لذلك قبل أن نتناول الفيلم، يجب الإشارة بأننا لسنا بنقاد متخصصين في النقد السينمائي وإنما نتناوله من منظور اكاديمي كمتلقين ومشاهدين ومسرحيين، لأن النقد السينمائي، وكما أسلفت له كوادره ورجاله والذي للأسف نفتقد هكذا ناقد في بلادنا. فإذا ما تناولنا الفيلم كاستشارة أو رأي، فعلينا أن لا نتحامل أو نجامل، بل علينا ان نكون موضوعيين في طرحنا قبل أن نمتطي الجياد ونمتشق السيوف وإشهارها ونبدأ في الطعن !! لذلك فإني أكرر مرة أخرى أن فيلم شيء اسمه الحنين للمخرج المبدع د. سمير العفيف لايمكن أن أضع نفسي ضمن جوقة من يخالفه، ولن أكون مجاملاً بقدر ماأكون مرحباً بقدوم هذا المولود الجديد في عالم السينما اليمنية المفقودة، لهذا من واجبنا أن نحيي هذا الفيلم سواء أتفقنا معه أو اختلفنا لأنه يعتبر وهذا للامانة والتاريخ بداية الانطلاقة لفيلم سينمائي يمني متطور يجب أن يسجل ويحسب لنا كيمنيين بطعم ومذاق وكوادر يمنية مائة بالمائة. وأن نهنىء أنفسنا قبل أن نهنىء الزميل المتألق د. سمير وفريق عمله من نجوم المسرح اليمني المقتدرين. فإذا مانظرنا إلى مراحل تاريخ السينما العربية في بداياتها لابد لنا أن نشير ودون تحفظ لتلك الأعمال السينمائية البسيطة والسطحية في مختلف محطاتها وحقبها الزمنية وعليها الكثير من المآخذ الفنية والتقنية وحتى مستوى الأداء التمثيلي فيها، لذلك يحتم علينا أن نأخذها بعين الاعتبار، وليس عيباً أن نقول ذلك، فإذا ماتمت المقارنة فإن فيلم د. سمير وفريق عمله نضعه في مستوى الفيلم الجيد والقابل للعرض ليس على مستوى بلادنا بل وعلى المستوى العربي، حيث استسقي طرحي هذا من خلال التالي : أولاً : الموضوع الذي قدمه لنا المخرج من خلال السيناريو المتقن، موضوع إنساني يتناول البيئة اليمنية «إجتماعية سياسية اقتصادية ثقافية» لحقبة زمنية معروفة إلا أن المخرج كان ذكياً عندما حاكانا باسلوب جعلنا نعيش تلك المعاناة والهم وبالذات معاناة المرأة من خلال طرح قضية الهجرة ومسبباتها في يومنا هذا ! ثانياً : فيلم شيء اسمه الحنين أستطيع أن أجزم بنجاحه من خلال مقاييس وشروط بناء الفيلم السينمائي حيث كانت الرواية أو القصة عبر الرؤية الحدث الدراسي الحدث الداخلي الحدث الخارجي العقدة الحبكة الدرامية الأهداف الهدف الأعلى ثم الحل. ثالثاً : المخرج د. سمير العفيف فنان يمتلك مفردات وأدوات عمله والتي تجللت في تعامله بلغة الكاميرا من خلال اللغة البصرية والعمل مع الممثل وفقاً لرؤية سينمائية واضحة المعالم.