أشارت خرائط صادرة من الأممالمتحدة إلى تزايد تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الأوضاع الأمنية ازدادت سوءا في أعقاب نشر واشنطن المزيد من القوات العسكرية، موضحة أن الخرائط قسمت البلاد إلى أربع مناطق حسب درجة خطورتها، بحيث ترى مدى إمكانية السفر إليها أو تنفيذ بعض البرامج فيها. وبينما تضيف وول ستريت جورنال أن الأوضاع ازدادت تدهورا في أفغانستان على عكس التفاؤل الذي ما فتئت تبشر به إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ أكثر من عام، تشير الصحيفة إلى أنها حصلت على خرائط سرية تابعة للأمم المتحدة لشهري مارس وأكتوبر تقسم أفغانستان إلى مناطق وفق درجة خطورة الأوضاع فيها. وتهدف الأممالمتحدة من وراء خرائطها تحديد درجة خطورة المناطق في أفغانستان للقيام بالسفر أو تنفيذ البرامج الأممية فيها، حيث هناك أربع مناطق وهي ذات خطورة عالية جدا أو خطورة عالية أو خطورة متوسطة أو خطورة منخفضة، وهي بالألوان الأحمر فالبرتقالي فالأصفر فالأخضر على التوالي. وأوضحت الصحيفة أن الخرائط غطت الفترة التي تزايد فيها القتال ضد حركة طالبان منذ مارس إلى أكتوبر الماضيين، وأن جميع الخرائط أظهرت جنوبي أفغانستان باللون الأحمر أو مناطق ذات خطورة عالية، ودون أي تحسن أمني، مضيفة أن اللون الأخضر وهو الذي يشير إلى خطورة منخفضة أيضا كان لونا مضمحلا في المناطق الشمالية والوسطى والغربية من البلاد. .وأشار تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الشهر الماضي إلى معلومات أمنية مشابهة لما ورد في خرائط الأممالمتحدة بشأن خطورة الأوضاع في أفغانستان. وأوضحت التقارير أن الهجمات تزايدت بنسبة 70 % منذ 2009 وإلى ثلاثة أضعافها منذ 2007، في ظل استمرار الحرب على أفغانستان، وأن حركة طالبان لا تزال تشكل تهديدا كبيرا للحكومة الأفغانية. كما أشارت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض رفض التعليق على التقارير، لكن مدير الاتصالات التابع للأمم المتحدة في أفغانستان كيران دواير قال إن البلاد باتت غير مستقرة، وإنها لم تكن سابقا مستقرة برغم رفضه التعليق على الخرائط الأمنية بحد ذاتها. هذا وكانت قد أخلت القوات الأميركية بشكل مفاجئ قبل ثلاثة أشهر إحدى قواعدها المتقدمة في ولاية كونر شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الباكستانية. وقد أثار إخلاء قاعدة غاخي في مديرية مرورة المخاوف من تداعيات على الوضع الأمني في تلك المنطقة المهمة، فكلفت شرطة الحدود الأفغانية بملء الفراغ بمائة وخمسين جنديا أفغانيا بعد أن كانت القاعدة تضم 250 جنديا أميركيا، وقد أكد هذه الواقعة للجزيرة نت قائد شرطة الحدود بولاية كونر محمد أيوب حسين خيل. ويرى خيل أن شرطة الحدود بمثابة البوابة الرئيسية لأفغانستان. وهو يؤكد أنها ليست بديلا عن الجيش الوطني، وأنها تمزج في مهامها بين الجيش والشرطة، ويزداد العبء عليها كلما تزايد انخراط الجيش في مهام قتالية داخلية، وهي تتبع وزارة الداخلية التي يرأسها حاليا بسم الله خان محمدي. وتعتبر مسألة ضبط الحدود بين أفغانستان وباكستان القضية الأبرز بين البلدين منذ الإطاحة بنظام طالبان قبل قرابة عشر سنوات، وتناط مسألة ضبط الحدود في أفغانستان للشرطة الحدودية بهدف الحد من تسلل المسلحين والمهربين. ويزيد من صعوبة المهمة التداخل العرقي على طرفي ما يعرف بخط ديوراند (نسبة للضابط البريطاني الذي رسم الحدود المؤقتة) الذي يصل طوله إلى 2600 كلم. وهو ما أشار إليه في تصريحات حاكم ولاية كونر فضل الله واحدي، وأكد أنه لا حاجة للجيش الوطني الأفغاني للدفاع عن الحدود أو تهديد خارجي، وأن شرطة الحدود مكلفة بمواجهة عمليات طالبان على الحدود..واعترف واحدي بصعوبة إغلاق الحدود بسبب التداخل القبلي على الرغم من قوله إن معظم العمليات التي تقع في ولاية كونر تأتي من الطرف الآخر لما يعرف بخط ديورند وهي الأراضي الباكستانية. ويبلغ طول هذا الخط بين ولاية كونر ومناطق القبائل التي لا تعترف بها أفغانستان رسميا على أنها أراض باكستانية نحو 240 كلم. وكانت الحكومة الباكستانية أثارت أكثر من مرة مسألة تنقل المسلحين إلى أراضيها من الأراضي الأفغانية، وهو ما يشير بنظر مراقبين إلى خروقات في جدار التنسيق الثلاثي الأمني والعسكري على مستوى القيادة بين الجيش الباكستاني والأفغاني والقوات الأميركية والأطلسية بأفغانستان، والتي عقدت اجتماعها الثالث والستين بالعاصمة الأفغانية كابل الأسبوع الماضي تأسست عام 2003م. قوام الشرطة الحدودية في شرق أفغانستان هو 4200 جندي فقط، وتنتشر في أربع ولايات هي نورستان وكونر ولغمان وننغرهار، ولا تخفي الصعوبات التي تواجهها ليس فقط بسبب تردي الوضع الأمني وإنما كذلك نظرا لوعورة المنطقة ونقص الإعداد والمعدات التي بحوزتها، إضافة إلى اعتمادها على الدعم الجوي من قبل قوات الناتو في حال تعرضها لموقف حرج مع المسلحين، علما بأن الحدود الباكستانية الأفغانية كانت خارج سيطرة القوات السوفياتية في السابق أو قوات المجتمع الدولي بأسره حتى اليوم.