مع بزوغ فجر الثاني والعشرين من مايو 1990م اليوم الذي أعلن فيه قيام الجمهورية اليمنية تحت راية الوحدة المباركة أشرقت شمس الحرية والديمقراطية وعم الخير كل أرجاء الوطن.. وشهد الوطن تحولات تاريخية شملت الأرض والإنسان فعلى واقع الأرض انتهت حقبة التشطير وإلى الأبد أما الإنسان اليمني بشكل عام والمرأة اليمنية بشكل خاص فقد حصلاً على كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. كيف لا وقد تولت المرأة في ظل الوحدة مناصب قيادية عليا في الدولة وأصبحت وزيرة ونائبة في البرلمان وقيادية في الأحزاب والتنظيمات السياسية، ليس هذا فحسب بل أنه في ظل الديمقراطية أتيح المجال أمام المرأة لتشكل كياناً واتحاداً خاصاً بها ضمن منظمات المجتمع المدني فكان لها ذلك، وسمي المولود في عام 1990م اتحاد نساء اليمن.. بعد أن كانت هناك عدة كيانات تحت مسميات مختلفة. وفي هذا الصدد تتحدث للجمهورية نبيهة طارش عبدالرحمن رئيسة اتحاد نساء اليمن فرع تعز عن ما تحقق للمرأة اليمنية في ظل الوحدة بشكل خاص وعن إنجاز وبرامج الاتحاد بشكل عام. برزت في شتى المجالات بداية ما الذي تحقق للمرأة ومتى تأسس اتحاد نساء اليمن؟ المرأة الآن في ظل الوحدة والجمهورية بدأت تبرز وتظهر وتأخذ حقوقها في شتى المجالات في التعليم والصحة.. والمشاركة السياسية وأصبحت المرأة وزيرة وطبيبة وأيضاً نائبة في البرلمان، إضافة إلى مشاركتها في العملية الديمقراطية من خلال التصويت في صناديق الاقتراع.. بمعنى أنه فتحت أمام المرأة مجالات كثيرة كانت في السابق محرومة منها والأخ رئيس الجمهورية أولى المرأة اهتماماً خاصاً ومنحها كافة حقوقها أيضاً أعطاها نسبة 15 %من مقاعد البرلمان. صحيح أن هناك في بعض المناطق القبلية ما زالت تعارض خروج المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية وحتى التعليم ولكن ذلك لا يعني نهاية العالم ونحن في الاتحاد نعمل على تقديم كافة الخدمات وتسهيل المعوقات التي تقف عائقاً أمام حقوقها ويكفي أننا في ظل الوحدة نذهب إلى صنعاء أو عدن دون أن تكون هناك حواجز أمامنا كما كان في السابق قبل الوحدة والمرأة الآن انطلقت نحو الأمام. اتحاد موحد وتضيف: طبعاً نشأ اتحاد نساء اليمن في ظل الوحدة وكانت أول انتخابات للاتحاد في عام 1990م وعمره الآن بعمر الوحدة عشرون عاماً. وبالنسبة لنا فقد بدأنا أول انتخابات في عام 2004م وتم تجديد هذه الانتخابات في عام 2008م ولم تأت إلى هنا إلا عبر صناديق الاقتراع وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل الوحدة التي ولدت معها الديمقراطية والتعددية، حيث لم يكن في السابق قبل الوحدة شيء يسمى اتحاد نساء اليمن وكان هناك ما يسمى بجمعيات المرأة، وكان عدد النساء في ذلك الحين المشاركات في تلك الجمعيات قليلاً جداً بحكم أن العادات والتقاليد في تلك الفترة لم تسمح للمرأة بالخروج للتعليم ويكفينا فخراً أن التسمية للاتحاد جاءت في ظل الوحدة وأصبح هذا الاتحاد يجمع كل نساء الجمهورية. لا توجد قوانين وتستطرد نبيهة كلامها قائلة: أيضاً من قبل لم يكن هناك قوانين لمنع الزواج المبكر للفتاة، حيث كان أغلب الآباء يزوجون بناتهم في سن مبكر لكننا الآن نستطيع القول أننا من خلال عملنا في الاتحاد استطعنا أن نحجم من هذه الظاهرة عن طريق التوعية.. مقاطعاً ولكن حتى الآن لا يوجد قانون ينص على تحريم أو تجريم الزواج المبكر؟ نعم لا يوجد ولكننا نسعى ونعمل ونطالب على إيجاد مثل هذه القوانين بحيث يسمح بتزويج الفتاة بسن 18سنة، ونحن ناقشنا هذا الموضوع مع الأخ نائب رئيس الجمهورية في الاجتماع الموسع في صنعاء.. الانخراط في العضوية ما الذي تقدمونه انتم للمرأة في تعز؟ أولاً.. أبوابنا مفتوحة لجميع النساء للانخراط في العضوية وقد استقبلنا العديد من العضوات حتى من ربات البيوت هناك الكثير منهن عضوات في الاتحاد وهذا يسهل عملنا، بحيث أننا نستطيع حل مشاكل المرأة والمتعلقة بانتهاك حقوقها. وشخصياً ناديت في أكثر من صحيفة على ضرورة أن تكون جميع النساء في تعز عضوات في الاتحاد. وحدة الدائرة القانونية كيف تعملون على حل مشاكل المرأة وخاصة المتعلقة بالانتهاكات؟ لدينا وحدة تسمى وحدة الدائرة القانونية تعد أهم دائرة في الاتحاد وهي تقوم بتقديم خدمة الاستشارات القانونية وحل مشاكل وقضايا المرأة مجاناً وبدون مقابل فمثلاً هناك كثير من النساء الفقيرات يتعرضن للانتهاكات مثل الضرب، ونهب أراضيهن عدم القدرة على أخذ النفقة من الأزواج ومن خلال هذه الوحدة التي ترأسها محامية نقوم بحل تلك المشاكل فعندما تأتي إلينا المرأة المنتهكة يتم الاستماع لمشكلتها من قبل المحامية وبعد ذلك تقوم بالدفاع عنها واسترجاع حقوقها وقد عملنا على حل ما يقارب 68 قضية عبر المحاكم وتم إعادة كافة الحقوق للنساء في تلك القضايا. ومن خلا هذه الوحدة قدمنا الخدمات للعديد من النساء سواء داخل السجن أو خارجه.. مركز نسوي للتعليم أما في مجال التعليم فنحن أوجدنا مركزاً نسوياً وفيه حوال 400 امرأة من النساء الكبيرات في السن ويدرسن من الصف السابع وحتى الثالث الثانوي، ويتم تدريس المناهج الحكومية ويساعدنا في ذلك مكتب التربية بالمحافظة ومكتب التربية في مديرية القاهرة والذي يقوم بتزويدنا بالمناهج الدراسية وكذلك المعلمات وبإمكانك زيارة المركز وهناك من بين هؤلاء النساء واللاتي حرمن من التعليم في السابق من أنهت الثانوية العامة، وهذه من مميزات الوحدة فأي امرأة فات عليها قطار التعليم يمكنها الالتحاق بمراكز الاتحاد لأخذ حقها في التعليم.. ضيق المبنى وتتابع نبيهة طارش حديثها بالقول: ونحن نعاني من ضيق المبنى الخاص بمركز التعليم وهو لا يكفي وهذا المبنى قديم من الستينيات حيث كان في ذلك الوقت نساء متطوعات يقمن بتعليم المرأة أمثال الأستاذة رمزية الإرياني نورية حمود فطوم عبده حسن وغيرهن من النساء واللاتي كن ونحن طالبات يذهبن إلى المنازل لإخراج النساء وتعليمهن القراءة والكتابة في هذا المركز.. والفضل بعد الله يعود لتلك الكوكبة من النساء الأوائل وهن الآن تبوأن مناصب عليا في الاتحاد وفي الدولة وقد ساهمن إسهاماً كبيراً في إحداث تنمية المرأة اليمنية عموماً والتعزية خصوصاً. التأهيل في مجالات عدة وتستطرد: أيضاً في مجال التدريب والتأهيل قدمنا برامج عمل ودورات تدريبية في مجالات عدة فمثلاً قمنا بتأهيل وتدريب النساء في السجن المركزي على حرفة الأشغال اليدوية الكوافير كيفية عمل المخللات صناعة البخور الخياطة والقص وذلك عندما تخرج من السجن تكون لديها حرفة أو مهنة تستطيع من خلالها العمل والعيش ولا يمكنها العودة إلى السجن مرة أخرى وهذا بدعم من المكتب التنفيذي إضافة إلى توعية دينية اجتماعية نفسية تتضمن تعريف المرأة كيفية أن تتقي الله في عملها وتعريفها بعقوبة السرقة الزنا وذلك ضماناً لعدم عودتها إلى السجن أيضاً لدينا وحدة الكمبيوتر نعمل دورات للنساء خلال ستة أشهر مقابل مبلغ زهيد يقدر بحوالي 15000 ريال والنساء الفقيرات جداً نقيم لهن الدورات مجاناً.. إقبال شديد وتواصل حديثها: ولدينا رياض للأطفال ورغم أن الفصول قليلة إلا أن هناك إقبالاً شديداً ونحن نعتمد على الدخل من هذه الرياض في حالة إقامة الدورات والورش لعمل للنساء الفقيرات، وما زلنا منتظرين لقاءنا مع رئيس الجمهورية لنطرح عليه مشاكلنا وقضايانا حتى نحظى بلمسة كريمة من شخصه الكريم. عشرة مراكز في المديريات وتتحدث نبيهة طارش عن مدى انتشار الاتحاد إلى المديريات بالقول: قمنا في اتحاد نساء اليمن فرع تعز بافتتاح حوالي عشرة مراكز موزعة على عدة مديريات مثل الشمايتين بني يوسف بني عمر العزاعز أديم.. ونود أن نشيد هنا بالمجالس المحلية في بعض المديريات الذين تعاونوا معنا وكذلك مركز في حيفان، ولكن المشكلة هناك أنه لا يوجد لديهم مقر للاتحاد وأنا أناشد من هنا عبر صحيفة الجمهورية أبناء هائل سعيد أن يشيدوا مبنى للاتحاد في حيفان، وما زلنا نتوسع أكثر ولدينا مركزين في منطقة الدعيسه. تربية الأبناء على حب الوطن وفي ختام حديثها نصحت رئيسة اتحاد نساء اليمن فرع تعز المرأة بالقول: على المرأة التقدم إلى الأمام وعدم العودة إلى الوراء كذلك المحافظة على انجازات الوطن وتربية أبنائنا على حب الوطن.
