دشن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الارحبي ووزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي أمس البرنامج التدريبي الدولي الاول في مجال الحفاظ على التراث المبني وإدارة المواقع التاريخية. وفي تدشين البرنامج الذي تنظمه الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمة اليونسكو بمركز الدراسات والتدريب المعماري بصنعاء القديمة على مدى 35 يوماً بمشاركة 71 من الجهات ذات العلاقة قال الأرحبي: إن التراث هو التعبير الأبرز عن الجهد الحضاري للإنسان اليمني على مر العصور وهو بذلك احد اهم ملامح الهوية الوطنية اليمنية الى جانب كونه مورداً اقتصادياً مهماً يجب ألا يستهان به . وأكد أن الحفاظ على التراث المبني مسؤولية عالمية ووطنية جماعية وإن اضطلعت بها بعض الجهات كمهمة وظيفية.. مضيفاً: لانرى سبيلاً للحفاظ على جوانب هذا التراث بمعزل عن قضايا التنمية وتلبية الاحتياجات المتنوعة لباني وساكن ومالك هذا التراث والمستفيد منه الا وهو الانسان وقبل ذلك مشاركته الفاعلة في انشطة الحفاظ المختلفة والاستفادة من تلك الانشطة. وتابع نائب رئيس الوزراء: من هنا كانت نظرة الصندوق الاجتماعي للتنمية الى التراث الثقافي كمجال حيوي من مجالات التنمية ومكافحة الفقر وثروة وطنية لاتنضب.. مستعرضاً دعم الصندوق لهذا الجانب والذي بلغ 50 مليون دولار تم استثمارها في أكثر من 250 مشروعاً . وأكد اهمية استخدام المعرفة والاساليب العلمية في مقاربة اعمال الحفاظ والترميم حتى لاتتسبب التدخلات في أضرار قد تفوق ما يسببه الإهمال وعوامل الزمن.. منوهاً بالجهود المبذولة من الاجهزة الوطنية المسؤولة على الحفاظ على التراث الثقافي وكذا منظمة اليونسكو والحكومة الهولندية الصديقة على دعم هذا البرنامج . من جانبه أشار وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي الى اهمية البرنامج التدريبي كونه يستهدف بناء القدرات للعاملين في مجال الحفاظ على التراث ويساعد على خلق شبكة وطنية واقليمية للخبراء تسمح بتبادل المعارف والخبرات الفنية والمعارف المتعلقة بالاتفاقات الدولية في مجال التراث العالمي. ولفت الى أهمية وضع رؤية واضحة لسياسات الحفاظ على التراث المعماري نظراً للوضع الحرج لكثير من المدن والمواقع ذات الطابع المعماري الفريد ومنها بعض المدن المسجلة في قائمة التراث العالمي . وقال الدكتور المفلحي: مما لاشك فيه أن تطوير نوعية الحياة في المدن ذات الطابع المعماري التراثي في مجتمعنا تعتبر من التحديات الرئيسة التي سوف يسهم توفيرها في تشجيع الهجرة المعاكسة من المراكز الحضرية المكتظة الى القرى والمدن التراثية مثلما حدث في مدينة صنعاء القديمة وشبام حضرموت التاريخية التي عادت اليها الحياة من جديد بعد التحسينات الملموسة والجهود المبذولة . وأضاف: برنامج الحفاظ على مواقع التراث المعماري سوف لن يتحقق بشكله المرضي ما لم يتزامن مع إشراك المجتمعات المحلية وتأهيلها ورفع وعيها بأهمية الحفاظ على التراث المعماري والاستفادة منه في الأغراض السكنية والسياحية والاقتصادية. فيما أكد رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية الدكتور عبدالله زيد عيسى أهمية تضافر الجهود الشعبية والرسمية وتحمل مسؤولية الحفاظ على هذا التراث.. لافتاً الى ان البرنامج التدريبي يأتي ضمن جهود الهيئة لإيجاد برنامج تدريبي مكثف يهدف الى تعزيز القدرات في مجال الحفاظ على التراث المبني في اليمن وآلية التعامل معه وادارته . وأشار الى ان البرنامج يسعى الى تعريف المشاركين بالمواثيق الدولية والمعلومات الاساسية للحفاظ على التراث المبني وإدارته وتحقيق قدرة المشارك على التحليل والتقييم والتطوير للخطط التنفيذية ، مطالباً الجهات المعنية بسرعة اصدار قانون المحافظة على المدن والمعالم التاريخية وانجاز المرحلة الثانية من مخطط الحفاظ على صنعاء القديمة والمحميات وكذا عملية الإصلاح المالي والإداري للهيئة . بدوره استعرض المدير المؤسس لمركز التراث العالمي بباريس -البروفسور بيرند فون دروست - جهود منظمة اليونسكو في الحفاظ على التراث التاريخي ، منوهاً بالتعاون القائم بين اليونسكو واليمن . وأشار الى ان البرنامج التدريبي سيشارك فيه مدربون وخبراء دوليين بشقيه النظري والعملي ، مؤيداً تبني واصدار قانون الحفاظ على المدن التاريخية . يشار الى أن البرنامج يتكون من 3 دورات تدريبية الاولى عن تاريخ الحفاظ وتطور سياسات الحفاظ والثانية عن الحفاظ المعماري والأخيرة عن الادارة الحضرية .