نظم مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط المصرية بالتعاون مع الملحقية الثقافية بسفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة أمس في أسيوط ندوة بعنوان «عشرون عاماً من الوحدة المباركة..إرادة شعب واحد », بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني ال20 لقيام الجمهورية اليمنية. وقد تحدث في الندوة مدير مركز دراسات المستقبل بالجامعة الدكتور محمد إبراهيم منصور بكلمة أكد فيها أهمية الوحدة في الجسد العربي الواحد. وتناول الدكتور منصور أهمية الوحدة اليمنية كنواة للوحدة العربية, مؤكداً أن الوحدة اليمنية ما قامت إلا ترجمة لإرادة شعب واحد ولتبقى وتستمر كنواة وحدوية تبرهن على إمكانية قيام وحدة عربية شاملة بين أكثر من قطر من أقطار الأمة العربية. وتطرق إلى التحديات والمخاطر المحدقة باليمن وأمنه واستقراره ووحدته جراء التداعيات والظروف الإقليمية والدولية الصعبة وفي مقدمتها تحديات خطر الإرهاب الدولي و تناقضات الصراع الإقليمي وقواه الجديدة وانعكاساتها السلبية في تأجيج التوترات والفتن في عدد من الأقطار ومنها اليمن. وقال :ندرك أن المشاريع الصغيرة الساعية للمساس بأهم منجز قومي مشرف للعرب يتمثل بالوحدة اليمنية, يقف وراءها خائنو الوطن اليمني والذين يتنقلون من حضن إلى حضن متاجرين بقضايا وثوابت اليمن الواحد.. داعياً أبناء اليمن بكافة انتماءاتهم إلى الذود عن حياض الوحدة الوطنية في كل شبر من ارض اليمن. وفي حين شدد مدير مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط على ضرورة التنبه إلى مخاطر الانسياق وراء موجة الأطروحات التي روجت لها مشاريع الشرق الأوسط الكبير الأمريكية والإسرائيلية, أبدى تفاؤله وثقته في قدرة اليمنيين على التغلب على التحديات التي تواجههم من خلال الحوار والتوافق والعمل الوطني اليمنى باتجاه مواصلة جهود التنمية الشاملة بما يكفل التوزيع العادل لثمار الوحدة على كافة مناطق اليمن وتعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة كافة التحديات وتفويت الفرصة على أية عناصر انفصالية و تآمرية حاقدة . وقال :إن اليمن مازال بأبنائه الأوفياء قادراً على القضاء على المخططات التآمرية التي تستهدف تماسكه ووحدته وزعزعة أمنه واستقراره. وأشاد الدكتور منصور بالروح الوطنية التي يجسدها طلاب اليمن في جامعة أسيوط، وبمثابرتهم وتفوقهم في ميدان التحصيل العلمي. بينما تحدث المستشار الثقافي بسفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة الدكتور قائد أحمد الشرجبي, عن تاريخ اليمن الموحد عبر حضاراته الممتدة منذ ما يقارب الثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد . واستعرض في الوقت ذاته الدلائل المؤكدة وجود رغبة ملحة بين الدول والحضارات اليمنية إلى إعادة توحيد اليمن في أية فترة تجزئة وهو هاجس ظل مسيطراً على النظام السياسي الحاكم منذ بدايات التفتت إلى أن توج بتحقيق هذا المنجز العظيم المتمثل بإعلان قيام الجمهورية اليمنية الموحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990 . وتناول الدكتورالشرجبي في عرضه التاريخي الروابط التي جمعت اليمن بمصر منذ العصور القديمة باعتبار أن مثلث اليمن ومصر والشام كان استراتيجية لتكوين نظام سياسي متماسك وقادر على الاستمرار في ظل التوسع الأوروبي والإمبراطوريات القائمة آنذاك. .مشيراً إلى دور اليمنيين في زمن الفتوحات الإسلامية ودورهم في تأصيل ثقافة التعايش وقد تبدى ذلك في جانب اللغة التي ظلت كلمات منها لغاية اليوم تنطق في مصر باليمنية. وتطرق أيضاً إلى الدعم الذي قدمته مصر لدعم الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر ) للقضاء على الإمامة وترسيخ أركان النظام الجمهوري ومقارعة الاستعمار البريطاني وكذا الجهود التي واصلتها مصر وعكست حرصها على توطيد علاقتها باليمن من خلال الدعم الذي قدمته ومازالت تقدمه في العملية التعليمية منذ فجر الثورة فضلاً عن مواقفها الداعمة لقضايا اليمن في مختلف المراحل . من جانبه تحدث أستاذ التاريخ المعاصر والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة حلوان الدكتور عاصم الدسوقي عن الظروف الإقليمية ومخاطر العولمة التي هبت رياحها على المنطقة العربية في نفس التوقيت الذي قامت فيه الوحدة اليمنية وهو ما زاد من حجم التحديات التي واجهتها خلال تلك الفترة وما بعدها. واستعرض الدكتور الدسوقي الدور الجيوسياسي لليمن في ظل الظروف التي وسمت النظام العالمي الجديد ..مشيراً إلى صعوبة استفادة الأنظمة العربية من تجارب التوحد كالتجربة الرائدة لمنطقة اليورو. وقال :رغم اهتمام الغرب وأوروبا بشكل خاص بمنطقة الجزيرة العربية والشرق الأوسط إلا أن هذا الاهتمام لم يثر حفيظة الأمن لدى العرب عوضاً عن عدم الاستفادة من تجارب الماضي القديم والقريب. من جهة ثانية ناقش المستشار الثقافي بسفارة اليمن بالقاهرة الدكتور قائد الشرجبي مع رئيس جامعة أسيوط الأستاذ الدكتور مصطفى كمال, مستوى التحصيل العلمي للطلاب اليمنيين الدارسين بالجامعة, والإشكاليات التي تعترض بعضهم وسبل معالجتها بما يكفل رفع مستوى تحصيلهم العلمي وتكريس جهودهم للبحث العلمي باعتباره الهدف الرئيس لإيفادهم. كما التقى المستشار الثقافي بالطلاب اليمنيين الدارسين بجامعة أسيوط, وأطلعهم على نتائج لقائه برئيس جامعة أسيوط بحضور نائبه للدراسات العليا وكذا المعالجات التي اتخذت من خلال تواصل الملحقية مع رئاسة الجامعة ومع وزارة التعليم العالي المصرية لمعالجة عدد من قضايا الطلاب .. مؤكداً حرص الملحقية الثقافية على متابعة حل أية مشاكل عالقة تندرج ضمن مهامها واختصاصاتها. وحث الجميع على مضاعفة الجهود في ميدان التحصيل العلمي بما يحقق الأهداف التي ابتعثوا من أجلها.