للقات قصة طويلة في اليمن ، وتزداد أحداثها إثارة وتفاعلاً كل يوم، ومع مرور الزمن، تتجدد فصول هذه الحكاية، العجيبة، ومع الرياضيين والشباب يبدو فصلها الأهم في ميدان الموالعة الجدد والذين يزدادون كل يوم ويتفننون في طريقة شراء القات ومضغه وتكييف جلساته..!! الشباباليمني الذين يمثلون أكثر من 75 في المائة من عدد سكان الأرض الطيبة، هم الحلقة الأهم في رحلة القات الطويلة ، وهم الحلقة الأهم والأضعف في ذات الوقت، إذ يعتمد “المقاوتة” في شراء الأوراق الخضراء على هذه الشريحة المهمة كونها شريحة العمال والطلاب وسواعد الحاضر والمستقبل معا. في احتفال اليمن بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية في محافظة اب السياحية الخضراء، دعا رئيس الجمهورية من جديد الشباب الى التخلي عن ظاهرة تعاطي القات ومضغه وشرائه وزراعته، والعمل على الحفاظ على العمل المثمر والبناء، والأوقات وادخار قوة الشباب لبناء الوطن وترك مجالس القات. صفق الحضور جميعاً تفاعلاً مع كلمة رئيس الجمهورية ، وخاصة دعوته إلى اقتلاع شجرة القات من محافظة إب والمحافظات اليمنية، وتفاعلوا مع دعوته، وكأن لسان حالهم يقول نحن معك امض بنا وسنكون خلفك نقلع القات الذي من قاته مات ونزرع الثمار التي تفيد اقتصادنا الوطني ويمننا الحبيب.. الجميع صفق, والجميع تفاعل خاصة بعد خطوة محافظة إب الجريئة في قلع أشجار القات التي بدأت تنتشر كالسرطان في وادي السحول الخصب، والذي كان عبارة عن وادي فسيح مزروع بأنواع الفواكه والخضروات الإبية التي تمتاز بجودتها وروائحها المتميزة وطعمها ذو المذاق الخاص.. واليوم علينا كشباب وعلى منظمات المجتمع المدني والأندية والمنظمات الشبابية والأحزاب والحكومة ان يتحدوا معاً لمواجهة انتشار وتزايد المتعاطين للقات والماضغين له، حتى غدى تحدياً يواجه اليمن كأكبر قضية اقتصادية ومالية ، إذ استنزف القات الماء واستنزف الجهود واستنزف الوقت واستنزف القدرات والمواهب، واستنزف الرياضيين والشباب. إن تحمس رئيس الجمهورية ضد القات ودعوته أبناء اليمن إلى الإقلاع عن تعاطيه وقلع شجرته، توجه صائب ، ومعني به اكثر من غيرهم الشباب والرياضيين الذين ينبغي أن يعكسوا هذا التوجه والحماس إلى فعل وحقيقة ماثلة لنتجه معاً إلى بناء اليمن الجديد، الخالي من القات والسموم.