العمل التعاوني بقيام ثورة 26سبتمبر دخل المجتمع اليمني مرحلة جديدة عبرت عنها مبادىء الثورة وأهدافها الستة التي خصت التعاون بصورة مباشرة بهدف من أهدافها وهو الهدف الرابع الذي نص على “إقامة مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف” ويحسب للحكومة التي شكلت في ظل حركة 13يونيو إحداث تحول في هذا المجال، وإذا كان هذا الهدف قد مثل بداية الارتباط النشاطي للمجتمع بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من الناحية التعاونية التي يعتبر ظهورها مسألة ملازمة للتطور الاجتماعي ومرتبطة عملياً بوجود مستوى معين من الشروط الأساسية السياسية الاقتصادية والتنظيمية أيضاً ومثل هذه الشروط وفرتها الثورة السبتمبرية لتكون دافعاً للعمل التعاوني في استمرار نشاطه وتواصل أفعاله بغية دفع مظلمة أو رد خطر داهم بتعاون الجميع. وفي ظل الحكومة التي أفرزتها حركة 13يونيو تطور العمل التعاوني الذي تطورت أطره خلال سنوات قليلة منذ بداية الثورة على النحو التالي. اللقاء حتى عام 1972م بلغت التحضيرات لمؤتمر عام خاص بهيئات التعاون الأهلي للتطوير التعاوني انبعث عنه أول مؤسسة تعاونية ديمقراطية خلال مسيرة الثورة وذلك في يونيو عام 1972م وخرج المؤتمرون بتأسيس الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير التعاوني الذي بدأ بتنظيم جهود التعاونيين ووجه الطاقات الشعبية نحو التنمية وفق برامج تحددها كل هيئة في إطار احتياجات السكان وموردها المالي كانت تمثل قاعدة التحويل الثلاثي لمشروعاتها. ومن عام 73 1981م تطور عدد الهيئات من 24هيئة إلى 200هيئة مشكلة وفق أحكام القانون رقم “35” لعام 1975م الذي قضى بمنح الهيئات المشكلة الشخصية الاعتبارية وتديرها هيئة إدارية مكونة من سبعة أشخاص كحد أدنى و”9” أشخاص كحد أعلى يتم اختيارهم بالاقتراع الحر المباشر. ويمثل عام 75البداية الفعلية لهذه الهيئات حيث شهد العمل التعاوني زخماً كبيراً. إنجازات التعاون الأهلي حققت إنجازات الطرق الريفية حيث شقت طرق جبلية وأنشئت فصول ومرافق تعليمية ابتدائية وتم بناء مرافق صحية وعيادات ومستوصفات إلى جانب مشروعات متكاملة ونصف متكاملة في مجال مياه الشرب. كما أنجزت مشاريع متنوعة من حدائق ومتنزهات ومشاتل. حكومة عهد الحمدي تطبيقاً للهدف الرابع من أهداف الثورة تطور العمل التعاوني في أطره وأبنيته خلال سنوات قليلة بفضل اتساعه وانتشاره في العديد من مناطق المحافظات في ظل حكومات متعاقبة لتصبح تنظيمات اجتماعية معبرة عن حاجات السكان وتطلعاتهم فقد ظهرت: 1 لجان مشاريع القرى في حكومات الفترة من 63 1965م. 2 تشكيل هيئات تطوير المناطق من عام 65 1972م. 3 تشكيل هيئات تطوير النواحي من 721984م. وفي ظل حكومة حركة 13يونيو تم تشكيل هيئة التعاون الأهلي للتطوير عام 75واستمرت إلى عام 1985م. وقد شكل أول حكومة بعد انقلاب 13يونيو 1974م محسن العيني الذي سرعان ما حدث خلاف بينه وبين الرئيس إبراهيم الحمدي استدعى على إثره عبدالله الحجري الذي كان في لندن ليقف بدوره ساخراً من اتجاه نظام الحمدي للإعداد للانتخابات على اعتبار أن أي من المجالس السابقة الوطني والشورى لم يكونا منتخبين حينها قال: الحجري من موقعه كرئيس للجنة الانتخابات عن قوانينها وجددها: “وضعوا قانوناً للانتخابات في اليمن وكأنهم يشرَّعون لمواطنين في اسكتلندا، والمواطن يحتاج إلى تمرين وتوعية حتى يعرف كيف ينتخب، ولا بد من ترتيبات تسبق دعوة الناس إلى الاقتراع” جاء ذلك في رد على سؤال حول اتهامه بتأجيل الانتخابات يومها، رغم قربه من الرئيس الحمدي حينها أعلن الحجري موقفاً حاداً وصريحاً أبعده عنه، وكان ذلك منسجماً مع موقف الضباط من الحجري من بداية الثورة ومع سياسة الحمدي مع المشائخ والتي اتسمت بالتنافر، أكسبه غضب الكثيرين وإن كان عهده قد جعل الثورة أغنية الجماهير. “أول خطة خمسية” في هذه المرحلة شكل الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الحكومة وزاد بنيان أجهزة الدولة والمصالح والمؤسسات والهيئات ارتفاعاً وفاعلية وعلى نحو متسارع دارت عجلة التنمية بفعل العمل التعاوني من خلال هيئات التعاون الأهلي ووضعت أول خطة خمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.