وزير إصلاحي الجنوب لا يمكن أن يتوحد مع نظام امامي في صنعاء    مصر تحصل على عدد من راجمات صواريخ WS-2 بمدي 400 كم    منجز عظيم خانه الكثير    سبب انزعاجا للانتقالي ...الكشف عن سر ظهور الرئيس علي ناصر محمد في ذكرى الوحدة    الهلال يُشارك جمهوره فرحة التتويج بلقب الدوري في احتفالية استثنائية!    اتالانتا بطلا الدوري الاوروبي لكرة القدم عقب تخطي ليفركوزن    بمناسبة يوم الوحدة المغدور بها... كلمة لا بد منها    السفارة اليمنية في الأردن تحتفل بعيد الوحدة    سموم الحوثيين تقتل براءة الطفولة: 200 طفل ضحايا تشوه خلقي    الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن إغراق السوق اليمني بالمبيدات المحظورة    حقيقة افلاس اكبر البنوك في صنعاء    في سماء محافظة الجوف.. حكاية سقوط حوثي.    "أهل شرعب أرق قلوباً و حسين الحوثي إمام بدعوة النبي إبراهيم"؟" حوثيين يحرفون احاديث الرسول وناشطون يسخرون منهم (فيديو)    ساعة صفر تقترب: رسالة قوية من الرياض للحوثيين    أول تعليق حوثي على إعلان أمريكا امتلاك الحوثيين أسلحة تصل إلى البحر الأبيض المتوسط    محاولا اغتصابها...مشرف حوثي يعتدي على امرأة ويشعل غضب تعز    قيادي انتقالي: تجربة الوحدة بين الجنوب واليمن نكبة حقيقية لشعب الجنوب    شاب سعودي طلب من عامل يمني تقليد محمد عبده وكاظم.. وحينما سمع صوته وأداءه كانت الصدمة! (فيديو)    تغاريد حرة .. الفساد لا يمزح    وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل تقر تعديلات على لائحة إنشاء وتنظيم مكاتب التشغيل الخاصة    بيب يُعزّز مكانته كأحد أعظم مدربيّ العالم بِحصوله على جائزة أفضل مدربٍ في الدوري الإنجليزي!    رئيس انتقالي لحج يتفقد مستوى النظافة في مدينة الحوطة ويوجه بتنفيذ حملة نظافة طارئة    إجتماعات عسكرية لدول الخليج والولايات المتحدة في العاصمة السعودية الرياض مميز    للوحدويين.. صنعاء صارت كهنوتية    الهجري يتلقى التعازي في وفاة والده من محافظي محافظات    سيلفا: الصدارة هدفنا الدائم في الدوري الانكليزي    مفاوضات إيجابية بين بايرن ميونخ وخليفة توخيل    اليابان تسجل عجزاً تجارياً بلغ 3 مليارات دولار    الحكومة اليمنية ترحب بقرار إسبانيا والنرويج وايرلندا الإعتراف بدولة فلسطين مميز    رونالدو على رأس قائمة منتخب البرتغال في بطولة أمم أوروبا    نافذون حوثيون يسطون على مقبرة في بعدان شرق محافظة إب    انقلاب حافلة محملة بالركاب جنوبي اليمن وإصابة عدد منهم.. وتدخل عاجل ل''درع الوطن''    أغادير تستضيف الملتقى الأفريقي المغربي الأول للطب الرياضي    إعدام رجل وامرأة في مارب.. والكشف عن التهمة الموجهة ضدهما (الأسماء)    اعلان القائمة الموسعة لمنتخب الشباب بدون عادل عباس    ورحل نجم آخر من أسرة شيخنا العمراني    مفاتيح الجنان: أسرار استجابة الدعاء من هدي النبي الكريم    بطل صغير في عدن: طفل يضرب درسًا في الأمانة ويُكرم من قِبل مدير الأمن!    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التربية الوطنية قضية الساعة
الإرهاب، المناطقية، المذهبية، الجهوية، دعوات التشرذم والشتات تحديات من يواجهها؟!
نشر في الجمهورية يوم 21 - 03 - 2010

بعد أن غابت من إطار المناهج الدراسية لأعوام عديدة.. رئيس الوزراء يوم الأربعاء الماضي وجه بإضافتها إلى منهج الثانوية العامة من أجل إبقاء وعي طلابنا وطالباتنا على صلة بمستجدات وطنهم وأولوياته تلك هي مادة التربية الوطنية وكم هم طلابنا وطالباتنا بأمس الحاجة إليها في وقت أصبحت فيه عملية غرس الولاء الوطني تشكل واحدة من العوائق العظيمة.. بل والجسيمة نظراً للتطورات والأحداث الراهنة وما شكله الفراغ العقلي والذهني لدى شبابنا.. أضف إلى ذلك الورشة التي نظمتها وزارة التربية والتعليم قطاع المناهج والتوجيه حول واحدة من أهم القضايا الوطنية، بل والعربية عموماً وهي قضية قيم الولاء الوطني والتي نظمت الورشة لها بشكل خاص لإشهار نتائج الدراسة الوطنية لقيم الولاء الوطني في المناهج الدراسية والتصور المقترح لتعزيزها والتي أعدها نخبة من الأكاديميين والخبراء في مجال التربية وقد خرجت بتوصيات وجه رئيس الوزراء بتنفيذها والمالية باعتماد المخصصات لها ونأمل أن تطبق على الواقع.. الجمهورية واكبت هذه الفعالية وخرجت بالحصيلة التالية:
يقول الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم: نحن في وزارة التربية والتعليم ندرك تماماً بأنه عندما يكون هناك أحداث جسام وأحداث تغييرية أو تحديات أو أي قضايا تسيء إلى أي مجتمع من المجتمعات فإن أول ما ينظر إلى التربية والتعليم.. لعلنا ندرك تماماً بأنه في عام 1955م عندما لوحظ تأخر الإنجاز العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية أول ما نظر نظر إلى مناهج التربية والتعليم وأيضاًَ عندما كتب أمة في خطر لم ينظر إلا لكتب التربية والتعليم وكانت نتائج كل ذلك هي التغيير في منهجية العمل وفي آلياتها وفي أساليبها وفي طرق التدريس.. وأيضاً ندرك تماماً أو لعلنا استمعنا في الأسابيع الماضية على أن حتى العقيدة العسكرية تتغير مع تغير الأحداث والزمان والمكان باعتبار أن هناك قضايا وقيماً جديدة ودائماً أيضاً عندما يكون هناك أي تحديات تواجه أي مجتمع من المجتمعات ينظر إلى قضايا التربية وإلى علاجها بعد 11سبتمبر كان كثير من الحديث حول مناهج التربية والتعليم في المنطقة العربية خصوصاً والمنطقة الإسلامية على وجه العموم.. وأيضاً كتب الكثير والكثير ومجلدات عديدة حول التربية والتعليم وعلاقتها بالمتغيرات الدولية وغيرها.. فعندما قامت الوحدة اليمنية المباركة العظيمة التي ناضل من أجلها أجيال عديدة وقدمت اليمن لأجلها الشهداء تلو الشهداء حتى وصلت إلى تحقيقها في ال “22من مايو العظيم” تغيرت أيضاًَ فلسفة التربية والتعليم كنا نتكلم أن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بإهماله بالعمل فأصبحت مناهجنا بعدها تتكلم عن أن الديمقراطية عمل مشروع والحزبية عمل مشروع.. لكن يجب أن لا تكون الحزبية في مدارسنا ولا تمارس في مدارسنا ولكنها في إطار المجتمع نحن نتكلم على المبادىء والقيم، أيضاً عندما نتكلم عن اقتصاد البلاد نتكلم عن اقتصاد محدود في منطقة معينة وأصبحنا بعدها نتكلم عن المكان الأوسع الأضخم، الأجمل، الأروع، كنا نتكلم عن واحدة من أهدافنا هي الوحدة وأصبحنا نتكلم عن أهدافنا أبعد من الوحدة اليمنية إلى الوحدة العربية والوحدة الإسلامية ونتكلم أيضاً عن مبادىء أبعد وأبعد بكثير باعتبار أن المتغيرات العظيمة كان لابد أن تحدث تغييراً عظيماً في مناهجنا وفي تفكيرنا وفي أساليبنا.. ولكن نقول منذ عام 1990م بالتأكيد هناك أحداث كثيرة قد جرت وبالتأكيد أن كثيراً من القضايا قد جرت، ولعل أيضاًَ عند بنائنا المناهج في التسعينيات وهي الموجودة اليوم بالتأكيد أن كثيراً من القضايا تحتاج إلى مراجعة وتحتاج أيضاً إلى إدراك ولكن بأسلوب علمي ومنهجي ورصين وبطريقة فاعلة وبطريقة مؤسسية.
قضايا كثيرة
وأضاف وزير التربية والتعليم:
هناك قضايا كثيرة لعل أهمها عندما تتبعنا بوزارة التربية والتعليم خطابات فخامة الأخ رئيس الجمهورية منذ الثمانينيات وحتى اليوم وجدنا أن هناك أكثر من خمسة وعشرين خطاباً ومن السبعينيات حوالي أربعين خطاباً جميعها تكلمت عن غرس قيم ومبادىء الولاء الوطني.. وعندما تقرأ الصحف ستلاحظ على أن هناك كثيراً من كتاب الأعمدة وأيضاًَ المناشتات العريضة تتحدث على مبادىء الولاء الوطني وكثير أيضاً من اللوم الذي يقام على وزارة التربية والتعليم حتى في قضايا ربما لا تمس التربية والتعليم وندرك أيضاً في نفس الوقت بأن قضايا الولاء الوطني وغرس القيم منها ما يدرس ومنها ما يمارس وهنا الفرق وهنا تكمن الإشكالية التي نواجهها في التربية والتعليم فيما يدرس هو المفروض أن يكتب في المنهج المدرسي وأن يلقى ضمنه وما يمارس هو تلك الفعاليات التي تنمي قيم الولاء الوطني مثل تنمية الديمقراطية لأن الديمقراطية أساس لا يمكن أن تدرس فقط هي عبارة عن منهج وآليات.
زمام الأمر
وأشار وزير التربية بالقول:
وزارة التربية والتعليم عندما وجدت أيضاً بأنه لابد وأن تأخذ بزمام الأمر حتى لا يفلت منها وحتى لا يأتي من ممكن أن يحل محل وزارة التربية والتعليم في هذا باعتبار أن المكان الفارغ إذا لم يملأ هناك من سيملأه وبالتالي قامت وزارة التربية والتعليم وفقاً لهذا التحفيز وهذه الخلفية وهذه المرجعية ووفقاً أيضاً حتى لقراءات برامج الأحزاب السياسية واستشفينا منها على أن الجميع لديه رؤية أو يعتقد بأن هناك عملاً لابد أن يقام وأن هناك ربما قصوراً وليس تقصيراً وربما قصور أو تقصير لابد وأن يدرك ولابد أن يعالج والتعامل معه.
مجموعة خبراء
لذلك كلفت وزارة التربية والتعليم مركز التطوير التربوي بجامعة صنعاء برئاسة الدكتور عبده المطلس وهو بدوره استعان بمجموعة من خبراء التربية في الجامعات اليمنية لعمل دراسة كقيمة لمفاهيم وقيم الولاء الوطني الموجودة في المنهج الحالي وما أود التأكيد عليه في هذا الإطار هو من استعنا بهم في هذا المشروع هم يعتبرون من خبراء تحليل المناهج، ليس فقط على مستوى الجامعات اليمنية وإنما في كثير من الجامعات العربية وفي منطقة الخليج على وجه الخصوص.. ما أود أن أقوله هو أن قضية الولاء الوطني أصبح اليوم موضوع الساعة في كثير من الدول في المنطقة العربية.. ونحن في اليمن بأمس الحاجة إليه باعتبار أن التحديات القائمة والموجودة اليوم تحتم على الجميع أن يتحدث حول هذا الموضوع بصراحة باعتبار أن الوطن هو فوق كل شيء.. وباعتبار أن مستقبل أبنائنا وبناتنا أبعد وأعمق وأعظم وأقدس من الأحزاب السياسية ومن كل القضايا الفردية أو الجمعية أو المناطقية أو القبلية أو الطائفية أو الجهوية وغيرها وباعتبار أيضاً أن قضية الثوابت سواءً كانت ثوابت الدين أو ثوابت الوطن اليوم تتعرض لكثير من التحديات الراهنة.. وأعتقد أيضاً أن قضية الوطن ليست قضيتنا في التربية والتعليم وحدنا وأن قضية الولاء الوطني ليست فقط قضية التربية أو أي حزب أو منظمة بعينها وإنما نحن جميعاً مسئولون على هذه القيم والمبادىء.
بداية تحول حقيقي
الدكتورعبدالله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم من جانبه يقول: الورشة جاءت استجابة لدعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية في الخطاب الذي ألقاه يوم 17يوليو 2008م بضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم والتركيز على قيم الولاء الوطني والمواطنة والديمقراطية والقيم الوطنية الثابتة ومن حينها ووزارة التربية والتعليم تعد العدة وتعمل جاهدة لإخراج هذا العمل إلى حيز التنفيذ.. اليوم نستطيع نقول إننا بدأنا أول عمل نظمته وزارة التربية والتعليم بورشة العمل التي يشارك فيها مجموعة من الباحثين من مركز البحوث والتطوير التربوي ومن جامعة صنعاء وعمداء كليات التربية ومدراء مكاتب تربية من عدد من المحافظات وشخصيات سياسية ومنظمات مجتمع مدني لتساهم في التشخيص لما هو موجود في كتب ومقررات العلوم الإنسانية لمناهج التعليم العام.. وهذه هي البداية وعلى ضوء هذه الورشة نتمنى أن يكون بعد ذلك مخرجات حقيقية لمناهجنا.. وبالتالي فإننا ندعو وزارة المالية بأن تدعم تطوير المناهج دعماً مالياً سخياً لأن فيه تحولاً جديداً ورؤية جديدة ونحن في وزارة التربية والتعليم نعطي اهتماماً غير عادي لهذا الموضوع وأيضاً نحن نشرك معنا منظمات المجتمع المدني والمجتمع المدرسي وإن شاء الله ترى قريباً في المستقبل مناهج ثرية بمفاهيم الولاء الوطني.
أهمية التربية الوطنية
فيما الدكتور. عبده محمد المطلس ذهب إلى القول:
في الوقت الذي يتزايد اهتمام الرأي العام في الوطن بمتابعة التطورات والمشكلات السياسية التي يواجهها الوطن اليمني وتتزايد الدعوات إلى العناية بالتربية الوطنية للشباب اليمني توجه الانتقادات العديدة لمناهج التربية والتعليم عموماً والتربية الوطنية على وجه الخصوص ونحملها مسئولية الظواهر السلبية التي تعبر عنها سلوكيات بعض الشباب مثل اللامبالاة بمشكلات الوطن وهمومه والتعصب والتطرف والإرهاب.. وفي هذا السياق يبدو منطقياً أن تهتم وزارة التربية والتعليم بمراجعة المناهج الدراسية وتحسينها لتكون أكثر فاعلية في تربية المواطنة الصالحة القادرة على مواجهة التحديات الراهنة التي يواجهها وطننا اليمني التي تفرضها التطورات والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستويات الوطنية والإقليمية والعربية والعالمية واستجابة لدعوة فخامة رئيس الجمهورية الذي دعا في خطابه السياسي في 17/7/2008م إلى الاهتمام بالتربية الوطنية للشباب اليمني ومراجعة المناهج الدراسية في ضوء الأهداف والقيم الوطنية وفي مقدمتها قيم الولاء الوطني جاء الاهتمام بالقيام بهذه الدراسة التحليلية لقيم الولاء الوطني في محتوى الكتب الدراسية ووثائق المناهج للتعليم العام.
مشكلة الدراسة
وأضاف الدكتور المطلس:
الحقيقة لقد تحددت مشكلة هذه الدراسة في السؤال الرئيسي حول: كيف يمكن غرس قيم الولاء الوطني لدى طلبة التعليم العام في الجمهورية اليمنية؟ ويتفرع من ذلك أسئلة فرعية شملت قيم الولاء الوطني التي يجب أن يكتسبها طلبة التعليم العام؟ وما معايير غرس هذه القيم لدى طلبة التعليم العام وما مدى توفر معايير غرس قيم الولاء الوطني في الكتب ووثائق المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية؟ وما التصور المقترح لتضمين المناهج المدرسية قيم الولاء الوطني في المرحلتين الأساسية والثانوية؟
أهمية الدراسة
وحول أهمية الدراسة يقول الدكتور المطلس:
تعتبر الدراسة الحالية واحدة من الدراسات الرائدة على المستويين الوطني والعربي في مجال غرس قيم الولاء الوطني لدى الناشئة والشباب من خلال المناهج التعليمية ومؤسسات التعليم الرسمية، فقد كان اهتمام الباحثين دائماً يتوجه نحو الجوانب المادية المتعلقة بالانتماء الوطني ومفاهيم قيم المواطنة بعمومياتها، بينما تركت الجوانب البحثية الشائكة المتصلة بهذا الموضوع التي تتمثل في الجوانب الوجدانية والعاطفية التي تعبر عنها قيم الولاء الوطني.. وأضاف المطلس: ومن هذا المنطلق فإن الدراسة الحالية أسهمت في تحقيق الكثير من المواضيع ذات الصلة حيث قدمت قائمة بقيم الولاء الوطني التي ينبغي غرسها لدى المتعلمين الملتحقين في التعليم العام، كما قدمت مساهمة علمية مهمة تمثلت بترجمة القيم التي تم التوصل إليها إلى معايير قيمة تعكس ما ينبغي أن يمتلكه المتعلمون من معارف متصلة بقضايا الوطن وما ينبغي أن يكونوا قادرين على القيام به من مهارات ويحرصوا عليه من تصرفات وسلوكيات تجاه الوطن، ولذلك فإن هذه الدراسة تقدم أول محاولة لتطوير المناهج وفق مدخل تطوير المناهج القائم على المعايير، كما أنها كشفت عن الواقع الراهن للكتب ووثائق المنهج من حيث توفر قيم الولاء الوطني وتوزيعها في الكتب الدراسية على مستوى الصفوف والحلقات الدراسية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي وبناءً على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج قدمت العديد من التوصيات التي من شأنها مساعدة وزارة التربية والتعليم على تطوير وتحسين مناهجها.. إضافة إلى ذلك قدمت الدراسة تصوراً عملياً شمل مصفوفة معايير غرس قيم الولاء الوطني لدى تلاميذ التعليم العام وما يتصل بها من مستويات قياسية “معايير الأداء” على مستوى حلقات التعليم العام الأربع وكذا بنية المفاهيم المتصلة بتلك المعايير والتي اقترحت الدراسة أن يتم تبنيها كموجهات بنائية لمحتوى مناهج غرس قيم الولاء الوطني على اختلاف مجالاتها.
مسلمات الدراسة
لاشك أن الدراسة قامت على أساس المسلمات المتمثلة في أنه أولاً يمثل غرس قيم الولاء الوطني أحد الأهداف التربوية التي تتحمل المدرسة مسئولية تحقيقها من خلال مناهجها الدراسية وفعالياتها وأنشطتها التربوية المختلفة وثانياً يتأثر تعلم التلاميذ لقيم الولاء الوطني بمتغيرات مختلفة بعضها يدخل في إطار مسئوليات المؤسسات الاجتماعية والثقافية في المجتمع وبعضها الآخر يدخل ضمن مسئوليات المدرسة مثل المناهج الدراسية بنمطيها الرسمي والخفي والتدريس، وتعد الكتب الدراسية أحد المتغيرات التي تخضع لتحكم المدرسة.. وثالثاً يتفاوت مدى توفر قيم الولاء الوطني من مرحلة دراسية إلى أخرى بصورة متدرجة تنسجم مع التدرج في الزيادة الكمية لمحتوى المنهج وزيادة نمو التلاميذ وتقدمهم في الدراسة من حلقة دراسية إلى أخرى وكذلك يتفاوت في كتب المواد الدراسية باختلاف طبيعتها التي يشملها المنهج الدراسي قرباً أو بعداً من طبيعة المكونات المعرفية لقيم الولاء الوطني.
الأدوات المعتمدة
الواضح أن الدراسة اعتمدت منهجيتها على الأدوات المتمثلة في أولاًُ : قائمة قيم الولاء الوطني ومعايير غرسها لدى طلبة مراحل التعليم العام وثانياً : دليل إرشادي لتحليل وثائق المنهج والكتب الدراسية وثالثاً: استمارة تحليل قيم الولاء الوطني تشمل عشرة محاور قيمية.
المجتمع المستهدف
تمثل مجتمع الدراسة في جميع الكتب الدراسية ووثائق المنهج في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية وقد تم تحليل جميع تلك الكتب والوثائق بحسب الدراسة حيث اشتملت كتب المواد الدراسية التي بلغ عددها “78” كتاباً بعضها مكون من جزئين على كتب القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية واللغة الانجليزية والتربية الاجتماعية والتربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا والمواد الفلسفية والاجتماعية والنفسية ووثائق جميع مناهج العلوم الإنسانية.
منهجية ونتائج الدراسة
لاشك أن الدراسة ومن أجل تحقيق أهدافها اتبعت المنهج الوصفي لملاءمته لأهداف الدراسة وعلى وجه التحديد تم استخدام أسلوب تحليل المحتوى وقد أظهرت النتائج العامة للدراسة أن قيم الولاء الوطني تتوافر في الكتب الدراسية للتعليم الأساسي والثانوي حيث بلغ تكرارها نحو “15898” جملة وأنه يوجد تدرج تصاعدي منطقي للبنية المفاهيمية لقيم الولاء الوطني في الكتب الدراسية بدءاً من الحلقة الأولى فالثانية ثم الثالثة وانتهاءً بالحلقة الرابعة بنسب مئوية بلغت “5 %، 62 %، 30 %، 39 %” على التوالي.. كما جاء ترتيب قيم الولاء الوطني بحسب نسبتها المئوية حيث جاء أولاً حب الوطن والإخلاص له “27 %” وثانياً دعم الاقتصاد الوطني “17 %: وثالثاً الاعتزاز بالانتماء للأمة العربية “13 %” ورابعاً الاعتزاز بالثقافة الوطنية “11 %” وخامساً احترام الدولة والنظام والقانون “9 %” وسادساً التمسك بالثوابت الإسلامية المؤكدة لسلوكيات المواطنة المسئولة “9 %” وسابعاً التمسك بمبادىء الثورة اليمنية “5 %” وثامناً الحرص على الوطن ووحدته “5 %” وتاسعاً احترام مبدأ المواطنة المتساوية “3 %” وعاشراً التمسك بالديمقراطية “1 %” وبناءً على ما سبق فإن الدراسة توصلت إلى الاستنتاجات الآتية: توافر قيم الولاء الوطني التي توصلت إليها الدراسة في كتب المواد الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية بنسب متفاوتة في محتوى الكتب الدراسية من حلقة دراسية إلى أخرى تفاوتاً منطقياً قابلاً للتبرير من منطلق مسلمات الدراسة التي أشارت إلى: يتفاوت مدى توفر قيم الولاء الوطني من مرحلة دراسية إلى أخرى بصورة متدرجة تنسجم مع التدرج في الزيادة الكمية لمحتوى المنهج وزيادة نمو التلاميذ وتقدمهم في الدراسة من حلقة دراسية إلى أخرى.
وأنه قد يبدو من النتائج العامة تحليل محتوى الكتب الدراسية صورة عامة مطمئنة ولكن إذا تم الاقتراب أكثر من النتائج التفصيلية لتحليل الكتب الدراسية للمواد المختلفة ووثائق المنهج التي أظهرتها الدراسة التحليلية على مستوى المواد الدراسية تبرز للعيان صورة مختلفة وأكثر دقة لمدى توافر قيم الولاء الوطني في محتوى الكتب الدراسية وتبدو فيها جوانب القوة وجوانب الضعف بوضوح.
توصيات
استطاعت الدراسة التوصل إلى عدد من التوصيات من أبرزها استكمال منهج التربية الوطنية في المرحلة الثانوية وضرورة بناء بنية شاملة ومتكاملة من المفاهيم والتعميمات المتصلة بقيم الولاء الوطني في كل الكتب الدراسية للمواد الإنسانية.. وإعادة النظر في الصياغات اللغوية للجمل التي تتصف بالضعف والركاكة وتفتقر للفاعلية اللازمة لغرس القيم للارتقاء بها إلى مستوى التأثير والإقناع وإعادة النظر في وثائق المناهج المختلفة في مجالات المواد الإنسانية وإعادة تصميمها على أسس علمية سليمة ومنهجية والتأكيد على القدوة الحسنة وتزويد الطالب بالقدر الكافي من المعلومات الثقافية وضرورة تنظيم رحلات وإقامة مخيمات ومعسكرات طلابية في مواقع معينة من الوطن بهدف تعريفهم بهذه المناطق والتأكيد على أهميتها وانتمائهم لها.
تصور مقترح
الدكتور المطلس وفريقه بعد استكمالهم للدراسة أعدوا تصوراً مقترحاً لغرس قيم الولاء الوطني لدى طلبة التعليم العام يشمل عشرة محاور يتمثل محورها الأول في التمسك بالثوابت الإسلامية المؤكدة لسلوكيات المواطنة المسئولة، ومحورها الثاني التمسك بمبادىء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والمحور الثالث حب الوطن والإخلاص له والمحور الرابع في الحرص على الوطن ووحدته والمحور الخامس في احترام الدولة والنظام والقانون والسادس في التمسك بالديمقراطية والسابع في احترام مبدأ المواطنة المتساوية والثامن الاعتزاز بالثقافة الوطنية والتاسع دعم الاقتصاد الوطني فيما المحور العاشر والأخير في الاعتزاز بالانتماء للأمة العربية.
من المحرر
لاشك أن كلام دولة رئيس الوزراء كان قوياً ومؤثراً حينما أكد أهمية الدور الحيوي الذي تؤديه التربية والتعليم باعتبارها المجال المؤسسي الذي تعقد عليه الرهان في إعداد وبناء المواطن الصالح السوي والمنتج وتوجهه باعتماد مادة التربية الوطنية كمادة أساسية للثانوية العامة.. هذا ما كان يجب أن يقال منذ زمن فالولاء لا يمكن غرسه في قلوب الأجيال إلا حينما تتوفر الثقافة والتوعية الحقيقية والصحيحة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.