وإليك هذا المعنى الجميل:إن من أسماء الله الحسنى اسم “الصبور” هل فكرت في ذلك من قبل؟.. إن لم يكن في الصبر نعمة أو شرف غير أنه من أسماء الله الحسنى لكفى إننا سوف نتخلق بهذا الخلق لأنه من أسماء الله الحسنى.. إنه شعور قلب يحب الله و”الصبور” أعلى مقاماً من “الصابر” و”الصبار” فالصبور: هو من يكون حاله مستديماً على الصبر ولكنه صبر لا يماثل صبر البشر، صبر يليق بجلاله سبحانه وتعالى(.. ليس كمثله شيء..)الشورى يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل إنه يشرك به ويجعل له الولد، ثم هو يعافيهم ويرزقهم) رواه البخاري. هناك من يقول:( إن والدة زوجي قالت في حقي كذا)و(كلما رأوني قالوا كذا وكذا) انظر لصبر الله تبارك وتعالى عما يقولون في حقه تعالى، مع قدرته على البشر، مع سمعه وبصره لكل ما يقوله البشر مع أنه الملك المسيطر المدبر، الذي يقول للشيء كن فيكون لكن انظر إلى صبر الله تبارك وتعالى..انظر إلى البشرية التي وصلت إلى كذا مليون الآن 6مليارات ونصف تقريباً. كم عابداً لله منهم؟ لو قلنا 300 ألف يكون عظيماً لم لا يهلك الله سبحانه وتعالى الكون؟ لأنه صبور وحليم. في أوقات، تمر ليالٍ في السنة تكون كل البشرية غارقة في المعصية، ولا ينزل عليهم سخط الله عز وجل، إنما يمهلهم ويصبر عليهم. أتصبر أنت بعدما سمعته أم لا؟ الكائنات تستجير وتستنكر لما يحدث على الأرض ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربه:يا رب ائذن لي أن أغرق ابن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك. وتقول الجبال :يا رب ائذن لي أن أطبق على ابن آدم، فإنه أكل رزقك وعبد غيرك. وتقول الأرض: يا رب ائذن لي أن ابتلع ابن آدم، فإنه أكل رزقك وعبد غيرك.والله تبارك وتعالى يقول:( دعوهم، لو خلقتموهم لرحمتموهم ).(( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا،ولئن زالتا إن أمسكهما أحد من بعده) لذلك كان للنبي أن يقول بعد كل ما تفعله البشرية:(ما من أحد أصبر على أذى سمعه من الله) إن الكائنات لم تتحمل، ولكن انظر إلى صبر الله انظر كيف يتعامل معنا الله..(اللهم اجعلنا من الصابرين) يقول العلماء:( الصبر نصف الإيمان) كيف ذلك؟ إن الإيمان هو فعل الطاعات وترك المعاصي وحياتك التي تعيشها إما نعمة لك وإما مصيبة تنزل عليك نعمة تأتي تشكر الله..ومصيبة تنزل عليك تصبر فالنصف الأول:شكر، والنصف الثاني: صبر ولذلك، على المؤمن عبودية في السراء وهي: الشكر، وعبودية في الضراء، وهي الصبر. يقول تعالى:( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) سورة لقمان جمعهما الله في آية واحدة لأن بهما يكتمل الإيمان. تشعر بأن الإيمان كجسد رأسه الصبر، إذا قطع الرأس انتهى تريد لذة من اللذات؟ لا تريد أن تصلي؟ افعل ما شئت..أنت بدون رأس.أرأيت قيمة الصبر؟لذلك لا إيمان لمن لا صبر له فإذا قطع الرأس مات الإنسان، والصبر هو الرأس.