لكل من بدأ يمسك القلم وقبل أن يترجم الفرح والألم ، أضع بين أيديكم طريقة مبسطة وسهلة للكتابة والبداية على هذا الطريق، ولا ننسى أيضاً دور الموهبة الموجودة، وإذا لم تكن تملك هذه الموهبة فحاول بهذه الطريقة لعلها تفتح أبواباً كانت مغلقة . بدايةً الحالة النفسية أثناء الكتابة أو الحال التي تكتب بها لا بد أن تأخذ طابعاً،معيناً إما حزناً وإما قهراً وإما فرحاً واما شوقاً أو ولهاً أو حناناً أو مواقف معينة أخرى فمنها تنبثق الأبيات حتى لم تكن كاتباً للشعر أو الشعر من طبعك فمن المؤكد أنك قلت بيتاً في يوم من الأيام أو خاطرة أو إحساساً أو حتى أنشودة حتى لو كنت طفلاً . كل منا يوجد هذا الشيء بداخله ولكي تستقيم الكتابة وتكتمل الصورة المطلوبة من القصيدة قلباً وقالباً أقترح عليك أخي الكاتب أن تتبع هذه الأشياء وتراعيها. جو المكان أن يكون ملائماً، للحالة التي أردت أن تكتب بها،وأنا أفضل الجو الهادئ. فهو الجو المثالي للكتابة وحاول أن تكون متأكداً من أنه لا يوجد أي ارتباط أو عمل وأفضل الأوقات المساء يعني في الليل. موضوع القصيدة قبل الشروع في كتابة القصيدة يجب أن تكون لديك فكرة معينة وتريد الوصول إليها أو التعبير عنها والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة خارجية وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص , وهذا ليس عيبا ًبل يساعد على جعل القصيدة أقل تكلفاً. حاول أن تعيش الفكرة التي كتبتها بأن تكون شبه مسترخ أو كطفل صغير لا يفكر بشيء واحد معين لكي يفعله، أطلق العنان لروحك وخيالك لكي تعيش تلك الفكرة. لا تحمل هم الوزن أبداً وابدأ بالبيت الأول وتخيل نفسك وكأنك طفل صغير سوف يلقي أنشودة أمام أي أحد يحبه بدون رهبة ولا خوف. الوزن اخترع لحناً معيناً مهما كانت نبرة اللحن لا يهم ولكن يجب أن يكون اللحن قريباً للقلب مستساغاً، وسهلاً، وكأنه أنشودة في البداية ولا تتخيل أي شيء اسمه بحور الشعر أو غيره، لأن هذا التخيل قد يقتل الإحساس والإلهام بداخلك ويكسر روحك والبحور أشياء اخترعتها الألحان والقصائد ولم تخترع القصائد من البحور. القافية حاول أن تتناسب القافية مع نفس اللحن أي أن تكون حروفها سهلة وأنت في أول الطريق وأن تستعمل الألفاظ الخفيفة حسب المناسبة وحسب الفهم الدارج إلى أن تتمكن من الكتابة شيئ فشيء باللغة العربية الفصحى أو باللهجة العامية. أن تكون حذراً عند التنقل بين صور القصيدة وأن تكون الصور تدريجية، ومتناغمة لكي لا يتبين الخلل بينها وتنقل المستمع من صورة إلى صورة بشكل مزعج. وهذه العملية بسيطة وسهلة كل ما عليك هو التركيز على الفكرة الأساسية التي كتبت بنودها في ورقة خارجية ومن ثم تربط الصور وتتنقل من صورة إلى صورة . لا تلتزم بلحن معين تحبه لأن هذا سوف يلزمك الكتابة والمتابعة على نفس اللحن ويحد من كتاباتك ويعيبها لأنه لا يوجد لديك سوى لحن واحد أحببته فحاول أن تنوع اللحن من قصيدة لأخرى. نفس اللحن الذي لحنت به الشطر الأول من البيت الأول.. طبقه في الثاني، وأيضاً طبقه في الشطر الأول من البيت الثاني وفي الشطر الثاني من البيت الثاني وهكذا إلى آخر القصيدة فإن اختل معك اللحن أو وجدت نشازاً فمعناه أن هذا الموقع فيه كسر وان تمت. فهنيئأً لك أيها الشاعر ما كتبت حاول أن لا تبدأ قصيدتك بحروف الياء أو الهاء وحاول أن يكون الحرف قاسياً في البداية لتطول القصيدة فالحرف المتحرك يلزمك دائماً ويغتال القصيدة من بدايتها. ملاحظة هامة وأنت تكتب إن وجدت نفسك أنك قد بدأت بالتكلف فالأفضل أن تبتعد عن إكمال الأبيات إذا كنت في بداية الطريق وتكتفي بما كتبته أفضل من أن تمزق ما كتبت ويظهر التكلف في قصيدتك. الملاحظة الثانية عندما تخطر على بالك أكثر من فكرة جميلة ورائعة حاول ألا تضعها كلها في قصيدة واحدة،لأنك وبكل بساطة ((لو حطيت الزين مع الزين مابان زينه))...وحاول أن تكون فكرة الموضوع واحدة .. هذه هي الطريقة بكل بساطة وأهم شيء يكون عندك حس وشعور قابل للتكيف وهذا الشيء موجود ولله الحمد عند الجميع لأننا بشر ونحس .