مدينة تعز تعد من أكبر المدن اليمنية يقطنها حوالي قرابة مليون ونصف نسمة تقريباً وتتنوع طبيعة المدينة مابين التضاريس الوديانية والهضبية والجبلية.. أزمة المياه ولعل أهم مايعاني منه أبناء مدينة تعز وفي المقام الأول هي شحة مياه الشرب بل وانعدامها في بعض الأحيان وذلك بعد جفاف آبار المياه التي كانت تغذي المدينة في حارات المظفر والمغارة وعصيفرة والتي كانت تأتي من جبل صبر الذي تتكئ على جنباته الحالمة تعز .. وبدأت أزمة المياه ومعاناة القاطنين في المدينة تحديداً منذ العام 1990م عقب الانفجار السكاني الكبير وزيادة عدد السكان وبدأت الأزمة تتفاقم شيئاً فشيئاً وبدأت وصولاً إلى العام الجاري 2009م ورغم أن المجلس المحلي بذل جهوداً في حفر الآبار الاسعافية إلا أن هذا الأمر لم يحل المشكلة،ولم يحد من الأزمة التي يشكو منها الجميع في المدينة.. ومع حلول شهر رمضان المبارك هذا العام تتزايد حاجة الناس إلى مياه الشرب في ظل تلاشي كثير من الآبار الاسعافية وارتفاع لاسعار السيارات المحملة بالمياه «الوايتات» التي وصل سعر الواحدة منها إلى 1700 ريال كحد أدنى واستغل هذه المسألة أصحاب تلك الوايتات الذين يجلبون المياه من الآبار في وادي الضباب ومنطقة الحوجلة والتي حفرت أصلاً لمياه الشرب الاسعافية كي تمد للمواطنين من أبناء المدينة مجاناً. وما زاد من العبء على كاهل المواطنين خصوصاً من ذوي الدخل المحدود من أبناء الحالمة في شهر رمضان المبارك هذا العام هو انقطاع المياه التي تضخ من مواسير المؤسسة المحلية بتعز والتي وصلت انقطاعاتها هذا العام إلى أكثر من شهر ونصف الأمر الذي يزيد من الأزمة على المواطنين ويضاعف المشاكل لديهم في الحصول على «شربة ماء». انقطاعات الكهرباء وفي جانب آخر يعاني سكان مدينة تعز انطفاءات كهربائية عديدة في شهر رمضان وتزايدت هذه الانطفاءات من الساعتين لتصل في رمضان إلى حدود الأربع وأحياناً الست والثمان ساعات يومياً «ليلاً ونهاراً» وربما أكثر من تلك المدة ولا مبالغة إن قلنا أن معظم أصحاب المحال التجارية والمنازل في المدينة قد لجأوا إلى شراء مولدات كهربائية صغيرة ومتعددة الأحجام «مواطير» لمواجهة أزمة الانطفاءات والانقطاعات الكهربائية التي أرَّقت بال الجميع ليس هذا فحسب بل إن الأمر وصل لدى البعض إلى أن أتلفت عدد من أجهزتهم الكهربائية جرَّاء العبث في فصل وإعادة التيار الكهربائي لمرات عديدة خلال فترة زمنية قصيرة وفي يوم واحد. بل إن بعض حارات وأحياء المدينة صارت الكهرباء لديهم هماً كبيراً إذ إن التيار الكهربائي لايتواجد في منازلهم سوى بضع ساعات. وللغاز قصته وإلى جانب مشكلتي الماء والكهرباء في أحياء وحارات الحالمة تعز في شهر رمضان تتفاقم أزمة مادة الغاز بحكم أنه لاتوجد بيت إلا وتعتمد على هذه المادة الغاز وفي كل عام تحدث أزمة في الحصول على اسطوانة الغاز قبيل شهر رمضان أو الأعياد الدينية لكن هذا العام وتحديداً في هذا الشهر الكريم في هذه المرة تعذر على المواطنين في الحالمة الحصول على اسطوانة الغاز بسهولة ويسر هذا ناهيك عن احتكار البعض لاسطوانات الغاز في بعض محلات الغاز وبيعها للمواطنين في الحارات والشوارع بأسعار مرتفعة تصل إلى «1500» ريال وربما أكثر من ذلك. وبالتأكيد فإن مشاكل مثل تلك تعمل على زيادة الهموم وتضاعف المآسي على المواطنين من أبناء الحالمة تعز. وتضيف إلى هم الأسرة ورب الأسرة هموماً هو في غنى عنها. ازدحام وإغلاق شوارع وفي اتجاه آخر يستغرب المرء أنه ورغم الغلاء في الأسعار إلا أنه يشاهد اكتظاظ الأسواق التجارية بالباعة والمشترين من الناس مايصعب حركة المرور تدريجياً منذ اليوم الأول والليلة الأولى من ليالي شهر رمضان وحتى آخر ليلة من الشهر الفضيل ليلة عبدالفطر المبارك ومايزيد من صعوبة الحركة، وحدوث الازدحامات المرورية وجود الباعة المتجولين في الشوارع الرئيسة والسماح لهم بافتراش الأرصفة مايترتب عليه نتائج الزحامات المرورية حتى أن هناك شوارع بأكملها تغلق خلال شهر رمضان مثل شارعي 26 سبتمبر والتحرير «الأعلى والاسفل» وتمنع السيارات من دخولها وتترك فقط للباعة من أصحاب المحلات التجارية والباعة المتجولين «أصحاب العربيات والبطات». وكلما اقترب موعد عيد الفطر المبارك يصبح الأمر أشبه بفوضى عارمة داخل مدينة يفرض بها أن تكون منظمة وجميلة ونظيفة في رمضان وغير رمضان.