يرتبط مفهوم الإبداع بالنجاح والابتكار في العمل ، والطريق نحو الإبداع ليس صعبا ولكنه يرتبط بالعمل الجاد ، والتفكير المتواصل الهادف ، والبعد عن النمطية ( وإذا أردت أن تكون مبدعا فضع أهدافك أمامك دائما ، وارسم الخطط التي توصلك لتلك الأهداف ) ، ومما لا ريب فيه أن المؤسسات التي تصبو إلى قمة البرج سوف تصل وتبلغ ما تريد بشريطة أن تحمل شعاراً (كن مبدعا) والإبداع يقتضي محاولة الفرد القدرة على حمل زمام المبادرة في سائر الأمور بتطوير الواقع إلى الأفضل بهمة عالية ، وأن يرتل دوماً بلسان الحال قائلا : " واجعلني مباركا أينما كنت " وبهذا يكون كالغيث أينما حل نفع . والمبدع حقا من يصنع من الفشل سلما للنجاح ، ومن الخطأ صوابا مع تكرار المحاولة ، والإدارة الناجحة تعلم أن لدى الموظفين أساليب متباينة في العمل ، ويمكن لكل فرد الإنجاز وتحمل المسؤولية ، ومن الواجب المنوط بالمؤسسة أن تجعل شعاراً "كن مبدعا "هو المحرك لجميع من يعمل في ظلها وليس على المدير فحسب ،ومن المؤسف أن هؤلاء المبدعين قلة قليلة ، وعملة نادرة في مجموع الأمة ،والسبب في ذلك " الإرهاب الإداري "ومما يندى له الجبين ، عبارة تتردد بين المسئولين وأصحاب الأعمال أن ( العين الحمراء ) تجبر الموظف على السير في الاتجاه المرغوب فيه ، ومن المسلم به أن الإرهاب في المؤسسة لا يقضي على ملكة الإبداع لدى الموظف فحسب ولكن يفقده روح المبادرة والإرادة ، فما يلبث أن يشعر بأن أي خطأ يرتكبه بقصد أو بدون قصد سيدفع ثمنه غاليا ،وليس بالعنف يفرض المدير التغيير في المؤسسة ، فهناك طرق مختلفة من الإقناع والتحفيز والترغيب ، وهناك أساليب تجعل الموظف يبدع ويتعلم ، وسأذكر من وحي الخيال " قصة التحدي بين الشمس والرياح " حيث أدعى كل منهما أنه الأقوى في إجبار رجل مسافر على التجرد من ثيابه ، حيث استخدمت الرياح القوة وفشلت ، أما الشمس أخذت التدرج المنطقي ؛حتى تجرد الرجل ، واستسلم لمبتغاها ، سار والشمس فوقه تتلظى.. فتحيل الوجود شعلة نار ، عمدت الشمس على التدرج في ارتفاع درجة الحرارة ؛فاقتنع الرجل بضرورة السباحة ، فخلع ملابسه للسباحة . وبالمقابل فشلت الرياح في استخدام القوة دون إقناع.. فيما يلي عدد من الآراء لعدد من الموظفين الإداريين عن الضغط الإداري وغياب التحفيز والتشجيع للإبداع والتميز في الأعمال الإدارية وأسباب تفشي هذا النمط من الارهاب في مجتمعنا . غياب الادارة الديمقراطية عبد السلام درامة موظف في شركة مصافي عدن يقول : أن البعض من الإداريين يهتم بتصيد أخطاء الموظف والمعاقبة عليها دون التشجيع ، وينبغي أن يكون هذا الانتقاد هادفا لا شخصيا ، أي انتقاد الخطأ وليس الفاعل وغالبا ما يعمد المدراء إلى تجميع الأخطاء وسردها في لحظة غضب وكأن الواقع بسط أجنحته عليه وغذاه بالجبروت ، مما لا يساعد الموظف على تطوير ذاته وعمله , ويحجم عن الإبداع بحلول اليأس وهو قاتل الطموح ، وتتحول المؤسسة إلى خلية نحل لا تنتج عسلا بل يسمعك دوماً الطنين . ويضيف: لعلنا من خلال المقارنة بين انضباط الموظفين خلال الدوام الرسمي في ظل إدارة متعاونة لنقل نوعاً ما وبين انضباطهم في ظل إدارة كما تسميها الكاتبة تزهر بما يسمى الإرهاب الإداري نجد أن الانضباط في الثانية أكثر لماذا؟ لذلك أنا هنا لا ألوم الموظف ولا ألوم المدير بل إن الملوم فيما يسمى الإرهاب الإداري هو الموظف والمدير معاً ، والأجمل من ذلك روح التعاون بينهما بلا إفراط ولا تفريط للأسف إلى الآن لم نصل إلى مستوى الإدارة الديمقراطية التي تفي بحقوق الموظف وحقوق المدير على حد سواء الخوف لا يعطي انجازاً من جانبها تحدثت رقية عبد الله محسن زميلة عبد السلام في ذات العمل قائلةً : خطر هذا الإرهاب على المؤسسات الادارية والحكومية خاصة كبير جداً ، وصدقني الضعيف هو من يمتطي صهوة الإرهاب لأن من الداخل مسكون بهاجس الخوف من المدير الأكبر والخوف على المكان، فهو يلجأ للإرهاب الإداري هروبا من خطوات الإصلاح الطويلة فليس أسهل من ( تحميرة العين ) على الموظف وينتهي بنظر المدير كل شيء ، غير آبه أن الانجاز في العمل يقوم على أساس الراحة النفسية وليس التضييق على الآخرين والضغط عليهم. وتضيف: أن الارهاب الاداري في الشركات الخاصة ليس في حال أفضل من الارهاب ذاته في المؤسسات الحكومية ، بل أحياناً قد يكون الأفظع ، لأن الأول قائم على أساس الذاتية وتحقيق أرباح شخصية خاصة إن كان المدير هو نفسه صاحب العمل ومالك الشركة ، وفي كلا الجهتين الأمر سيان ، فعدم مراعاة نفسيات الموظفين وعدم تشجيعهم وتحفيزهم يؤدي إلى عدم التفوق والانجاز في الأعمال . التعليم السبب عبد الرؤوف هزاع مدير مركز معارف للتدريب والدراسات الانسانية ، ومتخصص علم النفس تحدث عن الأسباب التي تؤدي بالموظف أو الاداري للرضوخ لضغوطات مرؤوسيه الأمر الذي يمنع عنه الابداع ، وبل وأحياناً لا يساعده على العمل بشكل طبيعي فقال : أن التعليم لدينا أيضا يقتل الإبداع..لماذا يلزم الطالب بأن يجلس 45 دقيقة ولا يهمس ويستمع..حتى البالغين والأشخاص الراشدين لن يستطيعوا الإنصات جيدا كل هذه الفترة هناك أساليب كثيرة لتنشيط الانتباه والإبداع لدى الطلاب غير متوفرة في مدارسنا منها التعليم التعاوني ومنها التعليم بالترفيه ومنها استخدام رسم الخريطة الذهنية.. ومنها أن يلقي الطالب شيئا من المقرر وغيرها من الأساليب مما يتسبب في تفاقم إلغاء الشخصية الانسانية ويؤدي إلى إظهار الضعف في المواجهة ، طبعا لا أنكر جهود المسؤولين بل أشكرهم وأعلم أنهم يبذلون الكثير .. لكن حتى نكون في مصاف الدول المتقدمة لا بد أن نولي التعليم عناية كبيرة لكن هذا للأسف ما نعانيه في اداراتنا.....بعض المدراء هدفهم ارهاب الموظف و تحطيمه و تكسير مجاديفه....و عدم تقبل آرائه و كبت طموحه و نشاطه....حقاً اننا نفتقر الى الديموقراطية في اداراتنا عامة ويضيف الأستاذ عبد الرؤوف : ولعل التسلط الإداري أحد أوجه هذا الدهليز الخانق لكل إبداع ، فمثلا في مدارس التعليم العام الاحظ عدم تعاون الكثير من المدراء وعدم توفير البيئة المناسبة لتدريب الطلاب على الثقة بالنفس والايمان بما يقومون به ، هذا عدا عن طريقة التعامل المقيتة والعنجهية بالصراخ والاستهزاء والضرب، تلك الأساليب التي تتخذها بعض المديرات سبيلا للسيطرة على الطلاب وما علموا أنها دليل قاطع على فشل المدير إدارياً ، مما ينعكس على فشل الطالب إدارياً في المستقبل. نصيحة الإدارة هي بحر واسع وأنصح كل شخص يود أن يطور نفسه ومؤسسته من الناحية الإدارية والقيادية أن يشتري بعضاً من الكتب الإدارية البسيطة ويقوم بتطبيق ما فيها إذا اقتنع بما فيها!! واقرؤوا كتاب البحث عن الامتياز لتوم بيترز، وكتاب الثورة على الفوضى لنفس الكاتب، ولتعلم المبادئ الأساسية للإدارة فقرؤوا كتاب ممارسة الإدارة لبيتر دراكرحتى نكون على معرفة بفنون الإدارة والقيادة الصحيحة .