من المُريح للنَّفْسِ البشرية هو روحانيتها واطمئنانها وتذوق حلاوة إيمانها.. وفي رحلتها تصادف مئات العوائق الصَّادة لها محاولة زعزعتها عن إيمانها وزحلقتها عن صواب السلوك المعافى من أدران القُبح وأسلاكه الشائكة في السلوكيات الخاطئة المشينة. وللنفس البشرية ورشة عمل تقوم بها للتخلص من شوائب الدناءة التي تُلاحقها وتَعْلَق بها بين الحين والآخر بدناءة صاحبها البذيء ربما واللَّعان لأبويه والذي لا يؤمن جاره بوائقه و... فالنفس البشرية بلون “الأمارة بالسوء” تكيد صاحبها باستمرار شرارة السوء فيه وتكبَّده خسائر فادحة في الدين ينجم عنها مئات الآلاف جرحى في العقيدة ومئات الملايين ضحايا التطرفات الدينية والصراعات المذهبية و.. وقس على ذلك. والنفس الطيبة المتَّزنة تترك إيجابيات أثرها في مكنون صاحبها فيظهر حُسنها ورقّة حنانها وصدق مشاعرها.. في بشاشة صاحبها وطريقة تعامله مع غيره بكل أدب وخلق عظيم جاعلاً نصب عينيه وملء قلبه قوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم”. فلا مجال لها أي النفس الطيبة أن تبكي على دنيا فانية ملعونة.. ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالماً ومتعلماً.. وقد علمت مسبقاً أن السلامة فيها ترك ما فيها. إذ يتمنَّى الواحد منَّا عيشة هنيئة بنفسٍ راضية مرضية في الدنيا تُدخله “جنة” عرضها السموات والأرض لا “فندقاً” خمسة أو سبعة نجوم أو تدخله صالات القمار ومراقص الدمار.. والعياذ بالله. علينا قدر ما نستطيع تهذيب أنفسنا وخاصة باغتنام فرصة الشهر الكريم رمضان الفضيل بكل ما يحمله لنا من رحمة أوله ومغفرة أوسطه وعتق من النار آخره قال تعالى: “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت” صدق الله العظيم.