قال ثمة مشاكل عديدة تواجهها إدارة المعهد أبرزها حذف موازنة المعهد للعام المالي 2011م يعتبر المعهد العالي للعلوم الصحية فرع الحديدة والذي تأسس في عام 1972م من المؤسسات التعليمية الحكومية البارزة في الحديدة, والتي تسهم بشكل كبير في تخريج كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً وذات جودة توافق المعايير المحلية والإقليمية والدولية, تمكنهم من تقديم خدمات تساعد في تعزيز الرعاية الصحية الأولية وتحسين الوضع الصحي في بلادنا وبالرغم من الإمكانيات الشحيحة إلا أنه مازال يقوم بتنمية المهارات وتقديم مستوى متقدم من التدريب والتأهيل للكوادر الصحية.. ولمعرفة المزيد عن المعهد ونشاطاته التقينا الأستاذ عبدالرحمن هبة الله شريم مدير المعهد وأجرينا معه هذا اللقاء. .. بداية حدثنا عن المعهد وتاريخه؟ طبعاً المعهد العالي للعلوم الصحية يعد أحد المعاهد الصحية الحكومية ويحتل مكانة مشرفة في أوساط مؤسسات التعليم الصحي بالحديدة, ويحظى باهتمام كبير من قبل قيادة وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة في معالي الدكتور يحيى راصع ومن قيادة المجلس المحلي ومكتب الصحة بالمحافظة, كما يتمتع المعهد بعلاقة إيجابية مع الكثير من الجهات الرسمية والمجتمعية مما يساعد على رسم برامج وخطط تنفيذية تكفل تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة العامة والسكان, وبما يتناسب مع واقع المتغيرات والإمكانيات بالمحافظة وتأسس المعهد في عام 1972م تحت مسمى “مدرسة التمريض” وتخرجت منه أول دفعة في عام 1974 1975م وفي العام 1979م تم تغيير مسمى مدرسة التمريض إلى مسمى “المعهد الصحي” وفي العام 1989م افتتح رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح المبنى الحالي وفي العام 98م تم قبول أول دفعة من حملة الثانوية العامة القسم العلمي في قسم المساعدين الطبيين. .. ما هو الفرق بين المعهد حالياً “وسابقاً”؟ دون شك هناك فرق فالمعهد مر بالعديد من المحطات الحيوية منذ تأسيسه حتى اليوم وهناك فرق كبير في المعهد قبل الوحدة وبعد الوحدة فالفرق نلاحظه في كل المدخلات والمخرجات حيث بدأ المعهد في أربع غرف بالدور الرابع بمستشفى العلفي عام 1972م ثم انتقل إلى المبنى الحالي في عام 89م وكان فقط الدور الأرضي مبنى للقاعات مع وجود مكيف واحد بالمعهد كله, ولم يكن للمعهد أي متعلقات بالإدارة المالية فالموازنة غير معروفة ويطلب المعهد كل احتياجاته من مكتب الصحة, لكن أصبح المعهد الآن مختلفا تماماً, ويوجد فرق كبير بين المعهد سابقاً وحالياً فبعد أن كان المعهد مكونا من دور واحد فقط الآن المعهد من ثلاثة أدوار وتتوفر فيه جميع المكاتب التي يتطلبها, إضافة إلى القاعات الدراسية, وكل هذه الإنجازات جاءت بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة, إضافة إلى أنه أصبح لدينا سكن للطلاب والطالبات والمعهد يتطور يوماً بعد آخر.. .. ما هي الأقسام التعليمية الموجودة بالمعهد؟ يوجد بالمعهد سبعة أقسام تعليمية يتخرج, منها سنوياً العديد من الطلاب والطالبات من مختلف مديريات الحديدة والمحافظات المجاورة للمحافظة والأقسام هي قسم التمريض العام الصيدلة المساعدون الطبيون المختبرات الطبية الأشعة التشخيصية القبالة الصحة العامة, وهذه الأقسام تشهد إقبالاً كبيراً من قبل خريجي الثانوية العامة, ولكن نحن نقوم بقبول الطلاب حسب شروط التسجيل وهي أن يكون حاصلاً على الثانوية العامة “قسم علمي” وألايقل المعدل عن 65% ويحضر استمارة الثانوية الأصل ويجتاز اختبار القبول والمفاضلة. .. ماذا عن الوضع الإداري الحالي للمعهد؟ يعمل في المعهد حالياً “44” موظفاً رسمياً و”35” موظفاً بنظام التعاقد وهؤلاء الموظفون بنظام التعاقد يتم صرف رواتب لهم من إيرادات الدعم الشعبي, إضافة إلى المدرسين الخارجيين بنظام الساعات وطبعاً هذا الكادر من الذكور والإناث موزعون على كل من الشئون التعليمية والإدارية والمالية, وجميع العاملين في المعهد يبذلون جهوداً جبارة للارتقاء بالمعهد وتطويره, لكن ورغم هذا العدد من الموظفين إلا أننا مازلنا بحاجة إلى كوادر من الموارد البشرية في جميع التخصصات التعليمية والإدارية والمالية, لكن نحن لانحصل على درجات وظيفية خاصة بالمعهد, ولا توجد لدينا القدرة على دفع رواتب لكوادر جديدة من إيرادات الدعم الشعبي التي نحصل عليها. .. هل ترون أن المعهد حقق أهدافه في تقديم خدماته للمجتمع؟ أولاً لايحق لي أن أقيم نفسي وإنما ندع الآخرين هم من يصدرون أحكامهم علينا, لكن أقول بأن المعهد يقدم خدمة كبيرة جداً للمجتمع من خلال رفد المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة بكوادر مؤهلة أكاديمياً, ذات جودة عالية تسهم في تحسين الوضع الصحي في بلادنا, فالآن أكثر الكوادر الصحية التي تعمل في المراكز الصحية والمستشفيات وتقدم خدمات للمواطنين هم من الخريجين من هذا المعهد, إضافة إلى أنه يوجد لدينا مركز صحي خاص بنا يقدم خدماته للمجتمع. .. إلى أين وصلتم في تطبيق نظام إدارة الجودة؟ نحن نؤسس لتطبيق هذا النظام منذ فترة ويجري تطبيق هذا البرنامج حالياً بواسطة فريق الجودة ونقوم بتأسيسه للضرورة الملحة لتطبيق نظام الجودة؛ نتيجة لتوسع خدمات المعهد ومرافقه وكادره الإداري, إضافة إلى الأدوار المطلوبة من المعهد؛ نظراً لما يتمتع به من موقع استراتيجي في مدينة الحديدة وما يقدمه من خدمات التعليم والتدريب سواء من داخل المحافظة أو خارجها وكذا كونه يعتبر مركزا للتدريب للجهات المانحة كالصندوق الاجتماعي للتنمية والبرامج المختلفة كبرنامج التحصين الموسع وبرنامج الرعاية التكاملية للطفل وغيرها. كما أننا نقوم بتأسيس نظام الإدارة الإلكترونية حيث تقوم وحدة المعلومات ومعالجة البات التي تم إنشاؤها بالعمل من خلال ستة برامج إلكترونية هي البرنامج المحاسبي وبرنامج المخازن والجرد السنوي والتسجيل وشئون الطلاب وبرنامج الكنترول والاختبارات, إضافة إلى برنامجي الموارد البشرية والقوى العاملة وبرنامج السكرتارية والتوثيق. .. ماهي أبرز المشاكل التي تواجهكم؟ لاتوجد أي مؤسسة حكومية أو خاصة بدون مشاكل, ونحن في المعهد لدينا مشاكل بالتأكيد مثل الآخرين, لكن أبرزها حذف موازنة العام المالي 2011م والتي هي في الأصل لاتغطي 10 % من نفقات ومصروفات المعهد, ونحن بصراحة نستغرب كيف يتم حذف موازنة لا أدري! إضافة إلى أن المعمل, من أبرز الصعوبات والعوائق التي تواجهه عدم حصوله على حصة من الدرجات الوظيفية سواء من الأكاديميين والإداريين أو الفنيين, وعدم حصول المعهد على حصة من مقاعد منح الدراسات العليا, ومن الصعوبات أيضاً مطالبة المستشفيات بمستحقات نظير إنجاح التدريب لطلاب قسم التدريب بالرغم أن دراستهم مجانية.. قيود المركزية بكل جوانبها وتداعياتها كل هذه هي مشكلات وصعوبات يمر بها المعهد, لكن بفضل دعم وزير الصحة الدكتور يحيى راصع وقيادة المجلس المحلي بالحديدة وغيرهم من المسؤولين نحاول أن نستمر في العطاء وتحقيق الأفضل وإنجاح العملية التعليمية والارتقاء بمخرجات المعهد.. .. ماذا عن سكن الطلاب والطالبات؟ نعم نحن يوجد لدينا سكن خاص بالطلاب وسكن خاص بالطالبات وانتهينا قريباً من ترميم سكن الطالبات وتلقى مباني السكن اهتماما كبيرا فنحن نحرص دائماً على توفير كل المتطلبات التي يحتاجها الطالب والطالبة في غرف السكن, فمثلاً سكن الطلاب يوجد لدينا 84 غرفة في مبنى السكن المكون من ثلاثة أدوار ويتسع لحوالي 200 طالب, بينما سكن الطالبات لدينا 80 غرفة, إضافة إلى المرافق الأخرى, وطبعاً يتم تخصيص السكن للطلاب المسجلين في المعهد من خارج المحافظة والذين لاتتوافر لديهم أماكن للسكن فيها, إضافة إلى أننا نقدم لهم وجبات غذائية. .. ماهي أبرز احتياجات المعهد للعام الحالي 2011م؟ بالتأكيد مازلنا بحاجة ماسة إلى متطلبات, منها مثلاً تأثيث معمل الصيدلة بالمعدات والمحاليل اللازمة وصيانة القسم الداخلي للمباني وشبكة المياه وتحسين وتطوير معمل التمريض بأجهزة حديثة وإعداد وتجهيز وتأثيث قاعة محاضرات كبرى مدرجة, إضافة إلى أننا نحتاج إلى عمل محطة بث إذاعية صغيرة تعليمية ثقافية, وإنشاء حديقة المعهد, إضافة إلى أننا نحتاج إلى تزويد المركز الصحي التابع للمعهد بكوادر وسطية وتزويده بالأثاث من أجل أن يواصل تقديم خدماته صباحاً ومساءً. .. أبرز خططكم المستقبلية أو طموحاتكم؟ فتح أقسام جديدة مثل دبلوم التخدير وغرف عمليات وإدارة صحية, إضافة إلى تأهيل أعضاء هيئة التدريس بالمعهد إلى “ ماجستير دكتوراه” وتوفير كوادر إدارية وفنية كافية, وتوفير الميزانية الكافية وهذه من أبرز الطموحات, وتحسين وتطوير معمل التمريض بأجهزة معملية حديثة, ومعمل مستقل لقسم القبالة.. .. كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟ أتوجه بالشكر الجزيل لكل من يساهم في إنجاح العملية التعليمية في المعهد من أعضاء هيئة تدريس وإداريين وفنيين وغيرهم, وأنصح أبنائي الطلاب والطالبات بالجد والاجتهاد حتى يحصلوا على ما يتمنونه ويساهموا في بناء هذا الوطن الذي هو بحاجة ماسة إليهم.
