صنعاء- سبأ افتتح المنتدى العالمي للوسطية أمس بصنعاء فرع المنتدى في اليمن، في فعالية احتفالية أقيمت تحت شعار «دور الخطاب الوسطي في نهضة الأمة». وفي الحفل الذي أقيم بالمناسبة أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبدالحميد الهتار أن الوسطية مطلب الأمة الإسلامية، الأفراد والجماعات والسلطة والمعارضة، وأن اليمن ستظل مدرسة الوسطية رغم محاولات وسائل الإعلام استغلال بعض المواقف والأحداث لأشخاص تلقوا تعليمهم في الخارج أو عبر شبكة المعلومات الدولية للإساءة لليمن . لافتاً إلى أن اليمن كانت في طليعة الدول المستهدفة بالعمليات الإرهابية، وستبذل جهدها من أجل ترسيخ الوسطية ومحاربة التطرف بكل أشكاله وصوره. ونوه وزير الأوقاف والإرشاد بأن هناك تطرفاً دينياً وتطرفاً لادينياً موجوداً في العالم كله، ومايرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم يمثل أبشع جرائم التطرف التي تحدث على مرأى ومسمع من العالم.. ودعا إلى التقاء جميع أبناء الأمة وعملهم لوقف كل التصرفات الطائشة التي تلحق الضرر بالأمة نتيجة المفاهيم والتصرفات الخاطئة التي لايقل ضررها عن المخططات والأعمال المعادية، ولأنها تقدم الإسلام بغير الصورة التي أنزله الله عليها، وتوفر الذرائع لأعداء الأمة للنيل منها، كما دعا إلى الاتجاه في مخاطبة الآخر بلغة الاعتدال التي تظهر صورة الإسلام النقية وسماحته. وقال الوزير الهتار:« إن رسالة الوسطية رسالة سامية تستلزم قصارى الجهود من أجل خدمة الدين والأمة والوطن» وهو ماسيلقى كل الدعم والعون من قبل الدولة وفي مقدمة ذلك من فخامة رئيس الجمهورية الذي يؤكد دائما على الاهتمام بترسيخ الوسطية خدمة للرسالة السامية للإسلام.. لافتا إلى أن أمام منتدى الوسطية مهمة كبيرة تستلزم جهوداً متواصلة من أجل إبراز مفهوم الوسطية في الإسلام والصورة المشرقة التي أراد الله إظهار الإسلام عليها وأرادها للأمة الإسلامية.. مشيراً في هذا الصدد إلى أهمية العمل على تحقيق مدلول قوله تعالى «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ». وكان الأمين العام للمنتدى الذي يتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقراً له الدكتور مروان الفاعوري قد استعرض تجربة المنتدى العالمي للوسطية بالدعوة إلى نهج النبوة القائم على العدل وتحري الصواب والمصلحة العامة والدفاع عن الحقوق دون إفراط أو تفريط والبعد عن أشكال ومناهج التطرف والغلو، خدمة لعقيدة الأمة ومستقبلها.. وأشار إلى أن الوسطية ليست تياراً جديداً ولكنها من صميم الدين الإسلامي أصيلة في كتاب الله تعالى وسلوكيات رسوله (صلى الله عليه وسلم) فكرا وممارسة وهي في الإنسان سلوك علمي وعاطفة منغرسة، وليست أفكارا وقوالب جامدة. منوهاً بأن الوسطية، تيار للتفاعل الحضاري حواراً وتعارفاً وتعاوناً يؤمن بالحوار المفتوح مع الذات باتجاه تعزيز المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد ومع الآخرين في إطار الوحدة الإنسانية، كما أن الحوار مع الأنظمة واجب يبنى عليه نهضة الأمة، فخلال عقود طويلة كانت نتائج الصراعات مع الأنظمة كارثية لشعوبها وأضاعت جهود الإعمار والتقدم وسارت بالأمة نحو التخلف الحضاري وجعلت منها لقمة سائغة لمشاريع المستعمرين. داعياً إلى إعادة النظر في مفردات الواقع ومكوناته ومعرفة مواطن الخلل وفي مقدمتها الخلل الفكري، واعتبار الوسطية منهج تراضٍ وطني بين فئات المجتمع الواحد ينبع من الثقة بالله ودينه ورسوله ونصرة المظلوم ضد الظالم ودعم المقاومة ضد الاحتلال ونصرة حق الشعوب ضد الطغيان. كما لفت إلى ماقدمته اليمن دائماً من نموذج طيب في تجاوز الأزمات والصراعات بالفكر المستنير بين أبنائه ونضوجهم السياسي والفكري بما مكنهم من استشراف مخاطر قوى التطرف ومشاريعها التدميرية لكل مقومات الحياة. وكان كل من الدكتور أحمد نوفل والدكتور منتصر الزيات والدكتور محمد حبش قدموا تعريفا بالمنتدى العالمي للوسطية تأسيساً وفكرياً وأهدافه في إرساء فكر مستنير يحمل مقومات النهوض بالأمة، ويقوم على أدب الاختلاف واحترام الرأي الأخر والتمسك بأدب الإعتدال والجدال بالتي هي أحسن بما يسهم في دفع الأمة إلى دائرة اليقظة والصحوة والنهوض. وقد جرى تشكيل هيئة إدارية لفرع المنتدى في اليمن، برئاسة الدكتور داؤود الحدابي، والدكتور عبدالسلام مقبل المجيدي نائبا للرئيس، والدكتور أحمد الدغشي ناطقاً إعلامياً وشوقي القاضي أميناً للسر.