شكت منظمات الإغاثة الدولية بصعدة من صعوبات تواجهها في مساعدة أبناء صعدة جراء مواصلة المتمردين الحوثيين اعتداءاتهم على موظفيها، وقوافلها، مؤكدة قيامهم باختطاف (15) من موظفيها، لتميط النقاب بذلك عن ممارسات لا إنسانية بشعة يمارسها الحوثيون بحق من يدعون أنهم يخوضون الحرب لأجلهم. وكالة الأنباء الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أكدت في تقرير لها أمس أن منظمات الإغاثة تواجه صعوبة متزايدة لمساعدة المدنيين في محافظة صعدة في أعقاب تجدد المواجهات بين الجيش والمتمردين الحوثيين. وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، جيان كارلو سري، :إن "صعدة تشهد مواجهات مسلحة نشطة، وتعاني وضعاً أمنياً متقلباً للغاية.. ونظراً لذلك، يجد البرنامج نفسه مضطراً لأن يوازن بشكل حذر للغاية بين أمن موظفيه من جهة ومهمته المتمثلة في مساعدة المتضررين من جهة أخرى". ووفقاً لمنظمات الأممالمتحدة، فقد تسببت المواجهات في نزوح حوالي 150,000 شخص داخل محافظات صعدة والجوف وحجة وعمران. ووفقاً لعباس زبارة، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني، فإن الجمعية واللجنة الدولية للصليب الأحمر هما المنظمتان الوحيدتان اللتان تشرفان حالياً على مخيمات النازحين في صعدة. كما أن هناك بعض المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في المنطقة، ولكنها تجد صعوبة قصوى في أداء عملها بسبب انعدام الأمن على الطرقات داخل وخارج صعدة. وقد اشتكت منظمة أطباء بلا حدود في بيان صدر عنها حديثاً من أن "صعوبات السفر على الطرقات الرئيسة تعيق الوصول إلى المتضررين، خصوصاً الجرحى منهم، وكذا إلى المرافق الصحية". من جهته، أفاد روكو نوري، مسئول العلاقات الخارجية بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين باليمن، أن النازحين في محافظة حجة يحصلون على المساعدات في حين أن الدعم المخصص لنازحي صعدة "أوقف بسبب انعدام الأمن". وكانت منظمات الأممالمتحدة سحبت كل موظفيها الدوليين ومعظم موظفيها المحليين من صعدة (بعد العثور على جثت ثلاثة موظفين مختطفين في صعدة في يونيو)، وقلصت جهودها في محاولة توزيع المواد الأساسية على النازحين في المناطق الآمنة خارج محافظة صعدة. وقد سجلت بعثة مشتركة للأمم المتحدة وجود حوالي 13,000 نازح جديد في محافظة حجة منذ 15 أغسطس وبدأت في الاستجابة لاحتياجاتهم الأساسية. وتخطط الأممالمتحدة لإرسال بعثات مماثلة إلى محافظات أخرى في المستقبل القريب. وعلق نوري على ذلك بقوله: إن "الشراكة هي دائماً الحل الأمثل لتنسيق التدخل الإنساني الفعال وتفادي القيام بنفس النشاط مرتين". وأضاف في تصريح نقله موقع «سبتمبرنت»: إنه في "حالة الطوارئ المعقدة، مثلما هو الشأن في شمال اليمن، حيث هناك نزوح كبير وفقدان للأرواح وصعوبة في الوصول إلى المتضررين، تصبح الاستجابة الإنسانية المنسقة بين منظمات الأممالمتحدة، والتي تتجاوز حدود مهمة أو قدرة كل منها على حدة ضرورية لتغطية احتياجات المتضررين". أوضح الناطق باسم منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في اليمن، نسيم الرحمن، أن التحدي الخاص الذي تفرضه الأزمة في صعدة يتمثل في كون النازحين غير مركزين في مخيمات، بل هم مشتتون لدى عائلاتهم في المحافظات المجاورة. وهذا يجعل من الصعب تحديد النازح الذي يحتاج للمساعدة. وأضاف إنهم "جميعاً متنقلون ولكنهم يحتاجون للمساعدة.