أكد الداعية والمفكر الإسلامي العلامة أبوبكر العدني بن علي المشهور - الرسالة السامية للعلماء ورجال الدين في غرس قيم الوحدة والتآلف بين الناس .. ووجوب الحفاظ على ما تحقق من مكاسب في ظلها وعدم التفريط بها.. منوهاً إلى أن الوحدة أوجدت شيئاً من التوازن في المجتمع وفي علاقة رجال العلم والدين بكافة الجماعات على الساحة الوطنية وفق قاسم مشترك وهو بناء الأمة وبناء الشعوب على الدين والعقيدة الصحيحة وعلى التسامح والمحبة التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف. وقال سماحته في تصريح خاص ل(الجمهورية): لا نريد بعد كل هذه المكاسب أن ندمر - والعياذ بالله - جيلنا بأيدينا وعلاقتنا بوطننا وعلينا أخذ العبرة من قوله تعالى (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار). وأشار العلامة المشهور إلى أهمية التعاون وإلى أهمية تصويب الأخطاء والتي لا تخلو منها أية مجتمعات.. مشدداً على عدم التفريط بتماسك العلاقات التي بنيت خلال عمر الوحدة، مجدداً الدعوة إلى إقامة التوازن الواعي في إصلاح ما يجب إصلاحه وإعادة ترتيب العمل على مختلف الصعد إدارياً وحكومياً وتنظيمياً وسياسياً واجتماعياً واختبار الكفاءات المشهود لها بأهليتها لإحداث المزيد من البناء وتحقيق التنمية والمحافظة على ما تحقق. وطالب سماحته بتوظيف كافة الجهود والإمكانيات المادية والأموال فيما يفيد الناس والمجتمع ويرضي الله، وهو ما يجب أن يدعو إلى تحقيق كل عالم وداعية وخطيب، وما ينبغي عليه في تبصير الشعوب ودفعها نحو مفهوم التماسك والوحدة المبنية على التوازن الواعي الذي يدعو إليه الإسلام بل وتدعو إليه ثقافة الأمم الذين نحن جزء منها ونعيش تطوراتها التي برز فيها الاختراع والاكتشاف والعلم كقاسم مشترك للجميع. وأن نستفيد من الثورة المعلوماتية في تقديم الصور المثلى لديننا الإسلامي انطلاقاً من مفهوم الأخلاق والقيم. وفيما يتعلق بدعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية للحوار حول ما يعتمل في الساحة الوطنية، قال الشيخ المشهور: حقيقة إذا نظرنا إليها من وجهة نظر شرعية فالحوار هو الأساس في حياة الأمم وفي حياة الشعوب وحياة الأجيال بل إن النبي (صلى الله عليه وسلم) انتهج الحوار من أجل إصلاح المجتمع فحاور في الحديبية وحاور في المدينة وحاور في مكة، وانطلاقاً من الحوار تتوحد الكيانات وتعاد الأمور إلى نصابها، حتى إن القرآن الكريم أورد حوار الحق سبحانه وتعالى مع إبليس إذ استطاع إبليس أن ينتزع بعض الأمور التي يحتاج إليها ويريدها بالحوار. منوهاً إلى أن الحوار مكسب للواقع السياسي والواقع الاجتماعي.. مشدداً على الجهات التي يعنيها الحوار أن تستجيب وعليها أن تأخذ وتعطي في هذا الجانب حتى لا تخرج عن أمر استقامة الطريق وأن تخرج الأمور عن الالتزام وعن الضوابط التي قد تكون من نتائجها العكسية أن يخسر المحاور ويخسر الوطن ويخسر الشعب. مبدياً قناعته بأن مبدأ الحوار المطروح هو معالجة من المعالجات التي إذا أعطيت حقها سوف توصلنا - إن شاء الله - إلى الحل المنساب. وأشار فضيلة العلامة الداعية والمفكر الإسلامي أبو بكر بن علي المشهور إلى أن الوسطية والاعتدال من المبادىء والطرق التي تدعو إليها مراكز أربطة التربية الإسلامية في الجمهورية في أوساط الطلاب والشباب الدارسين فيها والذين يتخرجون منها على المنابر للدعوة إلى الله وكذلك للنظرة العامة، سواء على المستوى الوطني أو العربي مشيراً إلى أن نهج الوسطية والاعتدال هو الذي ينأى بالمجتمعات والشعوب والأوطان عن حالات الدمار الداخلي والإقليمي العالي. منوهاً بأهمية الوسطية والاعتدال في التربية، قائلاً: لو كانت المدارس تربي لكانت الوسطية والاعتدال موجودة، ولكن المدارس تعلّم، والتعليم يؤدي إلى بناء العقل، لكنه لا يؤدي إلى بناء الروح والقلب.. مشيراً إلى أن المراكز صارت تؤدي دوراً هاماً إلى جانب المدرسة والجامعة في تربية الروح وتغذية القلب بالآداب والأخلاق باعتبارها رسالة لتكون جزءاً من سلوك الفرد. مما يجدر ذكره هنا أن مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث التابع لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية والذي افتتحه الأخ عبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن والشيخ أبو بكر بن علي المشهور في إطار الاحتفال بمدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م.. نظم أسبوعه الثقافي الثاني عشر ويختتم فعالياته السبت القادم.