للموسيقى تأثير سحري على كل الكائنات، فبعدما توصل العلماء إلى أن الموسيقى تترك أثراً طيبا على كثير من الحيوانات، خاصة الماشية والدواجن، جاء الدور على النباتات التي يبدو أنها تتأثر أيضاً كثيراً بما “تسمعه” من نغمات موسيقية.. ورغم أن الأمر قد يبدو غريباً بعض الشيء، إلا أنه أصبح أمراً واقعاً بالفعل، فقد بدأ العديد من مزارعي الشاي في الصين، باستخدام الموسيقى في مزارعهم، لإنتاج نوع من الشاي يتميز بمذاق أفضل من أنواع الشاي الأخرى، التي لم يسعدها الحظ بسماع الموسيقى. وهذه الموسيقى، التي يستخدمها المزارعون الصينيون، ما هي إلا أصوات مختلفة النغمات، تصدر عن جهاز تردد صوتي خاص، وتُذاع عبر مكبرات صوت تم تركيبها في مزارع الشاي، وفق ما ذكرت وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء الأحد. كما أن هذا الأمر له قواعده وأصوله العلمية، حيث أكد مدير مكتب الشاي في محافظة “شيونينج”، الواقعة في جنوب مقاطعة “آنهوي” شرقي الصين، أن الموسيقى تساعد على تنشيط الانقسام الخلوي لأشجار الشاي، كما تعمل على الإسراع بعملية “الأيض”، وتحسين نتائج التركيب الضوئي. وبحسب شي فونج شنج، مدير المكتب، فإن هذه الأجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، ويتم التحكم بها باستخدام أجهزة الكومبيوتر، ويتم تشغيل الموسيقى تلقائياً على مساحة مائة “مو” من الأرض المزروعة بالشاي، “المو” يساوي حوالي 666.67 متراً مربعاً. وكان الكثير من مزارع الأبقار بدأت في استخدام الموسيقى لتحسين إنتاجيتها، حيث يقول باحثون إن الأبقار يمكنها أن تنتج ما يقرب من نصف لتر إضافي من الحليب، بفضل سماع موسيقى هادئة أو كلاسيكية. كما لجأ العديد من مربيي الدواجن إلى استخدام الموسيقى في مزارعهم، بعدما تبين أنها تساعد على تخفيض درجة التوتر لدى الطيور. يُذكر أن تكنولوجيا التحكم في النباتات بالتردد الصوتي، نالت براءة الاختراع الأمريكية عام 1988، واستخدمت في اختبارات زراعية على أكثر من 30 نبتة في الصين، وكانت النتيجة ملحوظة.