طالب المشاركون في الندوة الخاصة بأدب الأطفال في اليمن التي نظمها المركز الثقافي العربي السوري بصنعاء وزارة الثقافة بتحمل المسئولية الكاملة تجاه أدب الاطفال كون هذا الأدب بحد ذاته يعد من الآداب الهامة والضرورية لتشكيل حياة الإنسان منذ نعومة أظافره وتغذية عقله بثقافة قائمة على المودة والمحبة وحب الوطن والايمان بالمستقبل ودعا المشاركون الدولة بإدراج أدب الاطفال ضمن المناهج الدراسية لطلاب التعليم الأساسي والثانوية العامة والجامعات.. وأوصى المشاركون في الندوة الحكومة باستحداث ضريبة الطفولة على جميع موظفي الدولة والقطاعين العام والخاص إلى جانب تأسيس الدفتر الفلسفي للقراءة الخلدونية للإطفال واعتماد مادة الموسيقى كمادة هامة في حياة الاطفال وتعليمهم.. وأجمع المشاركون على انه لايمكن الحديث عن قضايا الطفل بدون قضايا المجتمع وأستغربوا لتحول أدب الاطفال إلى أدب سياسي في المجتمعات العربية فاقت كل بلدان العالم رغم ان الطفل بعيداً كل البعد عن هذه الجوانب ولاتدخل في تركيبته العقلية منذ نشأته. وفي الندوة التي ترأستها نور باعباد وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل قدمت ورقة عمل حول أدب الاطفال في اليمن للاستاذة نجيبة حداد وكيلة وزارة الثقافة حيث تناولت فيها واقع أدب الاطفال في اليمن ورواده منذ ماقبل الثورتين 26سبتمبر و14 اكتوبر والمكتبات التي اهتمت بهذا النوع من الأدب وأشارت في ورقتها بأن الحديث عن الطفولة يعد حديثاً عن المستقبل المشرق باعتبار الطفل الصانع الحقيقي لشعبه وأمته وان الفنان والكاتب يشكلان حلقة وصل وعملية مشتركة في صياغة حكاية أدب الاطفال وقالت نحن من الممكن ان نأخذ رزمة قات ب«3000ريال أو 5000 ريال» ولكن لايمكننا أخذ بضع مجلات أو مطبوعات تفيد أطفالنا وأضافت «إننا نخجل اليوم من عمل حاجة صغيرة وبالتالي فإننا لسنا قادرين على أن نسوي حاجة للمستقبل». وتساءلت نجيبة حداد لماذا تغفل وزارة الثقافة عن قضايا الطفولة والمرأة وتزيحها من موازناتها العامة رغم ان قضايا الطفولة والمرأة تعد من القضايا الهامة في حياة المجتمع وبالذات المجتمع اليمني الذي مازالت تحكمه العادات والتقاليد القبلية وقالت في الحقيقة ان قضايا المرأة والطفولة في بلادنا مازالت مهملة جداً وان الجهات المعنية في الدولة لاتعطيها أي اهتمام والذي يعود لقصور معرفتهم بأهمية وضرورة الاهتمام بهذه القضايا.. هذا وقد أثريت الندوة بمداخلات حيث أوضح الاستاذ أحمد يحيى الكبسي بأنه إذا لم يحظ الطفل بثقافة قائمة على المودة والمحبة والولاء وحب الوطن والاخلاق الحسنة فماهو المنتظر منه وماذا سيكون مستقبل البلاد إذا كان على هذه الشاكلة. وقال ان الوطن اليمني اليوم يمر بمراحل صعبة وعويصة تستدعي منا جميعاً مسئولين ومفكرين ومثقفين واكاديميين الوقوف عندها وإعادة النظر فيها وأضاف ان أدب الاطفال علم بحد ذاته ومجال واسع وبالتالي يجب علينا الاهتمام بهذا الأدب وان نحيط الطفل بثقافة وطنية تحمل روح الوحدة والمحبة والولاء والانتماء لهذا الوطن الأكبر ومستقبله المنشود. فيما تناولت المداخلة الثانية لمنير طلال حول تجربته في أدب الطفل والتي أشار فيها إلى أن هناك من لايدرك بأهمية وجود أدب الطفل ووجود مطبوعات ومجلات خاصة بهذه الثقافة الهامة جداً.. وتساءل لماذا تحاول بعض الاطراف السياسية في البلاد تأويل أدب الاطفال بشكل سياسي والذي هو بعيد كل البعد عن السياسة وأمراضها وأبدى استغرابه من هذه التأويلات.. من جانبه دعا د. بدر سعيد الاغبري من كلية التربية جامعة صنعاء إلى تضمين ماطرحه المشاركون في الندوة وعلى وجه الخصوص ورقة وكيلة وزارة الثقافة ضمن المناهج التربوية والجامعية لاهميته وذلك باعتبار أدب الاطفال أدباً تنموياً وتحتاجه الأسرة والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية.. هذا وقد أشاد المشاركون بالجهود التي تبذلها مؤسسة الجمهورية للصحافة ممثلة بمجلة المثقف الصغير في إثراء أدب الطفل وتشكيل عقلية وذاكرة الاطفال. حضر الفعالية من المركز الثقافي السوري بسام ديوب وعدد من المثقفين والمفكرين