أغلب الدراسات السيكولوجية خلصت إلى أن الألعاب الالكترونية تضيع الوقت وتقلق النفس فيما تنظر العديد من الدراسات إلى أن المستهدفين من وراء تلك الألعاب هم الأطفال على اعتبار أن الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى تلك الألعاب بينما تظهر دراسات أخرى أن هناك شرائح عمرية أخرى تشارك الطفل هذا الإقبال على تلك المادة الإعلامية. وقد تكون تلك الألعاب مثلها مثل أي مادة إعلامية لها توجهات وأفكار - معينة إذ تظهر تلك الألعاب وجهات نظر مختلفة وتتمثل النظرة التعليمية للألعاب الالكترونية عبر توافر العديد من الايجابيات أهمها زيادة قوة الملاحظة لدى المستخدم وتنمية المهارات وإيجاد تنسيق جيد بين اليد والعين والتفكير الجيد وتشجيع المستخدم على اتخاذ القرارات علاوة على تحفيز التفكير المنطقي لدى الفرد ولكن هناك مايعكر صفو تلك الايجابيات لتصبح سلبيات..!! يقول أبو محمد: الألعاب الالكترونية مجرد لعبة وفي زماننا أصبحت التكنولوجيا لها دور كبير في حياتنا لماذا لانحب التطور بل نريد الرجوع إلى الوراء.. وإيش فيها لو لعبوا المهم أنهم يتركونا من إذوة العطلة والمشاكل مع الجيران. فعلاً قد تكون تلك الألعاب ملاذاً للأطفال في العطلة لأن حمدي عبدالرحمن طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة يقول: إيش قد الألعاب الالكترونية بتكون محرمة كمان على كذا كله ممنوع وحرام افتحوا لنا مستشفى ندخل نجنن فيه وخلاص. الطفولة المنتهكة مرام سيف..: يابخت هذا الجيل لديه كل شيء على زماننا لم يكن لدينا سوى التراب وعلب الفضلات نلعب بها وعلشان كذا كل جيل له طقوسه في اللعب وإذا شفنا أنفسنا كنا نموت ونهلك كي نشتري لعبة واليوم نلاقي ألعاباً بالآلاف وليس فيها سوى الجنان بحد ذاته. وتقول منى منصور طالبة جامعية : اتركوا الأطفال في حالهم يعني خلاص ماعاد باقي لكم في الصحافة شيء تهدرون عليه توجهتم للأطفال.. كفاية إحنا عشنا طفولة منتهكة الإرادة والميول عشنا بدون ألعاب وقائمة من الممنوعات والمحرمات وبصراحة إذا بيدي لأفتح نادي ألعاب مجاني للأطفال يلعبون كيفسما يحبون لكن إيش نقول العين بصيرة واليد قصيرة. وبالفعل المرأة كما تصنفها الدراسات أنها تحكم على الأمور من قلبها فقط وليس عقلها وربما يدل ذلك على حكمة الإسلام من منعها في حكم الأمة.. ولكن ماذا إن كانت هي الحاكم الناهي في بيت زوجة مغترب!! وهي إنسانة متعلمة. أم ساجد.. ربة منزل في العطلة الصيفية وأستاذة في الدوام المدرسي تقول: «وايش فيها إذا لعبوا الألعاب الالكترونية المهم أننا نحسسهم بمدى الثقة والتفاهم ونحاورهم لأن هذا الجيل صعب أنك تتفاهم معه بالقوة ولكن بالحوار وبالنسبة لي مايمر يوم ما أحس بجبل من خوفي عليهم وذلك لأن الصاحب ساحب وكم كنت أخاف من هذه الألعاب واستسلمت بالنهاية لرغبة أولادي ومافي لعبة يأخذونها بدون ما أعرف إيش فيها والمهم عيوني عليهم كصديقة وليس كأم. أن تكون في الحياة فرداً ناجحاً فإن تلك فائدة فردية وعندما تكون هناك أم مربية ناجحة فإنها ستهدي المجتمع أفراداً أسوياء ولكن ماذا إن كان هناك أم ليست سوى وعاء تتكل على الشارع في تربية الأبناء...؟! حسام عبدالله.. طالب جامعي يرى أن الألعاب الالكترونية ليست سلبية إلى درجة الخوف والاحتياط منها وإنما هي تسلية كأي لعبة أخرى المهم فقط من يستخدمها. فهناك زوجة أخي الكبير الذي هو مغترب في السعودية لديه ابن واحد ومدلع لآخر درجة من فلوس ورفاهية وللأسف عندما نصحتهم أكثر من مرة أن الألعاب الالكترونية فيها من السفاهة وعدم الأخلاق لم يصدقوني بل وصفوني بالمعقد وعندما أتى أخي دخل بالصدفة على ابنه ووجده يلعب بألعاب تكاد تكون فيها نساء عاريات ومنذ تلك اللحظة وهم لم يدعوا الولد فالتحق بالشارع وأولاد السوء والمصيبة أن والدته تقول أنا السبب!!». تدمير القيم قد تكون المشكلة الكبرى في التعامل مع تلك الألعاب مشكلة ثقافية إذ تكمن خطورة بعض تلك الألعاب في تدمير وتشويه نظرة النشء للذات الإلهية وهدم الإيمان في النفوس وضرب العقيدة في الصميم واستيراد المبادئ الفكرية ومن أمثلتها كما وصفها محمد عبدالله.. صاحب إحدى محلات الالعاب الالكترونية.. لعبة أسود وأبيض يؤدي اللاعب دوره في تلك اللعبة بوصفه إله «والعياذ بالله» بينما يتمثل الهدف الرئيسي من تلك اللعبة في تنافس الآلهة على إيمان الشعوب واستقطاب الأفراد للإيمان بهم علماً أن صاحب فكرة هذه اللعبة هو شخص يهودي. لعبة الجنة والنار يؤدي اللاعب في تلك اللعبة دوره بوصفه إله «والعياذ بالله» بينما تتمحور الفكرة للعبة حول دور اللاعب في تعذيب أهل النار وتنعيم أهل الجنة. لعبة وتعتمد فكرة اللعبة على أن يبذل اللاعب أقصى مجهوداته ليتحول إلى أكبر مجرم في العالمم عبر اقتراف الجرائم كالقتل والاغتصاب والسلب والنهب.. ولعل تلك اللعبة تؤدي دورها في تخفيز النشء على العنف وتكريس اتجاهات إيجابية إزاء السلوكيات الإجرامية. ويضيف منير.. صاحب إحدى المحلات «الانترنت»: «هذه الألعاب تمس أفكار الطفل المسلم وتسيء إليه بشكل مباشر أو غير مباشر وإذا كان الضمير موجوداً عند بعض محلات الانترنت وبيع الألعاب الالكترونية فهو غير موجود عند البعض الآخر مثلما توجد الأفلام الإباحية التي أصبح الناس يتداولونها كأفلام عادية رغم وجود الرقابة المشددة في هذا الأمر لكننا نجدها منشورة بشكل واضح وصريح لأن الإنسان دائماً يجد كل ماهو ممنوع مرغوب فلا يجب أن نمنع تلك الألعاب أو نحرمهم منها لأن الضرر سيكون ضررين لذلك لابد أن نناقش أطفالنا ونبين ماهو صالح للاستخدام لأن جيل التكنولوجيا جيل الحوار والتفاهم لا جيل الرفض والمنع والتأنيب. أبو ياسر.. مدرس تربوي: إذا قلنا إن الألعاب الالكترونية شيطانية فإننا نرى أن شيطان الإنس أخطر من شيطان الجن لأن الأولاد إذا خرجوا بالعطلة إلى الشارع فسيتعرفون على أولاد قمة في الشيطنة والأساليب البذيئة وعن نفسي مقتنع تماماً أنها أخرج لنا ولهم رغم أنه يهلكنا فلوساً ووالله إني أخذت الجهاز ب 30000 ألف ريال ومايمر يومان إلا وآخذCDجديداً ب «300» أو «150» يعني (إفلاس طبيعي) لكن يهون ولايخرج الشارع يكسر زجاجاً وسيارات وكل يوم مشكلة مع أبناء الحارة. الكثير من التجار كان لهم تجارب مع الطفولة والحس التجاري وأحمد محمد طفل في الثالثة عشرة من عمره كان في جيبه الكثير من المال وبالصدفة دخل أحد المحلات ليشتري تلفازاً وبلاي ستيشن ولماذا كل هذا التبذير مع أن ملابسه رثة.. أجاب: رزق رزق فيه رزق كثير لوفي شطارة أصلاً كان معي سيكل كنت أؤجره وما أستفيد شيئاً لكن أنا اليوم أخذت هذا كله ب 50000 ريال لأننا سأفتح بجانب الباب كي يجلسوا يلعبون والساعة 100ريال على حسب اللعبة ممكن تكون لعبة سارق السيارات ب 200 ريال بالساعة ولو خليته يشتغل ثلاث أربع ساعات أو عشر ساعات بأكسب باليوم 2000 ريال وب25 يوماً بأكون طلعت قيمة التلفزيون والبلاي ستيشن وبأكون أجدد باللعب وأزيد الفلوس لأن اللعبة الجديدة اللي عاده نزلت بالسوق قيمته غير.. أفكار شيطانية تحمل في طياتها ذكاء لامحدود وفطنة تجذب الحواس للتكهن بأن صاحب العقلية هذه قد يصبح مع الأيام من أصحاب المال والأعمال. ومن يحسبها صح كما يقال ينتجها صح؟!! التعامل مع الألعاب المهندس ياسر بهجت عضو مجلس إدارة كأس العالم للرياضيات الالكترونية والمشرف العام على تصفيات كأس العالم للرياضات الالكترونية في الشرق الأوسط ،يطلق نداءات ويقدم للآباء والأمهات أساليب التعامل مع الألعاب على النحو التالي: كن على وعي بما تختزنه تلك الألعاب ولاتعتقد أنها مجرد لعبة فبعض الألعاب تحمل مبادئ كفرية تدمر العقيدة في نفوس النشء ولقطات إباحية تسهم في إشاعة الرذيلة والفاحشة. قبل أن تشتري لابنك أي لعبة لابد أن تقرأ عن اللعبة وتسأل عنها وتتعرف إلى مضمونها. بعد أن تشتري اللعبة العبها وجربها وتفاعل معها لترى مدى تأثير اللعبة على ابنك. راقب تفاعل ابنك مع اللعبة بين وقت وآخر على أن تكون مراقبة متزنة لايشعر الابن بوطأتها على نفسه ويمكن إجمال النصيحة الموجهة للآباء والمربين تجاه الألعاب الالكترونية في أربع كلمات «ابحث تعلم جرب تابع» كما يطرح العديد من الحلول لمعالجة مشكلة التأثيرات المدمرة للعقيدة على النشء على الصعيد الاجتماعي على النحو التالي: البدء بانتاج وتطوير ألعاب كمبيوتر إلكترونية إسلامية بصورة يتم من خلالها طرح حضارتنا وثقافتنا كعرب ومسلمين وصناعة تأثيرات ايجابية لدى الأمم الأخرى. ضرورة ابتعاث الطلاب المسلمين لدراسة تخصصات دراسية جامعية في الألعاب الالكترونية واكتساب خبرات دراسية وعملية تؤهلهم لاقتحام هذا المجال وصبغه بهوية إسلامية عربية مع الأخذ في الاعتبار أنها لعبة وليست محاضرة وعلى الراغبين في التخصص في إنتاج وصناعة الألعاب الالكترونية الالتحاق بالأقسام المتخصصة في الجامعات العالمية من أجل إمكانية خوض غمار انتاج الألعاب الالكترونية بصورة تتسق مع الهوية الثقافية والحضارية للمجتمع وممارسة تأثيرات ايجابية لدى الشعوب المختلفة. خذوها بجمل كنا نسمع أغنية «لاتلعب بالنار تحرق صبيعك» فعلاً لاتلعبوا بعقول أطفالكم سواء بالاستهتار أو ترك الحبل على الغارب لأن مانقش في الصغر فسيظل كما ينقش في الحجر والاطفال بحاجة إلى حوار ومشاركة أفكار والمجتمع الغربي بحاجة إلى جيل مشتت الفكر ومجزأ العقيدة حتى يسهل عليه احتلاله. فانتبهوا إلى الألعاب الالكترونية التي بالفعل قد تتحول إلى شيطان مفترس؟!