من حق المحافظة الحالمة أن تعلن الأفراح والليالي الملاح حتى وإن كان الطاهش الحوباني لايزال يعيش حالة الاضطراب في عرينه بالحوبان.. متهالك القوى.. تتوالى عليه الضربات للإطاحة بكل عزائمه للانتفاضة والعودة إلى المشهد الكروي السعيد لرياضة تعز فذلك لأننا بحاجة إلى الأفراح لانتعاش الآمال.. .. ولرياضة الحالمة الحق أن تبتهج كثيراً.. ولو أن الصحة الفريق العملاق لايزال غريقاً في سباته، ويعاني غيبوبة الموت السريري منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولم يستطع أو يتمكن أحد من معالجته.. فيما يشعر أبناؤه من الجيل الحالي بأنهم من فئة (البدون) رياضياً.. لأنهم مسجونون في مقره الدكاكيني بحي المستشفى الجمهوري، محشورين في أحد أزقتها الضيقة.. ويحنون لعودة الأزرق الحالمي الكبير بنجومه وعطائه في الزمن الجميل.. .. ولرياضيي تعز الحق في التعبير عن سعادتهم هذه الأيام لأن الرشيد عاد إلى موكب الأندية الكبيرة.. بعد أن غادر من الموسم الماضي مغدوراً به من الشقيق والصديق، والمنافس والاتحاد الذي تحول هو الخصم والحكم.. ومع أن الأخضر الحالمي كان يعاني الطفر، وتكالبت عليه الظروف القاسية لكنه برهن بلاعبيه وبنجومه الثريا غير المستعارة أنه بطل غير متوج، ونادِ أنموذجي، كالصبار يقاوم القحط والجدب بمزيد من التصبر والجلد.. فحقق النجاح، وفتح سفارة ثالثة لرياضة تعز في دولة اتحاد القدم !! .. لا طعم ولا مذاق للأفراح مادام الطليعة يئن من جراحات السنين التي أثخنته.. ولا يطيب لأحد من رياضيي الطاهش الحوباني أن يبتهجوا ويسعدوا حتى يغادر فريقهم من كهف الغيبوبة، ويفيق من سباته.. ويعود الطاهش الناهش في دوري الأضواء. .. لن تكتمل في نفوس رياضيي الحالمة الأفراح إلا حين يجدون أن الأزرق التعزي، الفريق الكبير، قد تجاوز مرحلة الخطر، واستعاد حيويته وعافيته لينضم إلى ركب (الصقر – الأهلي – الرشيد). .. نؤكد ذلك.. لأن ديربيات الطليعة والأهلي بتعز كانت تتفوق في جماهيريتها وتنافسها على سائر المباريات في الدوري اليمني في السبعينيات والثمانينيات.. وكان الصحة والطليعة يشكلان ندين لبعضهما والتحضيرات للديربي الأبيض والأزرق له (رنة وحنة) وتسبقه التوقعات وتتبعه (زيطة وزمبليطة).. كما أن الاحتفالات بانتصار أحد الفريقين الأهلي – الطليعة في ديربي تعز كانت تتواصل، ويعدها الجمهور الكروي أعظم من إحراز الكؤوس، ونيل الألقاب.. فقد اختصروا المنافسة الكروية في اليمن بديربي تعز.. وارتفع المستوى الفني والمتعة والإثارة. .. وهو مايشير إلى أن الرياضة الحالمية وأنديتها تستحق أن تنضم إلى خارطة أندية النخبة وأن لا يبقى الطليعة والصحة مسجونين منبوذين، يستقبلان العزاء في هلاك أجيالهما المتعاقبة إلى درجة يمكن وصفهما بأنهما على طريق الانقراض من التاريخ الكروي.. وأن لا تنسى أندية الأضواء الحالمية جيرانها، كما لا ينبغي على مسئولي القطاع الرياضي إهمال هذين الناديين اللذين يعتبران من مؤسسي الرياضة في تعز الحالمة.