نظم مركز الدراسات والبحوث اليمني أمس بصنعاء صباحية ثقافية حول العلاقات الثقافية بين الجمهورية التونسية والجمهورية اليمنية. وفي الصباحية أكد المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح ان العلاقات الثقافية بين اليمنوتونس تضرب بجذورها في القدم حيث تعود إلى ماقبل الإسلام بأزمنة طويلة حسب ماتؤكده الكشوفات الاثرية واللغوية .. لافتاً إلى الميزات المشتركة بين البلدين الشقيقين.. وقال الدكتور المقالح : إن الثقافة تقاوم كل الحواجز ومعاني العزل التي تصنعها السياسة بين الاشقاء و تعمق اللحمة التاريخية للإرتقاء بها إلى مايصبو إليه كل عربي. واعتبر اللغة العربية صاحبة الفضل الأول في توحيد الوجدان والمشاعر .. مدللاً على ذلك بتجربتي الشاعرين الكبيرين الراحلين اليمني محمد محمود الزبيري والتونسي أبو القاسم الشابي. من جانبه أكد السفير التونسيبصنعاء توفيق جابر أن العلاقات اليمنيةالتونسية تاريخية ..مشيراً إلى ما اوردته بعض الدراسات عن الهجرات اليمنية قبل الإسلام كهجرة قبائل بني هلال واستقرارها في تونس و مشاركة أهل اليمن في الفتوحات الإسلامية واندماج المهاجرين اليمنيين في النسيج الاجتماعي للمغرب العربي ومساهمتهم في اثراء الحياة الثقافية . وتطرق إلى ما أوردته كتب التاريخ الإسلامي في ان نسب حسان بن النعمان الغساني مؤسس مدينة توس يعود إلى اليمن ، موضحاً دوره في استمالة البربر السكان الاصليين للمنطقة ضد الروم ودخولهم في الإسلام.. واعتبر مايحمله التاريخ من إضاءات على الوجدان المشترك بين الشعبين التونسيواليمني خير حافز لدعم وتعزيز الحاضر من خلال التناصر والمساندة المتبادلة والتطلع الى الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى المستوى المنشود.. وقال السفير التونسي "تشهد العلاقات التونسية -اليمنية خلال هذه الفترة نقلة نوعية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وأشار إلى أن نخبة من الفنانين التشكيليين التونسيين سيشاركون في مايو المقبل في ملتقى صنعاء الدولى للفنون التشكيلية، ولفت إلى اعتزام بلاده تنظيم أسبوع للسينما التونسيةبصنعاء والتطلع لمشاركة يمنية في معرض تونس الدولي للكتاب نهاية الشهر الجاري وكذا مهرجان قرطاج.. تخلل الصباحية الثقافية عرض فيلم وثائقي بعنوان " صنعاء بعيون تونسية " من إنتاج التلفزيون التونسي ضمن سلسلة مدائن الشرق.. تناول الفيلم مدينة صنعاء وما تزخر به من موروث ثقافي وحضاري عربي وإسلامي ، مسلطاً الضوء على الطابع المعماري الفريد والمتميز للمدينة وكذا التطور الثقافي والاجتماعي الذي شهدته بعد قيام الثورة . حضر الفعالية عدد من السفراء وأعضاء في السلك الدبلوماسي لعدد من الدول العربية وعدد من رجال الفكر والثقافة .