, أريد لاشيء الصنوبرة الوحيدة. والروايات الجديدة لاتقول سوى البسيط: تحرّر الأبطال من عبء البطولة وانتشال الجوهري من الكلام الهامشي. وغرفتي الملأى بأوراق ممزقة وحبر جامد هي غرفتي العطشى إلى الإلهام في هذا المساء. وشاشة التلفاز صارت لوحة سوداء مذ مرضت ممثلتي الأثيرة في المسلسل, والجدار هو الجدار. فأي موسيقى سترشدني إلى جهة العواطف؟ والهواء مدخن هذا المساء, كأن جاراً فوضوياً, أو صبياً ما شقياً أشعل الكبريت في كوم القمامة. والهواء ملون هذا المساء كأن نجماً كان يخرج من مدار الجاذبية. من هنا هذا المساء؟ ومن يفسرني إذا قلت: المساء هواية العبث الأكيد ومهنة الأبدي, أو هو مثل مطرقة تدق الشيء واللاشيء كي يتساويا؟ عبثاً أرمم داخلي, هذا المساء, بخارجي.. لاذئب يعوي في البراري كي يسامرني, ولاقمر ينام على الصنوبرة الوحيدة قرب نافذتي. أرى اللاشيء شفافاً جلياً. والمساء غواية اللاشيء. واللاشيء يعبث.. لاينازعني على شيء. يحملق بي ويلعب. لايخيّبني ولايحكي ويكذب. إنه يأتي ويذهب فارغاً ومسالماً. ولربما عبأته بخواطري فأعانني.. ولربما حمل الكلام نيابة عني, وصاغ لي القصيدة.. ربما هذي القصيدة!.