ثلاثون عملاً فنياً من أجمل أغنيات الفنان الكبير محمد سعد عبدالله كتب عنها كاتب وقال إنها تم التنازل عنها لفنان العرب محمد عبده من الفنان محمد سعد «أبو مشتاق» عام 1989م مؤكداً أنه قد تسلم كافة حقوقه كفنان من فنان العرب، وأن كاتب المقال قد أكد أنه أورد ذلك في حديث مع بن سعد شامل وكامل.. إلخ. والموضوع في غموضه هذا قد مر عليه عشرون عاماً، ولاندري ماسر إثارته اليوم وهل هذه مقدمة لسلب حقوق فنان عرفناه وأحببناه في حين لم نسمع منه في حياته، أو من أحد أفراد أسرته الطيبين مثل هذا الحديث «الفرية» وهو مايؤكد صحة الكذب والافتراء الذي ينسج حول العظماء بعد مماتهم في خطوات سافرة لسلب ونهب كبيرين، ويذكرنا ذلك، بذلك الذي قال أن الفنانين في عدن قد تبرعوا ببقعة أرض للفنان الراحل، ولكنها طلعت كذبة بالطبع! الإشارة وردت في صفحة «فنون» الثورة في 27 يوليو 2009م وبقلم مجهول وهذا يزيد الموضوع غموضاً، إذ كيف لخبر كهذا أن يمر مرور الكرام، بعد أن سكت الناس وغاب الفنانون واتحادهم، ولم يعد حتى لأولي القربى أن يقفوا أمام هكذا أخطبوط يستولي على كل شيء، في حين نحن في غفلة قاتلة حتى أننا تناسينا أنفسنا وتاريخنا وفننا وفنانينا الكبار، وصارت أمور الفن «ملطشة» لمن لديه المال وشراء الذمم، والكتاب لاسامحهم الله هم هكذا لايتقصون الحقائق، لأنهم يضرون المجتمع أيما ضرر! إن أي مجتمع لايحترم فنانيه لن يكون له أية حجج لمحاججة الآخرين، إلا إذا كانت الحجج في وقتها وليس بعد مرور زمان طويل تفقد فيه الحقوق، أو ينساها أولئك المعنيين بهذه الأمور.. وهلم جرا. وعموماً محمد سعد عبدالله، لم يكن من أولئك الذين يبيعون حقوقهم بشكل سري وصامت ولن يكون كذلك لأنه لم يعرف عنه طوال حياته هكذا مواقف أبداً. وهو ليس من أولئك الذين يستجدون من الآخرين، وحتى أغانيه كان يؤلف كلماتها ويلحنها ويغنيها بروح غنية ورفيعة، ونعلم أنه توفاه الله عفيفاً نظيفاً وتركته الدولة على حاله، لكنه ظل كبيراً وشامخاً مثله مثل مسرور مبروك والقرشي عبدالرحيم سلام والزيدي وطه فارع وآخرهم الشاعر الكبير محمد نعمان الشرجبي وغيرهم كثيرون ماتوا ورؤوسهم شامخة إلى العلى. لهذا تكون حكاية البيع هذه باطلة من أساسها، وندعو من لهم صلة بذلك أن يتحروا الموضوع وأن يدافعوا عن حق فنان اسمه مرتبط بعدن ولحج واليمن كلها وعلى السلطة المحلية بما لديها من نفوذ وجاه وصلة بأباطرة الفنون والأدب أن تولي الموضوع جل اهتمامها. ولأبي مشتاق في تربته نقول: أنت مازلت في قلوبنا وعقولنا، تكبر وتشمخ، ولن ينال منك الجبناء، وثق أن الحق سيظهر وسننتصر له إكراماً لك ولعطائك وروحك السمحة العذبة الفياضة حباً وصوتاً ولحناً وطرباً فلك تحيات أهل عدن خاصة لأنهم وضعوك في حدقات العيون ولك الخلود أبد الدهر. بقي أن نشير إلى بعض هذه الأغنيات وهي «أنا احترت/ ياناس/ اشتي أشوفك/ أنا أقدر انساك/ اهجره وانساه/ كلمة عتاب/ لهيب الشوق/ مابابديل/ نساك البال/ أيش همني/ أمير الغيد/ الشك والغيرة/ غزال البيد».. وغيرها. والله إنها لمأساة لومر الموضوع مرور الكرام.