اختتم مجلس الشورى أمس في صنعاء عقد جلسات اجتماعه الثامن من دورة انعقاده السنوية الأولى للعام الحالي 2009 برئاسة رئيس المجلس عبد العزيز عبدالغني. وقد أجرى أعضاء مجلس الشورى نقاشات مستفيضة لتقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مراجعته وتحليله للحساب الختامي للموازنة العامة للدولة للعام المالي 2007، ومراجعته وتحليله للحساب الختامي لموازنات وحدات القطاع الاقتصادي العامة والمختلطة للعام المالي 2007، وعن مراجعته وتحليله للحسابات الختامية للوحدات المستقلة والملحقة الصناديق الخاصة للعام المالي 2007 . وعلى ضوء التقارير التحليلية المقدمة من اللجنة المالية بالمجلس والتي تضمنت قراءة لما جاء في تقارير الجهاز.. عبر أعضاء مجلس الشورى في مناقشاتهم عن تقديرهم للدور الذي يقوم به الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، من كشف لمكامن الخلل. مطالبين بتوفير الاعتمادات الكافية للجهاز، وتوسيع صلاحياته، وتطوير القانون الذي يعمل بموجبه،وبما يمكنه من القيام بدوره بالفعالية المطلوبة. وقد أكدت مناقشات أعضاء المجلس الحاجة إلى القيام بإجراءات رقابية تتسم بالفعالية والشفافية، وإخضاع المشاريع المزمع تنفيذها لمعايير علمية وموضوعية دقيقة، وإجراء عملية تقييم شامل للقوانين والأنظمة لدى معظم الجهات، والعمل كذلك على بناء القدرات وتعزيز الآليات المناسبة الكفيلة بتحسين أداء الجهات، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على تخصيص المبالغ وتوظيفها في الاتجاه الصحيح.. وشددت المناقشات على أهمية معالجة الاختلالات المسجلة في الموازنة فيما يخص اعتماد المشاريع والصرف عليها، وضرورة تحديد الاحتياجات الفعلية عند وضع أو الموافقة على اعتماد الموازنات الإضافية. ودعت المناقشات إلى التطبيق الكامل للتوصيات الصادرة عن مجلس الشورى وتلك التي تصدر عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ذات الصلة بما تضمنته التقارير المعروضة على المجلس.. كما دعت إلى أهمية اعتماد خطط ودراسة جدوى ما يتصل بالقروض والمساعدات وبما يتيح فرص الاستفادة القصوى من تلك القروض والمساعدات في تنفيذ المشاريع التي تحقق أهداف ومقاصد التنمية وتعزز الاقتصاد الوطني. ولفتت المناقشات إلى أهمية قيام مسئولي الصناديق بدورهم في متابعة المبالغ المستحقة من أكثر من جهة، والصرف حسب اللوائح والقوانين الخاصة بتلك الصناديق، وتلافي أوجه القصور عند مراجعة الحساب الختامي للجهات من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. كما لفتت مناقشات أعضاء مجلس الشورى إلى الملاحظات المرتبطة بأداء الصناديق والوحدات الاقتصادية، بالنظر إلى المؤشرات السلبية التي تصدر عن أداء تلك الجهات مما يقتضي تقييم أداء تلك الجهات وتقصي أسباب التعثر الذي تعاني منه. إلى ذلك اعتبر رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الدكتور عبد الله السنفي في كلمة له أمام مجلس الشورى نتائج تنفيذ الموازنات العامة للدولة تفصح عن المستوى الكلي للاختلالات المزمنة،والتي تشكل تحديات تنعكس سلباً على أهداف السياسة المالية وعلى متطلبات الاستدامة للمالية العامة للدولة، وتعيق جهود التنمية وتحول دون تحقيق معدلات النمو المستهدفة. وأشار إلى التحديات التي تتمثل في اتساع الفجوة بين الاستخدامات والموارد، والكفاءة في استخدام الموارد المتاحة..منوهاً بالتفهم الواعي من قبل الحكومة لمجمل الاختلالات، وبالمعالجات المتخذة من قبلها والتي قال " إنها تأتي في شكل حزمة من الإجراءات والتدابير الفاعلة". من جانبه أوضح وكيل وزارة المالية لقطاع الموازنة الدكتور فضل الشعيبي أن تقديرات واعتمادات الموازنات تقوم على خطط مالية تقديرية لسنة قادمة تتبنى أسس ومعايير للتنبؤ والتقدير إلى جانب الاستناد إلى مؤشرات محدودة وبيانات متاحة لسنوات سابقة. مشيراً إلى الخطوات التي قطعتها وزارة المالية على صعيد تطبيق استراتيجية إصلاح إدارة المالية العامة وخصوصاً ما يتعلق منها بتطبيق التبويب الاقتصادي للموازنة العامة المعدل وفق النظم الإحصائية الدولية لمالية الحكومة الجديدة بدءاً من موازنة 2007، كما يتم تطبيق التبويب الوظيفي للنفقات العامة للدولة المعد وفق النظم الإحصائية الدولية. كما تحدث أمام المجلس مدير عام الشئون المالية بوزارة الأشغال العامة والطرق الذي قدم توضيحات بشأن ما تضمنه تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وأشار إليها تقرير اللجنة المالية بالمجلس فيما يخص مبالغ تم صرفها بالمخالفة. وبين أوجه صرف المبالغ المشار إليها والتي يتم توظيفها في المجالات والأدوار التي تنهض بها الوزارة ضمن قطاع البنية التحتية. هذا وقد قرر مجلس الشورى في ختام المناقشات تشكيل لجنة من اللجنة المالية بالمجلس وممثلين عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووزارة المالية لصياغة التوصيات الخاصة بالموضوع. وكان المجلس قد استعرض محضر جلسته السابقة وأقره. حضر الجلسة وكيلا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للقطاعين الإداري والاقتصادي الدكتور منصور البطاني ومحمد درهم زيد، ووكيلا الجهاز المساعدان للقطاعين الاقتصادي والوحدات الإدارية يحيى علي زهرة وأمين محمد قاسم الشراعي ومستشار وزارة المالية ناجي جابر،والوكيل المساعد للحسابات الختامية عبد الرحمن علي عبد المغني، وعدد من المسئولين ومديري العموم في الجهات ذات العلاقة.