هو أحد الكتب الحديثة في مجال التنمية البشرية للكاتب المصري كريم الشاذلي.. كتاب أكثر من رائع سيجعل كل واحد منا يفكر ويحاول أن يغير حياته نحو الأفضل، التقاطاً لبعض معاني الحياة، وتسجيلاً لمواقف وصور ذات أهمية فيها.. حكمة.. سمعت.. قرأت..شوهدت.. قررنا اصطيادها خشية أن تطير، ونقدمها قرباناً لك! يقول الدكتور عبدالكريم بكار حفظه الله لا أرى أن هناك فرقاً كبيراً بين شخص متعلم لكنه لا يقرأ ، وشخص جاهل . وتالله لقد أصاب كبد الحقيقة بمقالته هذه ، فمع التطور الذي نحياه ، والسرعة التي تحرك كل شيء حولنا ، وظهور أبواب ومشارب متعددة للمعرفة والثقافة صارا لزاما على المرء أن يقرأ ويثقف نفسه كي يلحق بركب الحياة ، ويمتلك الرؤية الصحيحة للعيش . وللقراءة مبادئ وأسس ومفاهيم ، وللمفكرين فيها كلام حول ماهية الكتب التي يجب أن تقرأها ، وعددها ، وهل هي مناسبة لك أم لا . وهذا أمر قد تطرق له أساتذة أفاضل بكثير من التفصيل ، لكنني هاهنا وفي عجالة سريعة أضع بعض الإشارات على نقاط أرى أهميتها لكل قارئ وهي : (1) حدد مجالا تقرأ فيه ( علم النفس ، تربوي ، شرعي ، علمي ، سياسي ... ) ، واقرأ للرواد فيه ، ولتكن قراءتك فيه بمنهجية ، أي تسأل وتستشير المتخصصين في هذا المجال عن الكتب القيمة فيه ،إلى أن تجد أن العثور على معلومة جديدة في هذا المجال أصبح هدف يحتاج إلى جهد . (2) قسم قراءتك بين 50 % في مجال تخصصك ، و50 % في مجالات أخرى مهمة . (3) اجعل القراءة التزاماً ، فما ييئسك في القراءة أن تبدأ في قراءة كتاب ثم تهمله ، لذا أنصحك أن تضع لنفسك التزاما وتفي به ، حتى لو بكتيبات صغيرة . (4) ضع جدولا للقراءة ، بان تقرأ بشكل مستمر ، انهي كتابا كل أسبوع ، أو أسبوعين ، أو ثلاثة ، ضع برنامجا ثابتا ، قبل النوم مثلا ، في وقت الظهيرة ، اختار الوقت الذي تحب القراءة فيه واجعله وقتا مقدسا . (5) اقرأ في الأوقات الميتة ، وأقصد بالأوقات الميتة تلك الأوقات التي تضيع سدى في انتظار طبيب ، أو في وسائل المواصلات المختلفة . وهذه الأوقات يفضل فيها قراءة الكتب الصغيرة ( كتب الجيب ) والتي لا ترهق في حملها أو استيعابها . أضف إلى ذلك حاول أن تخالط دائما الأشخاص الذين لديهم حب للقراءة ، فما أروع و أمتع أن تصادق شخصاً وثالثكما كتاباً ، كما أن للمكتبة التي تنشئها في بيتك مفعول السحر في دفعك وأهل بيتك للقراءة ، وأؤكد أن المثقف ليس من يقرأ كثيرا ، بل من يقرأ الكتب الجيدة بشكل جيد ، يقرأها ويسبح مع كاتبها متأملا فيما قال ، منتبها للشواهد التي يذكرها ، لا يقبل المعلومة قبل أن يدرسها جيدا ويسبح فيها ومعها بذهنه وتفكيره . ومن نافلة القول لفت الانتباه إلى أهمية استغلال الأوقات التي نقضيها في عمل بدني بحت ، بحيث ننمي فيها أذهاننا ، فكثير منا قد يقضي وقتاً كبيراً جدا في قيادة السيارة يوميا ، فلماذا لا نضع استراتيجية لمثل هذا الوقت ، بسماع مجموعة صوتية مثلاً وما أكثر هذه المجموعات اليوم أو نضع بعض المحاضرات على جهاز mp3 كي نستمع إليها في ذهابنا وإيابنا ، فنستغل الأوقات التي تضيع سدى ، وننمي ونثقف من أنفسنا . إن قيمة المرء منا تحددها عوامل شتى ، يأتي على رأسها حجم وعيه وثقافته ، وعمق استنتاجاته لمختلف أحداث الحياة . لذا كن حريصاً يا صديقي على استغلال كل فرصة ترفع من مستوى ثقافتك وتفكيرك . ولا تكن قنوعاً أبداً في هذا الأمر ..! اشراقة : النجاح 20 % مهارة و80 % تخطيط استراتيجي. قد تعرف كيف تقرأ، لكن الأهم: ما الذي تخطط لقراءته ؟