دعا أكاديميون وسياسيون وصحفيون شاركوا في ندوة «الشكل الأنسب لنظام الحكم باليمن» ، إلى مزيد من الحوارات الجادة بين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والباحثين المتخصصين لإثراء التوجهات والمقترحات المطروحة بشأن تطوير النظام السياسي في اليمن. وفي حين رأى معظم المشاركين في الندوة التي نظمها أمس بصنعاء موقع «التغيير نت» بالتعاون مع الوقفية الوطنية للديمقراطية «نيد».. أن النظام الرئاسي هو الأنسب لليمن، كما أكد جميع المشاركين أهمية ترسيخ ثقافة التبادل السلمي للسلطة وضرورة الأخذ في الاعتبار عند تطوير نظام الحكم الحالي ضمان ملاءمته لواقع الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن، ويعزز مسيرة التطورات التنموية والديمقراطية التي شهدتها اليمن في السنوات الماضية . وكان أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الله الفقيه استعرض في ورقة العمل المقدمة للندوة بعنوان «الجمهورية اليمنية والشكل الأنسب للنظام السياسي» الخصائص العلمية والتطبيقية لأشكال نظم الحكم الرئاسية والبرلمانية والبرلماسي(المختلط) والجوانب الإيجابية والسلبية التي ترافق اختيار كل منها لإدارة الحكم في أي دولة. وتناول العوامل الموضوعية التي يجب مراعاتها عند اختيار نظام الحكم الأمثل لأي دولة ما، والتي تشمل شكل الدولة ووضع الديمقراطية والتعدد الاجتماعي في الدولة، بالإضافة الى القوى المتنافسة ومستوى التعليم الذي يحضى به أفراد الشعب، إلى جانب اعتبار الوضع التنموي ومدى الحاجة لحكومة قوية ووضع النساء وغير ذلك من الاعتبارات التي تفرضها المصلحة الوطنية. وأشار الفقيه في ورقته الى أهمية أن يراعي أي نظام حكم في اليمن قضايا التعدد الاجتماعي والنمط التاريخي لنظام الحكم المتوارث والبيئة الخارجية، بالإضافة الى مقتضيات تعزيز الوحدة الوطنية بهدف تعزيز وشائج الروابط الاجتماعية بين أبناء الشعب اليمني بمختلف شرائحه الاجتماعية ومعتقداته السياسية. وأثريت الورقة بالمداخلات والتعقيبات والنقاش المستفيض من قبل المشاركين. وتحدث في الندوة رئيس تحرير موقع " «التغيير نت» الإخباري عرفات مدابش بكلمة أشار فيها إلى أهمية تنظيم مثل هذه الندوات للإسهام في بلورة رؤى ومقترحات تصب في تطوير النظام السياسي بما يحقق الأهداف المنشودة لخدمة التجربة الديمقراطية ومسيرة التنمية الشاملة في اليمن. وأكد أهمية تعزيز الحوارات بين مختلف الأطراف ذات العلاقة وفي مقدمتها الأحزاب السياسية والحرص على إثراء هذا الموضوع بالنقاش الموضوعي والبناء لخدمة حاضر اليمن ومستقبل أبنائه.