قال رئيس جهاز الأمن القومي: إن مواجهة آفة الإرهاب ضرورة وطنية تتطلب منظومة (أمنية إعلامية قانونية مجتمعية) متكاملة، مشيراً إلى أن مكافحة ظاهرة الإرهاب تتطلب برامج توعوية وتصحيح رسالة المسجد وتجفيف منابعه وتضافر جهود الدولة والمجتمع .. وأكد علي الآنسي أن اليمن ليست - كما يّروج له البعض - ملاذاً آمناً للقاعدة ، معتبراً مثل هذه التوصيفات نوعاً من المبالغة المبنية على مناكفات سياسية، مستشهداً بالعمليات الاستباقية الأخيرة لأجهزة الأمن ضد عناصر القاعدة وما سبقها من إجراءات احترازية حالت دون استهداف القاعدة لعدد من المنشآت الحيوية والمصالح الأجنبية . وكشف الآنسي عن فشل (%60) من إجمالي العمليات الإرهابية - البالغة (61) عملية نفذت في اليمن منذ العام 92م وحتى العام 2009م -في تحقيق أهدافها، مشيراً في سياق تفنيده للتوصيفات المبالغ فيها إلى الترابط الاجتماعي القوي بين أوساط المجتمع اليمني ودولة المؤسسات، ومنظمات المجتمع المدني وحرية الصحافة .. وفيما تطرق رئيس جهاز الأمن القومي إلى توقيع الحكومة لاتفاقيات مع أمريكاوبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي والدول العربية في إطار التعاون والتنسيق الدولي لمحاصرة ظاهرة الإرهاب شدد في هذا الصدد على ضرورة المبادرة بالمعلومات وليس فقط تبادل المعلومات باعتبار الجريمة عالمية واليمن جزء من المجتمع الدولي .ونوه الآنسي إلى حصول النيحيري عمر فاروق عبدالمطلب -المتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية فوق ديترويت في يوم عيد الميلاد -على تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة عامين من سفارتها في بريطانيا، مستغرباً عدم أخذ تنبيه والده بتوجهات عمر المتطرفة على محمل الجد من قبل شركاء مكافحة الإرهاب وعدم إبلاغ اليمن بذلك. مشيراً في حديثه لبرنامج " المشهد" الذي بثته الفضائية اليمنية مساء السبت إلى أن هذا الأمر يذكر باستهداف اليمن عقب أحداث (11) سبتمبر حيث كانت اليمن ضمن الدول المستهدفة ( باكستان، أفغانستان ) غير أن الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - بادر بزيارة واشنطن وأوروبا ونقل اليمن من مركز الاستهداف إلى موضع الشراكة . وقال: إن مساعدة اليمن لمكافحة ظاهرة الإرهاب تتطلب معالجة أسبابه وليس النظر من زاوية ضيقة .