبير السلمي : قبل التحول نحو إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية يجب علينا الفهم الصحيح لمفهوم إدارة الموارد البشرية ، وتخطيط الاحتياجات من الموارد البشرية والبحث والاستقطاب والاختبار الاستراتيجي ، و مراجعة البناء الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية و إعادة هيكلة إدارة الموارد البشرية، وإعادة تصميم نظم وتقنيات إدارة الموارد البشرية وبناء نظام إعداد وتنمية و تفعيل الموارد البشرية والقيادات،وبناء مقومات التطوير والتحسين المستمر والجودة الشاملة . تخطيط المسار الوظيفي من جانبه ركز مستشار وخبير موارد البشرية في الأردن الدكتور أنور العجارمة على أهمية الرؤية من منظور حديث لكيفية تخطيط المسار الوظيفي والأداء المؤسسي وتقييم الأداء الفردي لقياس أداء الموظف عبر منهجيات الأداء الوظيفي و آليات التقييم و ربط نتائج توزيع تقييم أداء الموظفين بنتائج الأداء المؤسسي .. فيما استعرض رئيس اتحاد الجامعات العربية نائب رئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور داؤود عبدالملك الحدابي مهام وفوائد إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالموارد البشرية ، و إظهار أهمية كل موظف ومساهمته في الجودة الشاملة والتركيز على أهمية الجودة من خلال فرق العمل وتمكين العاملين لتطوير العمل وتجويده . وقال: لكي نرفع من مستوى الأداء والإنتاج يجب أن ترضي وترفع من مستوى الموظفين من خلال الاهتمام بهم ورعايتهم وتقديم لهم الحوافز والمكآفات والتدريب والتطوير المستمر باعتبار رضا الزبائن والإنتاج مرتبطاً بالإنتاجية العالية وجودة الخدمة . ونوه بأهمية الأخذ بمقترحات الموظفين وعدم السخرية أو التقليل منهم .. مستعرضاً خطط النجاح والريادة التي اكتسبها خلال مشواره الإداري والصعوبات والعراقيل التي وقفت أمامه.